ماذا بعد الاعتصام في البرلمان؟

ماذا بعد الاعتصام في البرلمان؟

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لم يكن الوطن ولا الشعب العراقي ضمن حسابات قادة مافيات الفساد والعمالة من مغتصبي قصور المنطقة الخضراء ما عدا ما يتصل بمصالحهم المادية والسلطوية وعمالتهم للفرس والصهيونية. هؤلاء السراق الذين تسببوا على مدى عشرين سنة بجميع الخراب الذي حل في العراق ما بعد عام الغزو الامريكي الصهيوني الفارسي البغيض لايهمهم ان ضاع الوطن او هم باعوه او مرض الشعب او تفككت عراه لانهم منشغلون ببطونهم وملذاتهم وتسلطهم على رقاب الشعب وما يجمعونه من اموال يشترون بها القصور والعقارات وغيرها في دول الكفر (حسب تعبيراتهم). ولكي يزيد صلفهم وظلمهم فانهم استخدموا الدين والمذاهب والعمامة والاحزاب (الاسلاموية) من اجل تحقيق مآربهم الخاصة والضحك على عقول الناس ولكن ليس بعد اليوم لان الناس لم يعد ينطلي عليها ذلك التدليس والنفاق مهما كانت مسمياته. وعلى هذه الاسس يجب ان لايتوقع الشعب من هؤلاء المنافقين ان يفكروا ولو للحظة واحدة بما يهم الشعب والوطن لانهم معدومي الضمير والوطنية والحكمة والاخلاق. وبناءا على ذلك فأن الاعتصام في البرلمان سوف لن يغير من مواقفهم سوى النفاق و دعوات بعضهم للحوار وهم يعلمون ان الذين يسعون لاراقة الدماء من اجل السلطة لاينفع معهم الحوار والحوار لايمكن ان يكون بين الظالم والمظلوم او بين الضحية والجلاد او بين السارق والمسروق منه. اذن فأن الاكتفاء بالاعتصام في البرلمان سوف لن يغير من شيء فهم لايهمهم الشعب ولايهمهم تعطيل المؤسسات الرسمية كالبرلمان المهم انهم يستلمون (المقسوم) من اموال الدولة والسرقات والنواب يستلمون رواتبهم رغم انهم في راحة واستجمام بحجة اعتصام البرلمان والذي يعاني ويتدمر هو الشعب والوطن وغدا سيقولون ان السبب التدهور هم الذين اعتصموا وعطلوا البرلمان. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى سمعنا بعض الأصوات التي تدعو لنبذ التناحر والفرقة ونحن نسأل أصحاب تلك الأصوات هل يصح نجمع الظالم والمظلوم بحجة عدم التناحر وهل يصح ان نساوي بين الخائن والعميل وبين المواطن الذي يحترم وطنه وشعبه ويطالب بحقوقه وهل يصح ان نساوي بين المعتدي والمغتدى عليه بحجة عدم التناحر وهل يصح ان نجمع بين السارق والمسروق بنفس الحجج وهل يجمع أصحاب هذه الأصوات بين الفاسد من الأشياء والجيد او يساوى بين القاتل والضحية؟! هل من الحكمة والعدل والضمير ان تقفون يا أصحاب عدم التناحر لكي تساووا بين الاحياء والاموات؟! ما لكم كيف تفعلون افلا تتفكرون.

الحل الوحيد هو ليس الحوار بين الضحية والجلاد ولكن الحل الوحيد لماساة العراق هو فقط التغيير الجذري للنظام الأمريكي الفارسي الانكلوصهيوني الذي جاء به سيء الصيت (بول بريمر) بالتعاون الامريكي الصهيوني الفارسي لتدمير العراق. وعلى هذا الاساس فانه لابد من اجتثاث هذا النظام من الجذور واعادة الوطن العراقي لاهله ومحاكمة الفاسدين والظالمين والخونة والسراق والفاشلين الذين تشبثوا بالسلطة رغم الضرر الذي تسببوا به للشعب والوطن بسبب فشلهم الذي هم انفسهم اقروا به اكثر من مرة. وذلك كله يتطلب اتخاذ خطوات تصعيدية وعدم الاكتفاء بالاعتصام في مبنى البرلمان لانهم سوف لن يكترثوا وان بقي البرلمان معطل لاشهر.

كما وان على النظام الفارسي في ايران ان يعلم ان مستقبل العلاقة بين ايران والعراق مرتبطة بالشعب العراقي الرافض للتبعية فعليهم ان ينتهجوا نهجا مبنيا على احترام سيادة الشعب العراقي وعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية على الاطلاق وفوق هذا وذاك عليهم ان لايقفوا مع الفاسدين والفاشلين وسماسرة السلطة والظالمين كما فعلوا طيلة الفترة الماضية خلافا للدين الإسلامي ومبادئع السمحاء التي تدعو للتعامل الحسن مع الجار وكذلك المذهب الذي يقولون انهم يؤمنون به زورا وبهتانا والمواثيق الدولية. والفرس مخيرون اما ان يربطوا انفسهم بنظام فاسد دمر وطنه وشعبه او ان يحترموا انفسهم ولايتدخلوا لان الشعب العراقي اصبح يمقتهم بسبب افعالهم الدنيئة بشيعته قبل سنته وباكراده قبل عربه. ولقد راينا كم هو ذليل كان المدعو (قآاني) عندم جاء خلسة وعاد يجر اذيال الخيبة والخزي والعار والنذاله خلسة كما تفعل خفافيش الليل لانها عاجزة عن مواجهة ضوء النهار. ولو كان به خير لاتى في وضح النهار بزيارة ليست سرية ومعلنة الأهداف والغايات انما سريتها يفضح أهدافها الشائنة والمعيبة والمخزية. والجميع شاهد كيف ان رجل دين معمم عندما سلم عليه المدعو (قااني) عند باب ضريح الامام الحسين كيف انه لم يقف معه وتركه بسرعة عندما عرف ان هذا هو قااني الملطخة يديه بدماء الجنود العراقيين بل والشهداء الاخرين. نعم ان قااني وامثاله من جنرالات الفرس ملطخة ايديهم بدماء شيعة وسنة الحسين فكيف يقبل بهم الحسين زوارا في خلسة من الزمن؟! وليعلم هؤلاء ان العراق فيه نوعين من الذين يرتبطون بالحسين النوع الأول سنة الحسين والنوع الثاني شيعة الحسين وكلاهما يكمل بعضهما البعض دون تمييز فهؤلاء سنته وهؤلاء شيعته.

الشعب العراقي رددها بصراحة وستبقى عالية ترددها الاجيال: لا لامريكا و لا للصهيونية ولا لايران و لا لكل من يتدخل بشؤون العراق لتدميره ونعم فقط للعراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here