أي تغيير كان سيحدث لو شكّل التيار الصدري حكومة بدون حزب الدعوة ؟

أي تغيير كان سيحدث لو شكّل التيار الصدري حكومة بدون حزب الدعوة ؟
بقلم مهدي قاسم

بعد فوزه بالانتخابات بمقاعد أكثر من غيره ، سعى التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر ، إلى تشكيل حكومة باشتراك أغلب الأحزاب والتنظيمات الطائفية والمحاصصتية والقومية الأخرى باستثناء حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي و ربما بعض المتحالفين معه أيضا ، و ذلك لوجود حساسية شخصية و سياسية و ثأر قديم بين الطرفين بحكم إقدام نوري المالكي على ضرب جيش المهدي وتهميشه تماما وإلى الأبد حينذاك ، فضلا عن إذلال مقتدى الصدر ولا سيما إصدار قرار بأمر إلقاء القبض عليه بتهمة الضلوع في مقتل رجل الدين عبد المجيد الخوئي و كذلك العثور على جثث قتلى التي وجدت في سرداب المحكمة الشرعية للتيار الصدر آنذاك ، و أن كان هذا ليس موضوعنا الأساسي ..
إنما السؤال الذي ينبغي طرح نفسه هنا وهو :
ــ وماذا كان سيحدث لو تمكن مقتدى الصدر من تشكيل حكومة عراقية جديدة بدون حزب الدعوة ؟..
وهل تلك الأحزاب و التنظيمات والجبهات الطائفية والمحاصصتية التي كانت ستصبح أعضاء في حكومة التيار الصدري، فهل كانت ستختلف أو كانت و ستكون أقّل فسادا عن حزب الدعوة و نهبا للمال العام أو أقل فشلا في تنفيذ مشاريع إعمارية و استثمارية ؟..
و من ثم بماذا يختلف حزب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي والأحزاب المتحالفة معه أ أو الاحزاب الكردية المهيمنة بالمطلق على إقليم كوردستان و التي أراد مقتدى الصدر تشكيل حكومة مع بعضهم ؟..
إذ أن محمد الحلبوسي نفسه اشتهر ـ حسب أخبار عديدة روجها منافسيه من ساسة الأنبار ــ بشراء منصبه في الدورة الانتخابية السابقة ، وكذلك فرض وزيرة للتربية السابقة و المدُانة قضائيا بسبب اختلاس المليارات من خلال التلاعب بميزانية الوزارة بذريعة طبع كتب مدرسية..
يعني بتعبير أدق أية حكومة وطنية ونزيهة كان سيشكّلها مقتدى الصدر من وسط هذه الأحزاب والتنظيمات الطائفية بدون حزب الدعوة فقط ؟..
هذا دون الحديث عن التقلبات المكوكية لمواقف مقتدى الصدر بين ليلة وضحاها حيث ما استقر على موقف أكثر من أ أيام و أسابيع و أشهر كأضعف الإيمان ..
بالطبع أنا ليست هنا بصدد الدفاع عن عميد الفاسدين نوري المالكي ، مثلما قد يتخيل للبعض ، كسوء فهم أو تأويل سطوري هذا ، وخاصة ناحية تركيزي على المواقف المتناقضة لمقتدى الصدر ، إذ أنا طالبت ُ منذ سنوات بمحاكمة نوري المالكي بناء على أساس عشرات جرائم سياسية و أمنية و سيادية و مالية و غيرها مما ارتكبها نوري المالكي في غضون عهديه الكارثيين ..

**صور من داخل مجلس النواب الذي حولوه إلى أسواق ساحة الطيران والشورجة
صور من داخل مجلس النواب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here