«الصدر» يوسع جبهة الاحتجاجات إلى المحافظات وينتظر «انشقاق العامري»

بغداد/ تميم الحسن

يحاول التيار الصدري في اللحظات الحاسمة من مشروع «تغيير النظام» الذي طرحه زعيم التيار مقتدى الصدر بعد يومين من اعتصام انصاره في البرلمان، توسيع جبهته على حساب الإطار التنسيقي.

ويعول الصدريون على ملامح الانشقاق داخل التكتل الشيعي التي بدأت منذ قرار «الصدر» اعتزال العملية السياسية قبل نحو شهر، وتجلت مؤخرا في خطاب «منفرد» لزعيم تحالف الفتح هادي العامري جدد فيه دعوات الحوار بين الطرفين (التيار والإطار).

وقدم «الصدر» مقابل ذلك شروطاً الى صديقه القديم ايام التفاوض اثناء ازمة «الاشهر الثمانية» التي لحقت الانتخابات التشريعية، لجلوس الاول الى طاولة المفاوضات، قرئت باتجاهين: بانها نقاط تعجيزية، او موقف مرن بعد خطاب «تغيير النظام» التصعيدي.

يأتي ذلك في وقت وجهت فيه لجنة مستحدثة تابعة لـ»الاطاريين» لتنظيم التظاهرات، انصارها بالتجمع عند المدخل الشرقي للمنطقة الخضراء، وطالبتهم بعدم دخول المنطقة الحكومية والتعاون مع القوات الامنية.

وكانت هذه المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم «اللجنة المنظمة لتظاهرات دعم الشرعية» مستعيرة الاسم من تظاهرات الأخوان المسلمين في مصر قبل 9 سنوات، قد سربت معلومات عن «ملاحقة الكاظمي» رئيس الوزراء واعتقاله!

بالمقابل كثف المعتصمون داخل مبنى البرلمان لليوم الثالث، من اعدادهم مع دخول عشائر الى المجلس اعلنت تأييدها لـ «خطاب الصدر»، حيث شهدت بغداد مساء الاحد، عقب الخطاب، تكدسا في العجلات الذاهبة صوب المنطقة الخضراء.

ولترصين «جبهة الصدر» يقول مقربون من التيار لـ(المدى) ان: «الصدريين يعلمون بالانشقاقات التي تجري منذ اسابيع داخل الإطار التنسيقي، وهي ربما وراء الدعوة الاخيرة التي وجهت من زعيم التيار الى العامري».

وطالب وزير القائد (صالح محمد العراقي)، من زعيم تحالف الفتح، ردا على دعوة الاخير اـلصدر للجلوس الى طاولة الحوار، بـ «انسحاب» العامري من «الإطار».

واضاف العراقي في تغريدة على «توتير»: «تكرّرت دعوة الأخ العامري للحوار بين الإطار (الذي ينتمي له) وبين التيار الصدري الذي تخلّى عنه».

وتابع: « فأقول: إننا لو تنزّلنا وقبلنا الحوار فذلك مشروط بما يلي: أولاً: انسحاب الأخ العامري وكتلته من الإطار، ثانياً: استنكار صريح لكلام (سبايكر مان) الذي صرح به في التسريبات قبل أيام قلائل، ثالثاً: كنتَ أنت من ضمن الموقعين على وثيقة إصلاحية.. ولم تنفذ.. فمن الضامن لتطبيق الحوار الإصلاحي؟! فعليك بتحديد ضامن لكي ننقذ العراق من أنياب الفـ*ساد».

وجه رئيس تحالف الفتح هادي العامري، أمس الاثنين، نداء خاطب فيه كلاً من التيار الصدري والإطار التنسيقي، فيما دعا الطرفين الى الجلوس والحوار وتجنب «سفك مزيد من الدماء».

وقال العامري في بيان إنه «في اجواء التصعيد الاعلامي (…) اكرر ندائي مخلصاً الى الاخوة في التيار الصدري والى الاخوة في الإطار التنسيقي ان يغلبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء…».

وكان الإطار التنسيقي قد اصدر مساء الاحد الماضي، بيانا غاضبا حذر فيه من انقلاب دموي يقوده التيار الصدري عبر التظاهرات.

وقال البيان :»نرى للأسف تصعيداً مستمرا وتطورا مؤسفا للأحداث وصل حد الدعوة الى الانقلاب على الشعب والدولة…».

واعتبر «الإطار» ما وصفه بـ «الاتقلاب» هو: «امر خطير يعيد الى الذاكرة الانقلابات الدموية التي عاشها العراق طيلة عقود الدكتاتورية ما قبل التغيير».

وقبل ذلك، وصف الصدر التطورات السياسية التي يشهدها العراق بأنها فرصة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات، معتبرا أن العراقيين اليوم «على المحك»، فيما دعت اللجنة التنظيمية التابعة للإطار التنسيقي إلى التظاهر يوم الاثنين (أمس) عند المنطقة الخضراء بعد «تطورات تنذر بانقلاب مشبوه» بحسب وصف بيان «لجنة دعم الشرعية».

وبحسب معلومات وردت الى (المدى) بان اللجنة التي اعلنت عن نفسها لأول مرة بعد خطاب «الصدر»، «تابعة لأطراف معينة داخل الإطار التنسيقي، وهي غير مدعومة من كل الاطراف».

وكان نوري المالكي، وفق مصادر مطلعة، حاول مساء الاحد «الرد على اقتحام الصدريين» بإخراج مجاميع من الفصائل، لكنه فشل بسبب رفض بعض قيادات «الإطار التنسيقي».

وبمتابعة بيان «التنسيقي» و»لجنة دعم الشرعية»، نجد ان بيان الاول لم يتضمن الاشارة الصريحة الى التظاهرات.

وعقب بيان اللجنة الذي دعا الى تظاهرات قرب المنطقة الخضراء، اكدت كتائب حزب الله -احد فصائل الحشد- بانها لا تعلم بشأن تلك الدعوة.

وقال ابو علي العسكري المتحدث باسم الكتائب في تغريدة على «توتير»: «دعوة التظاهر على اسوار الخضراء لاعلم لنا بها».

وبحسب المعلومات ان المشاركين في تظاهرات «التنسيقي» هم: تيار الحكمة، عصائب اهل الحق، حزب الدعوة، المجلس الاعلى، وكتائب الامام علي، فيما لم تحسم «بدر» موقفها من الاحتجاجات.

وسربت «دعم الشرعية» وبعض منصات «الاطاريين» معلومات عن انها ستقوم بـ «اعتقال الكاظمي ومستشاريه» و»اغلاق طريق المطار لمنع الفريق الحكومي من مغادرة البلاد قبل محاكمتهم».

وشوهدت منذ صباح أمس، قطعات عسكرية كبيرة في طريق المطار في غربي العاصمة، وقطعات عسكرية قرب الجسر المعلق حيث مكان تجمع «الاطاريين».

وفيما فسر مراقبون «شروط الصدر» مقابل التفاوض كما جاءت في دعوة زعيم تحالف الفتح، بانها «مرونة» في مواقف زعيم التيار عن «دعوات تغيير النظام»، أكد مقربون من التيار بانها «شروط تعجيزية ولن يكون هناك تفاوض الا لتسليم الفاسدين ومحاكمتهم».

وانتقدت المصادر المقربة من التيار الصدري: «تسمية تظاهرات الاطاريين بدعم الشرعية»، مشيرين الى ان «الإطار التنسيقي هو فاقد للشرعية بعد خسارته في الانتخابات وحرف العملية السياسية بقرارات سياسية من القضاء»، في اشارة الى تفسير «الثلث المعطل» وعرقلة اختيار رئيس الجمهورية.

بالمقابل دعا الصدريون الى «نفير عام»، حيث وجه «وزير القائد» أمس، أنصار التيار في المحافظات الى التظاهر في مدنهم (باستثناء مدينة النجف) في الساعة الخامسة بالتزامن مع تظاهرات «التنسيقي».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here