محلل: ليبيا ستظل دولة غنية رغم التدخلات المستمرة

Flag of Libya.svg
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إن هناك بعض التدخلات من دول لسنوات في ليبيا، وتلك الدول لا تشترك معها في حدود، انطلاقا من دوافع أيديولوجية، ولكن على الرغم من موقعها البعيد، فإن المستقبل السياسي للدولة الغنية بالنفط شمالي إفريقيا يمثل حالة “تحقيق أو تحطيم” للطموحات الجيوسياسية الأوسع لتلك الدول ومن بينها الإمارات.
 
وأضاف أنه في أبريل 2019، وبدعم عسكري ولوجيستي ومالي من قبل أبوظبي، حشد المشير خليفة حفتر قواته في طبرق وتقدم إلى العاصمة الليبية طرابلس بعد أن تعهد بالإطاحة بحكومة الوفاق الوطني السابقة والتي كانت مدعومة من الأمم المتحدة والاستيلاء على البلاد بأكملها، لتهدم هذه الخطوة المدعومة من عدة دول، محادثات السلام الواعدة آنذاك.
 
وتابع المحلل، أنه الآن ومع تقدم البلاد في المسار السلمي وطويها لصفحة الحروب والصراعات، عادت تلك الدول مجددًا مشاركة بصفقة مع كل من المشير حفتر، رئيس حكومة الوحدة المنتهية الصلاحية، عبد الحميد الدبيبة، والتي على ما يبدو، تنفذ بنودها تدريجيًا دون عراقيل أو رفض من أحد الأطراف، والهدف الأساسي فيها، إحكام القبضة على الثروات الباطنية الليبية.
 
حيث كشفت صحيفة «أفريكا إنتلجنس» محادثات سرية في دبي بين ممثلين لرئيس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة، وممثلين لقائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر، يقوم بموجبها الدبيبة بتعيين عدد من ممثلي حفتر في مناصب وزارية رئيسية، إذا ما جرى الاتفاق بين الطرفين.
 
وقال تقرير الصحيفة إن الدبيبة عازم على البقاء على رأس السلطة التنفيذية، مشيرة إلى سفر نجل حفتر (صدام) إلى دبي للتفاوض مع مبعوث الدبيبة (ميسي دومينيشي) على عدة مناصب رئيسية في حكومة معدلة في المستقبل.
 
يأتي هذا بينما تستمر “الصدمة” المصاحبة لخبر إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، وتعيين فرحات بن قدارة، المصرفي المقرب من المشير، بدلاً عنه.
 
حيث أكد مراقبون إلى أن مكاسب أبوظبي في هذه الصفقة تتجاوز المكاسب الغربية والداخلية، كونها تستطيع الآن الحصول على موافقة لتمرير صفقات بالمليارات، كان قد رفضها رئيس المؤسسة المخلوع، مصطفى صنع الله.
 
وهذا ما أكده هجوم رئيس مؤسسة النفط المُقال، مصطفى صنع الله، على دولة الإمارات، بعد إعلان تشكيل مجلس إدارة جديد للمؤسسة، إذ اتهم رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة بأنه يخدم دولة الإمارات، التي اتهمها بدورها بتدمير قطاع النفط الليبي منذ 2011.
 
جاءت تصريحات صنع الله، الخميس 14 يوليو، بعد يوم واحد من إعلان الدبيبة التشكيل الجديد لمجلس مؤسسة النفط الليبية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
 
وقال صنع الله، إن الحكومة الحالية منتهية الولاية، وتحاول التلاعب بالمؤسسة من خلال عقد صفقات في الإمارات، مشددًا على عدم مغادرته منصبه بِعَدِّ القرار غير دستوري، لأن مؤسسة النفط سيادية، ولا يمكن حلّ مجلسها بقرار من حكومة منتهية الولاية وغير شرعية.
 
كما هاجم صنع الله رئيس مجلس الإدارة الجديد، الذي عينته الحكومة، فرحات بن قدارة، قائلًا، إنه متآمر مع الإمارات، ويريد التفريط في 600 مليون دولار سنويًا لترضى عنه أبوظبي.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here