للموت 2… قراءة في المستويين الجماهيري والفني

القاهرة – معاذ الراوي

ذروة الصخب لا تحجب بعض الملاحظات

قراءة مسلسل للموت 2 على مستويين، تضعنا أمام نتيجة ستبدو متفاوتة. المستوى التجاري يحقق المطلوب منه، بعد جزء أول شكل حالة. كان على الجزء الثاني أن يؤكد حضوراً يراهن على «القوة»، وإلا وضع نفسه في موقف محرج. المستوى الفني مصاب بشطحة. يفرط في صب الزيت على النار حد تصاعد الرائحة. جماهيرياً، العمل في ذروة الصخب، حضوره على «السوشيال ميديا» يطغى، ومغامرات أبطاله جزء من يوميات الناس وضجيج المواقع. فنياً، لا مفر من الاعتراف ببعض الخبصة

كل شيء متوقع في مسلسل يلعب جمهوره على الأصابع، ويجعله لا يعرف رأسه من قدميه. الثبات في نص نادين جابر مسألة مستحيلة. وما يرتكز على وضعية، ينقلب فجأة إلى وضعية مضادة. فرص النجاة شبه معدومة، والتوق إلى بداية جديدة شقاء يضاف إلى ماضي الشخصيات. الحرب سيدة الجبهات والهدنة لعد الخسائر، وما يجري في الأحياء الفقيرة لا يقل ضراوة عما يحتدم في نفوس الأثرياء.

تقلب الموازين وتتغير المعادلات، ولا يبقى شيء على حاله مع انفراط تحالف «سحر» (ماغي بو غصن) و«ريم» (دانييلا رحمة). يشهد المخرج فيليب أسمر على باب الجحيم مفتوحاً على مصراعيه، فيصوره بلمعة. التهديد بالقتل كشربة الماء، والصراخ يكاد يصم الأذنين. فخ المسلسل في الشعرة المقطوعة بين الحماسة والمبالغة. الحقيقة أنه منتظر وقدرته على حبس النفس هائلة. لا تمر حلقة من دون خض المشاهد، وثمة لقطات تجعله يفتح فمه تحت وقع الدهشة. إنما المبالغة تجد تربة خصبة وسط حقل الألغام. اجتثاثها كان ليضيف نقاطاً إلى مستواه الفني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here