سماسرة : منظومة الفساد ومافيا تصاريح العمل تستغل العمال الفلسطينيون الى حد العبودية!!

د.شكري الهزَّيل

**فلسطيني عن فلسطيني يفرق وعلى جميع السماسره الفلسطينيون على ضفتي الوطن المُحتل ان يخجلوا من السمسرة واستغلال احوال اخوانهم واخواتهم العمال الفلسطينيون اللذين يكابدون شغف العيش والحياة في ظل وجود احتلال غاشم وهمجي..والى جميع فلسطينيوا الداخل : عاملوا اخوانكم كبشر ولا تستغلوا ظروفهم وعوزهم بتأجيرهم غرف واماكن غير صالحة للسكن ولا تليق بكرامة الانسان ..كُن انسانا وطنيا وشهما وتصدى لاستغلال حال اخوتك واخواتك العمال والعاملات.. السمسار لا مله له ولادين ولا كرامة له وهو مجرد خائن ضال يخون شعبة وانسانيته…اما بعد..
انهمرت دموع الشاب عدي وهو يسرد قصته بتفاصيلها بين مطارق الحياه وسندان ظلم الاحتلال وذوي القربى اللذين يثقلون كاهلة ويرهقونه ماليا وهو اللذي يعيل عائلته بالكد والكدح في عمل شاق مرهق يبدأ يوميا في الرابعة فجرا وينتهي في العاشرة مساءا عندما يعود الى بيته في الضفه واحيانا كثيره يختصر مسافات العناء بالمبيت في مكان عمله او في قرى ومدن فلسطين الداخل.. عدي يعيش قلق دائم سواء على المعابر او في رحاب الايام خوفا من ان يسحب سمسار الاحتلال ” تصريح العمل”… السمسار اوقح من وقح واجشع من جشع, يهاتف عدي كل نهاية شهر ويذكره بالامر نفسة اما يدفع “الرشوة والخاوة” او تنتهي صلاحية التصريح وتتم عملية ابطاله, والامر المحزن ان عدي استدان المبلغ اكثر من مره ودفعة للسمسار لانه ببساطة لا يملك المبلغ ولم يعمل كفاية هذا الشهر او ذاك وهو الذي يعيل زوجة وثلاثة ابناء ويساعد والديه واخوته قدر الامكان وبحسب التساهيل والاحوال..
قصة عدي هذه يشاطرها ويعيشها عشرات الاف العمال الفلسطينيون اللذين يتم استغلاهم من قبل سماسرة تصاريح العمل الصادرة عن سلطات الاحتلال الغاشم والفاسد ويستغلها فاسدوا سلطة اوسلو وعصابات فلسطينية من الضفه والداخل لتحقيق ارباح طائلة على ظهر العمال ” الغلابه”..*السمسار لا يهمه لا من بعيد ولا قريب حالة العامل اذا لم يعمل مثلا ايام كافية او اصيب بحادث ولم يتمكن من العمل, وما يعني السمسار هو دفع المبلغ ” معك ما معك اشتغلت ما اشتغلت مش مشكلة السمسار” عليك دفع المبلغ او ستخسر التصريح..!!
من المخزي والمهين ان يستغل الفلسطيني اخيه واخته الفلسطيني ه حيث يضطر اكثر العمال العاملين داخل الكيان الى اقتطاع اموال طائله من دخلهم لصالح سماسرة عديمي ضمير وقليلي اخلاق سافلون يستغلون محنة وعوز العمال وحاجتهم لتصريح عمل مقابل دفع اموال للسماسره الذين يشاركون الاحتلال في عملية عبودية واستغلال حال العمال الفلسطينيون القادمون من الضفة وقطاع غزة وبشكل خاص مناطق الضفه ومناطق سلطة اوسلو وداخل منظومة اوسلو الفاسده نفسها حيث السماسرة وشركاءهم من صهاينه وفلسطينيون متصهينون يسجلون انفسهم عل انهم ارباب عمل فيما الحقيقة انهم مصاصي اتعاب العمال الذين يدفعون سنويا للسماسرة ملايين الدولارات مقابل الحصول على تصاريح ورخص الكثير منها غير قانوني وغير حقيقي ناهيك عن وقوع العمال في فخ عصابات النصابين والمحتالين اللذين يعملون داخل شبكات نصب واحتيال يديرها فلسطينيون واسرائيليون صهاينة واللافت للانتباه هو ان سلطات الاحتلال تمنح ومنحت امتيازات منح التصاريح لارباب عمل وضباط مخابرات صهاينة يستعينون ب متعاونين عرب فلسطينيون يبيعون التصريح الواحد باسعار باهضة تتراوح بين 600 الى 1000 دولار للتصريح الواحد” لشهر فقط” بالاضافه الى مبالغ ماليه شهرية عبر ابتزاز العمال وتهديدهم بسحب التصريح في حال عدم الدفع..
يعمل الاف العمال الفلسطينيون داخل مناطق عام 1948 في ظروف صعبة ومعقدة حيث تعمل الاكثرية اكثر من 14 ساعة يوميا قبل ان يعودوا الى اماكن سكناهم في الضفة او اماكن اخرى في الداخل لكنهم يستيقظون في صباح اليوم التالي لبدء يوم عمل شاق اخر يبدأ بطوابير انتظار طويلة على معابر الاحتلال ومن ثم العمل دون حقوق وامتيازات وهنالك نسبه كبيرة من العمال” الضفة و قطاع غزة” يفضلون المبيت والبقاء في مناطق الداخل “داخل القرى والمدن الفلسطينية 1948″وهؤلاء يعيشون ظروف حياتية صعبة اما في بيوت وشقق مستأجرة غير مجهزة وجاهزة او داخل المساجد المحليه اذا اتيحت لهم الفرصة, لكن بالمجمل ظروف سكنهم وحياتهم صعبة واحيانا يكونون مصفطون كالسردين في غرفة واحدة يستاجرونها ويدفعون اموال كثيرة لصاحب ” الغرفة .البيت” دون ان يهيأ هذا الاخير ظروف السكن الانساني من مياه ساخنه وكهرباء وامور اخرى وعليه ترتب القول ان استغلال ظروف العمال يجري على ساق صهيونية واقدام فلسطينية والحديث يدور عن اكثر من 100000 عامل فلسطيني من الضفة والقطاع يعملون ويبيتون في الداخل الفلسطيني حيث تقطن الاكثرية الساحقة داخل القرى والمدن الفلسطينية في بيوت ومحال مستأجرة اكثريتها لا تليق لا بحياة البشر ولا تحترم كرامة الانسان…ابقوا معنا.
الحديث يدور هنا عن فلسطينيون ” يستضيفون” يؤجرون بيوت ومحال لاخوتهم العمال الفلسطينيون” الضفة والقطاع” ويستغلون عوزهم وحاجتهم بابشع طرق الاستغلال في ظل الغياب المطلق لمؤسسات تدافع عن حقوق العمال وتحفظ لهم حق السكن والمبيت في ظروف انسانية…قد لا يُعجب الامر الكثيرون لكن حقيقة استغلال “فلسطينيوا الداخل” لظروف اخوتهم العمال القادمون من الضفة والقطاع لكسب لقمة عيش عائلاتهم, حقيقة موجودة وملموسة ناهيك عن عيش الكثير من العمال داخل المساجد او باحاتها في ظروف انسانية صعبة.. ظاهرة مشاهد تجمعات العمال بعد العمل امام المساجد وعلى الشوارع اصبحت مظاهر مالوفه في قرى ومدن فلسطينيي الداخل..طبعا نحن لاننسى حقيقة وجود اكثر من 50000 الف”بالاضافة للاخرون” عامل اضافي يعملون يوميا في الداخل ويعودون للمبيت في اماكن سكناهم في الضفة الفلسطينية وبقية المناطق المحتلة….
يتقاسم السماسرة اليهود والعرب الفلسطينيون اموال السمسرة فيما بينهم على اساس تقسيم الادوار بين سمسار فلسطيني ومقاول عمل”اسرائيلي” حيث يقوم عشرات الالاف من العمال بدفع اكثر من 700 دولار مقابل تصريح عمل لمدة شهر واحد فقط كان من المفترض ان يكون مجانا وهذا ما يعني ان العامل الواحد يدفع اكثر من 8000 دولار سنويا فقط لتصريح العمل اذا اراد الاستمرار بالعمل بتصريح او اختار ان يعمل بدون تصريح عمل ويتعرض الى ابتزاز واستغلال اكثر من ارباب العمل ومركبات التهريب التي ايضا يستغل اصحابها محنة العمال ويتقاضون اموال طائلة على ” التوصيلة.. التهريب” من مناطق الضفة والقطاع الى الداخل الفلسطيني…
فوضى استغلال عارمه تطيح ب حقوق العمال الفلسطينيون واللافت للنظر ان سلطات الاحتلال تعتمد على مقاولين “يهود وعرب” من الداخل وهؤلاء بدورهم هم من يقدمون طلبات الحصول على تصاريح العمل الى مكاتب العمل والتنسيق الاسرائيلية وتحديدا الى ما يسمى ب” هيئة السكان والهجرة” وهذه الاخيرة هي من تمنح المقاولين تصاريح عمل لعمال فلسطينيون ومن ثم يقوم المقاول بالاستعانه بشريك ” سمسار” فلسطيني يجبي من العمال اموال السمسره ويتقاسمها مع المقاول واخرون في منظومة السمسره والفساد الممتده من مؤسسات دولة الاحتلال وحتى مؤسسات سلطة اوسلو الفاسدة…
سلطات الاحتلال وسلطة اوسلو لا يحركان ساكنا رغم معرفتهم باستغلال السماسره للعمال الفلسطينيون والحقيقة ان شكوك مجدولة باليقين تراودني حول *نزاهة نقابات العمال الفلسطينية ودورها في استباحة حقوق العمال وتركها حبل العمال على غارب السماسرة والفاسد والسؤال المطروح : اين نقابات العمال الفلسطينية من الاستغلال الصارخ والانتهاكات الجسيمة بحق حقوق العمال الفلسطينيون الذين يعملون داخل جغرافيا دولة الكيان الغاصب؟؟…
ننوه الى ان اكثرية العمال الفلسطينيون يعملون بدون اتفاقيات وعقود عمل ولا يوجد لهم اي حقوق وعملية استغلاهم هي عملية ” منشار” تتم من جميع الاطراف..المقاولون والسمساره يتلاعبون بكل شئ في تقاريرهم من عدد ايام العمل وحتى اجر العمال والمحصلة ان العامل يصبح رهينة جشع وقذارة المقاول والسمسار الذي يسلب العامل اجره وحقوقة وحريته بالعمل في مكان اخر ايضا..30 الى 40 بالمئه من اجر ورواتب العمال الفلسطينيون تذهب الى جيوب السماسرة ونسبة اخرى ليست بقليلة تذهب للمبيت والمواصلات وسماسرة ” التوصيله”ّ اصحاب المركبات الذين يقلون العمال من الضفة وغزة الى الداخل الفلسطيني…
ليس هذا فقط لابل بعد حسابات وتكاليف مأكل ومشرب العامل الفلسطيني لا يبقى له سوا القليل شهريا رغم عمله اليومي بمعدل ومتوسط 14 ساعة يوميا..احد العمال اخبرني بانه حسب العمل والساعات مفروض ان يكون الاجر الشهري عالي وكافي لكن في نهاية الشهر يصبح الامر وَّهم متبدد ولا يتبقى الا القليل لربما الثلث او ا اكثر بقليل من الاجر….بالمناسبة جميع انواع التصاريح التي تصدرها سلطات الاحتلال ومن بينها تصاريح عمل الفئات العمرية ما فوق وتحت ال 55 عاما وتصاريح المباشر”اكذوبة الاصلاح “, كلها وجلها تقود الى استغلال العمال الفلسطينيون..
*للتذكير : كثير من العمال الفلسطينيون لا يعرفون الاسماء الحقيقية لارباب العمل والسماسرة ويجهلون هوية من يصدر لهم التصاريح وقسائم الرواتب التي تكون غالبا غير حقيقية وغير صحيحة ومُزيفة بما يتعلق بعدد ايام العمل والاجر واللافت للنظر هو مشاركة مكاتب محاماة في الضفة والداخل الفلسطيني في السمسرة وتمويه اسماء واخفاء هوية السماسرة حيث يذهب العامل” صاحب التصريح” كل شهر الى مكتب المحاماة المتفق عليه مسبقا ويسدد “خاوة” التصريح دون ان يعرف هوية السمسار الحقيقية..دولة الاحتلال وسلطة اوسلو تعرفان التفاصيل الكامله لما هو حاصل من استغلال للعمال ومع هذا لا تحركان ساكنا والسبب هو الشراكة في منظومة السماسرة والفساد والاستغلال.. السماسرة وكامل منظومة مافيا التصاريح يروجون لعروض الاستغلال والعبودية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويملكون مكاتب مكيفه في اماكن وشوارع تجارية رئيسيه ويعقدون عقود استعباد مع العمال بكل اريحيه باعتبار ان الامر قانوني وعادي وبضوء اخضر من الاحتلال وفاسدي سلطة اوسلو..!!
زعم ويزعم الاحتلال انه قام بعملية اصلاح وتصحيح مسار لطريقة الحصول على تصريح عمل مباشره من قبل العمال انفسهم,. لكن في الحقيقه لا علم للاكثرية الساحقة من العمال بهذه الاصلاحات ويواصلون الاعتماد على سماسرة ” مصاصين دم” ينهبون رواتبهم وقوت ابناءهم وعائلاتهم.. يعمل العمال الفلسطينيون في اعمال شاقة وظروف صعبة جدا وهم يدركون ان نصف اجر هذا العمل يذهب للسماسره واصحاب بيوت مهترية او غير كاملة البناء تابعة لصهاينة و لفلسطينيون عديمي ضمير يقومون بتأجيرها للعمال”للمبيت” دون مياه وكهرباء ولا بنية تحتية انسانية ناهيك عن غياب الخدمات الطبية والصحية بالكامل ولا تذهب الاكثرية من الحالات المرضية للعلاج خوفا من التكاليف الباهضة مع الاشارة الى بعض المبادرات المحدودة لبعض الاطباء الفلسطينيون بعلاج العمال مجانا.. ..
المروءه والشجاعة ومعها الوطنية والعروبه والدين تعني ان تقف ي مع حقوق العمال وتتصدى للسماسرة والى كل الضاله “في الداخل” التي تعامل العمال معاملة ” البهائم” وتصفطهم كالسردين في غرف وسراديب وورشات بناء غير مكتمله مقابل اجور باهضة…*قف على متراس انسانيتك ودافع عن حقوق اخوتك واخواتك اللذين يتم استغلالهم بابشع الطرق.. كن انسانا في اول المسار واخرة وانتبه الى حقيقة ان الاحتلال الغاشم يستهدف وجودكم وكرامتكم كفلسطينيون اولا واخيرا..ندعو كل المؤسسات الفلسطينية القانونية وغيرها بالالتفاف حول قضية مساندة حقوق العمال الفلسطينيون..عمال التصاريح.. عمال بلا تصاريح..عمال فتحات الجدار..عاملات النظافة والزراعة… الخ..قفوا الى جانب اخواتكم واخوانكم بالقول والفعل…ماذا لوكانت هنالك لجان انسانية محلية تراقب ظروف عيش العمال في مدن وقرى فلسطينيي الداخل؟.. تفضح جشع الجاشعون وتساند حقوق عمال الضفة والقطاع؟؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here