تقرير بريطاني: شباب عاطلون يجدون بالاعتصام أملاً في حل مشاكلهم

ترجمة: حامد أحمد

أكد تقرير بريطاني، أن عددا كبيرا من الشباب العراقيين العاطلين عن العمل شاركوا في اعتصامات التيار الصدري داخل المنطقة الخضراء، لافتاً إلى أنهم يجدون في هذا الاجراء أملاً في حل مشكلاتهم.

وذكر تقرير لموقع (مدل ايست آي) البريطاني ترجمته (المدى)، أن “علي صالح، خريج جامعة عاطل عن العمل، جاء متعنياً من محافظة ميسان جنوبي العراق الى العاصمة بغداد للمشاركة في الاعتصام المفتوح خارج مبنى البرلمان الذي دخل اليوم أسبوعه الثاني، وذلك جنبا الى جنب مع آلاف آخرين للمطالبة بإصلاحات وتأييد لمطلب رجل الدين مقتدى الصدر بإجراء انتخابات مبكرة”.

وينقل التقرير، عن صالح إنه “جاء ليحتج مع بقية المعتصمين الاخرين للمطالبة بظروف معيشية أفضل. وأضاف: تخرجت العام الماضي من الكلية ولكنني ما زلت لحد الان ابحث عن وظيفة مناسبة في القطاع الخاص، حيث ان الحصول على وظيفة في القطاع الحكومي هو اشبه بحلم أميركي”.

وأوضح صالح، أن “العراقيين يعيشون في جو لاهب في وقت فشلت فيه جميع الحكومات المتعاقبة بتوفير طاقة كهربائية مستقرة ومياه نظيفة وخدمات صحية فضلا عن بنى تحتية مدمرة”.

وبين التقرير، أن “المحتجين منذ الثلاثين من تموز يسيطرون على مبنى البرلمان وذلك عقب اختيار كتلة الإطار التنسيقي خصوم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مرشحهم محمد شياع السوداني المدعوم من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ليشغل منصب رئاسة الوزراء”.

وأشار، إلى أن “مئات من اتباع الصدر كانوا قد اقتحموا البرلمان قبل ذلك في 27 تموز في محاولة لعرقلة تشكيل حكومة جديدة يقودها الإطار التنسيقي”.

وبين التقرير، أن “صالح بينما كان يلتقط صورة، سيلفي، يظهر فيها بناية البرلمان خلفه قال: اتيت الى البرلمان بحافلة ركاب، أتيت الى منطقة لم يكن الناس العاديون يسمح لهم بدخولها. أما اليوم فإن بابها مفتوح لجميع العراقيين”.

وشدد، على أن “الصدر دعا أيضا لانتخابات مبكرة، وهو سيناريو تقول عنه الكتلة المنافسة انه أمر مشروط الغرض منه احتقار الانتخابات الوطنية الماضية التي لم تمر عليها سوى عشرة أشهر”.

ويواصل التقرير، أن “رئيس البرلمان محمد الحلبوسي رحب أيضا بدعوة الصدر لانتخابات مبكرة بقوله انه تتوجب إقامة انتخابات وطنية ضمن فترة زمنية متفق عليها”.

ولفت، إلى أن “آلاف من الصدريين وغير الصدريين تجمعوا تحت درجات حرارة تجاوزت الخمسين درجة مئوية لأداء صلاة جمعة موحدة داخل المنطقة الخضراء”.

وأكد التقرير، أن “مجاميع بشرية كانت قد تجمعت قرب ساحة التحرير، قادمين من محافظات جنوبية، وانطلقوا من هناك مشيا على الاقدام باتجاه المنطقة الخضراء عبر جسر الجمهورية”.

وأردف، أن “قسماً منهم استقلوا باصات وقسم آخر استقلوا وسائط نقل بسيطة (التك تك)، لنقلهم الى أقرب نقطة لبناية البرلمان”.

وقال مهند الموسوي، إن “الأحزاب الموالية لقوى خارجية هي مسؤولة عن انقياد البلاد للفساد والفقر”.

وأردف التقرير، أن “رجلاً قادما من احدى المحافظات الجنوبية في طريقه الى البرلمان، الذي يشير له العراقيون على انه بيت الشعب، قال وهو يجلس في المقعد الامامي داخل الباص: هذه المرة الأولى في حياتي أستطيع فيها الذهاب الى البرلمان في باص يمر عبر المنطقة المحصنة، المنطقة الخضراء”.

وأضاف الرجل، “جميعنا لبى هذه الدعوة للمجيء والاحتجاج ضد المفسدين، ولإخراج الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة تعمل من اجل مصالح العراقيين وليس لأجندات خارجية بضمنها اجندة إيران التي يسعى اتباع الإطار لتحقيقها، لهذا السبب نحن هنا من اجل كبح أية خطوة منهم تؤدي لخراب البلد”.

وزاد التقرير، أن “عشرات السيارات محملة بالأغذية الجافة والخضراوات وأجهزة تبريد الهواء لتوفير وسائل راحة ومتنفس داخل المنطقة الخضراء تتواجد لأولئك المحتجين الذين يفترشون أرضية الباحة الامامية للبرلمان على مدى أيام وليالي”.

وتحدث، عن “طباخين يعدون الطعام ابتداء من الصباح ولحد منتصف الليل مع توفر مياه باردة لمقاومة حرارة الجو”.

ونوه التقرير، إلى أن “حامد عبد الرزاق الذي يبلغ من العمر 53 عاماً من سكنة مدينة الصدر، قال: لقد اعطينا كلمتنا للصدر باننا مستعدون للتضحية، ولإنقاذ البلد منهم، ونطالب أيضا بمحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها ضد العراقيين والذين قتلوا منهم المئات خلال حركة تشرين. مطلبنا بسيط وهو حكومة بدون تبعية لإيران، هذا كل ما في الامر”.

وأفاد، بأن “مجيد حميد 47 عاماً، وهو من بين المحتجين الذين قدموا من مدينة البصرة، يقول انه جاء من هناك ليلتحق بالاحتجاج ويطالب بالحقوق التي حرم منها العراقيون على مدى عقود”.

وشدد التقرير على أن “حميد قال: انا أعيش في البصرة، المدينة التي تنتج ملايين براميل النفط يوميا وتوفر 90‌% من ميزانية البلد السنوية، بينما لم يتلق البصريون سوى الامراض والسرطان الناجمة عن انبعاث غازات حقول النفط”.

ومضى التقرير، إلى أن “حميد أضاف أن: أغلب افراد النخب الحاكمة لديهم حسابات مصرفية في بلدان غربية. هذه اموالنا التي يتم تهريبها للخارج، تاركين البلاد في خراب. خدمات صحية سيئة ونظام تعليمي متدن وتجد الفساد داخل أية مؤسسة حكومية. أي شيء أسوأ من هذا يريدون ان يفعلوه بنا؟”.

عن: مدل ايست آي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here