المختصر المفيد. فتنة (التبعية) لإيران من صدام إلى مقتدى الصدر.

المختصر المفيد.

فتنة (التبعية) لإيران من صدام إلى مقتدى الصدر.

من التهجير إلى إستفزاز ذاكرة العراقيين.

احمد صادق.

مع بداية الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 أثار صدام البعث فتنة (التبعية) لإيران وهجَّر بهذه الفتنة آلاف العراقيين بحجة اصولهم الإيرانية واكثرهم كانوا عراقيين من عشائر عربية …… وهذا موضوع فيه تفصيل كثير …..، كان جلاوزة الأمِن يأتون بالعوائل من بيوتها إلى مركز تسفيرات ويجري التحقيق مع كل عائلة ثم يتم فصل الشباب عن أهلهم ويتم حجزهم ويدفعون بقية العائلة، رجال ونساء، شيوخ واطفال ومرضى، للصعود إلى لوريات حِمل تحملهم إلى الحدود الإيرانية، وترميهم هناك ليلاقوا مصيرهم في العراء، صيفا أو شتاءا، ليلا أو نهارا، ويسيروا مسافات طويلة في مشاهد لا إنسانية، لا يمكن وصفها هنا، ليموت من يموت ويبقى من يبقى حيا حتى يصلوا إلى أقرب مركز سيطرة إيراني. مأساة التهجير هذه لم تحرك وقتها المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ولا الأمم المتحدة للتنديد بها واستنكارها وكانوا على علم بها فقط لأن العراق يحارب إيران بسبب ثورتها عام 1979 وقيام نظام حكم إسلامي معاد لأوربا عامة وأمريكا خاصة بدل حكم الشاه الموالي لهم. وقرب نهاية الحرب مع إيران عام 1988 أو بعدها هدأت فتنة (التبعية) وخفت عندما قامت حكومة البعث بإصدار شهادات جنسية عراقية جديدة لِمن سُجِل في الإحصاء السكاني لعام 1957 ولكن هذا الإجراء لم يخفف كثيرا من خوف المواطن العراقي وبقي مصيره هو وعائلته مهددا ومعلقا لما عُرِف عن البعثيين من عدم الإلتزام بأي قانون يهدد أمنهم وما دام هذا المواطن وعائلته لا يشكلون أي تهديد للوضع الأمني يخل بــ(النظام) البعثي (فلا خوف) عليه ……

……. وبعد سقوط حكم البعث في 2003 نامت تلك الفتنة اللعينة فتنة (التبعية) لإيران وأطمأن العراقيون ممن حصلوا على الجنسية العراقية في الإحصاء السكاني الذي جرى عام 1957 وحملوا شهادتها وإن بقيت وصمة (التبعية) في دوائر الجنسية العراقية بعد السقوط وحتى اليوم يتعامل بها موظفو الجنسية مع المواطن بغمز ولمز حتى الموظف (التبعية) منهم الذي توظف في هذه الدائرة بعد السقوط في 2003 والذي كان يوما في زمن صدام (يمشي جنب الحيط) وصار اليوم ينظر نظرة استعلاء وجفاء إلى المواطن (التبعية) وهو مثله ……

…… واليوم يوقظ مقتدى الصدر هذه الفتنة من جديد، فتنة (التبعية) لإيران في مشروعه السياسي والإصلاحي ومنه شعاره: لا للتبعية الذي يؤكد عليه في كل مناسبة وهو بذلك، يعي أو لا يعي، أنه سيفقد ويخسر الكثير من أنصاره في الشارع الذين يُهدد بهم خصومه وأعداءه السياسيين لأن الكثير من أنصاره وهم من أهل الجنوب والوسط، إن لم يكن أكثرهم، هم من العراقيين (التبعية) سابقا في زمن صدام، حقا أو باطلا، الذين يحملون الجنسية العراقية وحصلوا على شهادتها ولكن لا زالت ملفاتهم موجودة في مخازن دوائر الجنسية ……

…… من الأفضل لمقتدى الصدر أن يلغي من مشروعه شعار: لا للتبعية إذا كان يقصد به العراقيين من (التبعية) الإيرانية سابقا حتى يُبقي على استقوائه بأنصاره وتهديد خصومه وأعداءه بهم وهو الذي لا حول له ولا قوة بدونهم في الشارع الذي يقودهم فيه للثورة على الواقع السياسي الفاسد في العراق. أما إذا كان يقصد بشعاره: لا للتبعية تبعية الحشد الشعبي عامة والفصائل والميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون خاصة، فعليه أن يوضح قصده ومن يعني بالتحديد لأن مجرد ذكر أسم (التبعية) في خطاباته وتغريداته، حتى إذا لم يكن يقصد به العراقيين كمواطنين، إلا أنه يستفزهم ويثير اعصابهم وهم العراقيون الحاملين للجنسية العراقية وشهادتها لأن لهم ذكريات مؤلمة ومأساوية بسبب ما فعل صدام البعث من تهجيرهم وأهلهم وتهجير أقاربهم ومعارفهم في الحرب العراقية الإيرانية بالرغم من أن صدام كان يعرف أن اكثرهم عراقيين وأبناء عشائر عربية ولكن عنصريته وحقده دفعاه إلى فعل ما فعل، فلا يجب أن يكون شعار مقتدى الصدر: لا للتبعية سببا لإثارة غضب العراقيين وإستفزاز ذاكرتهم إذا كانوا هم المقصودين بشعاره: لا للتبعية!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here