الامام الحسين عليه السلام والقرآن الكريم

الدكتور فاضل حسن شريف

عن الاية المباركة “ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ” (الانعام 62) قال الحسين عليه السلام عن مروان بن الحكم بشأن هذه الاية (نعم، والله رددت انا واصحابي الى الجنة ورد هو، اي مروان، واصحابه الى النار).

ان المؤمن لا يستسلم للظالم ولا يخشاه كما فعل الامام الحسين عليه السلام اتباعا للاية الكريمة “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” (ال عمران 173) حيث نزلت للتأكيد بعدم الخشية من كفار قريش واتباع ال سفيان وعدم الاستسلام للظلم وانما التوكل على الله في مجابهة الشيطان الظالم “إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” (النحل 99)، و “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين” (ال عمران 159).

وشهدت كلمته عليه السلام المشهورة مخاطبا الاعداء (الا وان الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة، وهيهات له ذلك، هيهات مني الذلة) بانه لا يقبل الذل وانما هو اب العزة والاباء متبعا ايات القرآن “مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا” (فاطر 10) و “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ” (المنافقون 8) حيث يزيد امير المنافقين لا علم له بان الحسين امير مؤمنين زمانه يعلم لمن العزة وكما قال الشاعر حيدر الحلي وسامته يركبُ إحدى اثنتين … وقد صرّت الحربُ أسنانها فأمّا يُرى مذعناً أو تموت نفس أبي العز إذعانها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here