الصدر يفرض رأيه…. الاخرون يدعمون مبادرته

عبداللطيف الهجول

كما هو بات واضحا ان الزعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر نجح في فرض إرادته على الكتل السياسية من خلال جعل الأمور تذهب إلى ما يريد هو من حل البرلمان وانتخابات مُبكرة وهذا ما جاء في بيانه الأخير الذي دعا من خلاله إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

الصدر نوه في خطابه الأول بعد اقتحام أنصاره لمجلس النواب العراقي إلى ضرورة استمرار الاعتصام في مجلس النواب وأتى الاعتصام رفضا لترشيح محمد السوداني، عن الإطار التنسيقي الموالي لإيران، لرئاسة الوزراء.

وأشار إلى أن “الثورة” أطلقها الصدريون وهم “جزء من الشعب والوطن”، وأبدى استعداده “للشهادة” من أجل مسيرة الإصلاح في العراق.

لا فائدة من حوار معهم

وقال الصدر في بيانه، إنه لم ولن أرضى بإراقة الدماء أبداً، كذلك حّمل “الدعاوى الكيدية” عملية تشكيل حكومة الأغلبية، كما بيّن أن الإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية.

مضيفا، أنا على يقين أن أغلب الشعب قد سأم الطبقة الحاكمة برمتها بما فيها بعض المنتمين للتيار، لذلك استغلوا وجودي لإنهاء الفساد، ولن يكون للوجوهِ القديمة مهما كان انتماؤها وجودٌ بعد الآن، إن شاء الله تعالى، من خلال عمليةٍ ديمقراطية ثورية سلمية أولا ثم عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة بعد حل البرلمان الحالي.

وعن دعوات الحوار التي أطلقها قادة الإطار التنسيقي، علق الصدر على ذلك من خلال بيانه، “لا فائدة ترتجى من الحوار معهم”

وصف الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور “فراس الياس” ‏خطاب الصدر بأنه خطاب إثبات الموقف وإنهاء التكهنات، مفاده؛ لا تراجع ولا تسوية ولا حوار فإما تنفيذ لكل المطالب أو لا عملية سياسية بشروطها الحالية.

رد الإطار

رئيس ائتلاف دولة القانون وأحد قادة الإطار التنسيقي نوري المالكي رد على خطاب الصدر من خلال تغريدة على تويتر كتب فيها أن “الحوارات الجادة التي نأمل منها حسم الخلافات وإعادة الأمور الى نصابها الصحيح تبدأ بالعودة إلى الدستور واحترام المؤسسات الدستورية”.

بينما قال رئيس ائتلاف النصر واحد قادة الإطار التنسيقي، حيدر العبادي في تغريدة له على موقع تويتر اليوم “أرحب بما جاء بخطاب الأخ مقتدى الصدر، وهي تلتقي من جوانب عدة مع مبادرتنا لحل الازمة”.

وأضاف العبادي قائلاً “أحيي خطواته وجميع الاخوة لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح”، ودعا الجميع للتكاتف لخدمة الشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، من خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية.

وايد القيادي في الإطار التنسيقي وزعيم كتلة فتح البرلمانية هادي العامري دعوة الصدر وقال في بيان مقتضب “نؤيد إجراء الانتخابات المبكرة التي دعا اليها سماحة السيد مقتدى الصدر ، سيما وان الانتخابات السابقة شابتها الكثير من الشبهات والاعتراضات ، وهذا يتطلب حوارا وطنيا شاملا من أجل تحديد موعد وآليات ومتطلبات اجرائها ، وتوفير المناخات المناسبة لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة تعيد ثقة المواطن بالعملية السياسية”.

رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض يرى في تصريحات صحفية إن إعادة الانتخابات البرلمانية لم تعد قضية خاصة بالتيار الصدري وان إعادة الانتخابات البرلمانية أصبحت تخص مكونات وتحالفات أخرى أيضا، مشيرا الى أن الإطار التنسيقي لم يتخذ بعد موقفه الرسمي من موضوع إجراء انتخابات برلمانية مبكرة ولكنه يتفق مع فكرة حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

ويرى الصحفي العراقي سامان داود أن الإطار التنسيقي لا يملك حلولا كثيرة في الوقت الحالي سوى القبول بدعوة الصدر لإجراء انتخابات مبكرة، منوها إلى أن الاراء التي خرجت من قادة الإطار بعد خطاب الصدر تؤكد وجود خلافات واختلافات بين قادة الإطار التنسيقي.

ويتفق مع رأي “داود”، الكاتب العراقي “رياض الحمداني” ويقول إن التسريبات الأخيرة لنوري المالكي ولدت حالة من عدم الثقة بين قادة الإطار التنسيقي وجعلت ارائهم مختلفة إلى حد ما.

الانتخابات المبكرة

أغلب القوى السياسية العراقية دعمت فكرة الانتخابات المبكرة وحلفاء الصدر من الكرد من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني والسنة من خلال تحالف السيادة بقيادة خميس الخنجر ورئيس البرلمان العراقي الحالي محمد الحلبوسي، أعلنوا دعمهم لإجراء انتخابات مبكرة ودعوة الصدر ولم يقتصر الأمر على المتحالفين مع الصدر فقط وإنما القوى الآخر مثل حركات تشرين التي ظهرت بعد ثورة تشرين العراقية وكذلك اياد علاوي زعيم ائتلاف الوطنية الذي انسحب من الانتخابات الماضية.

ورأى “علاوي” أن “الانتخابات لن تفيد وستأتي بنفس النتائج وستفرز الأزمة نفسها إلا إذا نظرنا في قانونها”، مشيراً الى ان “هناك خلافات شخصية بين الزعماء السياسيين ولا علاقة لذلك بالمصالح العليا للبلاد”.

“داود” قال إن الانتخابات البرلمانية المبكرة منحت فرصة كبيرة للكاظمي للبقاء في منصبه فترة أطول وكذلك أن النتائج المتوقعة في الانتخابات المقبلة ستكون قوية وخاصة بخسارة الإطار التنسيقي لعدد أكبر من مقاعده لتكون خسارة ثانية خلال انتخابيتين متتاليتين وكذلك صعود أسماء جديدة من تشرين وخسارة الأحزاب التشرينية المشاركة حاليا في البرلمان.

وذهب “داود” إلى أن الصدر تصدر الانتخابات السابقة وسيتصدر القادمة وهذا سيعتمد على قانون الانتخابات الذي يمكن إقراره فإذا ألغي القانون الحالي والذي يعتمد على الدوائر المتعددة فسيكون النتائج عكس التوقعات لأن تزوير الانتخابات سيكون أسهل.

“الحمداني” أكد أن التسريبات الأخيرة لنوري المالكي ستسهم في تخفيض عدد مقاعده في الانتخابات المبكرة وهذا سيؤثر على نتائج الإطار التنسيقي إذا ما فكروا بدخول الانتخابات بقائمة واحدة ولن تتغير نتائج القوائم السنية والكردية بشكل كبير بحسب “الحمداني”.

ويعتقد “الحمداني” ان النتائج من حيث ترتيب لن تتغير كثيرة عن الانتخابات الماضية ولكن يمكن أن تتواجد وجوه جديدة وقديمة فشلت في الانتخابات الماضية ويحذر “الحمداني” من أن الشارع لا يتحمل فشل جديد من الطبقة السياسية الحالية لأنه في أشد مراحل الغضب وممكن في أي لحظة نشهد تشرين جديدة تزيد الجميع هذه المرة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here