العراق المخاض العسير..وفيكم رجل إجماع رشيد – سماحة المرجع محمد اليعقوبي محورا للوحدة العراقية – الجزء الثاني

حمزة بلحاج صالح

كنا قد تناولنا في الجزء السابق الحالة العراقية في تعقدها و تصعيدها و تداخل الروافد و الأطراف المكونة لحالة التعقيد الأزموي و الدور الفعال الذي يمكن أن يؤديه محمد اليعقوبي بصفته رجل دين و اجتماع و فكر و سياسة ذو سمهة وطنية كبيرة بل تجاوزت حدود الوطن..

و صاحب مشروع نهضوي يقف نفس المسافات من الجميع و هي ميزة تمنحه إمكانية التدخل دون ان يحسب لصالح جهة ما ..

و وعدناكم بذكر الخصائص و المبررات القوية التي تجعل تدخل الرجل ليس لقيادة كل فعاليات العراق حتى لا يتحسس بعض الناس لكن كمنسق و جامع وحدوي وهي خصائص كما سنرى تمنح للشيخ اليعقوبي فرصة النجاح في مسعاه التوافقي الوحدوي المحلحل للأزمة من جذورها والراعي لديمومة الحل …

جاء في موقع اكاديمية ألمانية مجموعة من التساؤلات في هذا الظرف الحساس و الصعب مقال موسوم ” الأزمة السياسية في العراق.. ما الذي يحرك الصراع على السلطة؟ “(0) بلغة و هذا يلزمني يشعر القارىء أن فيها تأليب و تهويل و تحذير حتى لا أقول إذكاء نار الفتنة و تحفيز و تحريض على التصعيد نحو الإنقسام و الإنسداد و لم لا التعفن حتى يكون الوضع أكثر هشاشة ليفتح الطريق للطامعين في خلخلة استقرار المنطقة ..

و أقول هنا إن خط الممانعة هنا في الإعتبار و مربط الفرص بل هو المستهدف …

نثبت المقال و نعتبره أنموذجا لخطاب قوى الإستكبار العالمي الذي يتصيد فرص الازمة ليغذيها ما يطرح السؤال هل هذا التحليل و المقال يعكس موقفا ألمانيا رسميا وما الغاية منه أو هو مجرد مقال في موقع غير استراتيجي و هكذا يبدأ المقال ..

” تزايدت حدة الخلاف بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وخصومه الشيعة المدعومين من إيران في إطار صراع على السلطة في العراق. فما هي خلفية الخصومة، ولماذا تصاعدت، وماذا يعني هذا للعراق وما هي مخاطر العنف؟ ”

تمعن و دقق في الأسئلة فهي لم تطرح عبثا..

” توتر في العراق بعد تسريبات منسوبة للمالكي ضد الصدر والقضاء يتحرك”

” وأدى الخلاف على من سيشكل الحكومة المقبلة إلى تفاقم الشقاق في المجتمع الشيعي الذي يهيمن على السياسة العراقية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح الرئيس الراحل صدام حسين في عام 2003

فما هي خلفية الخصومة، ولماذا تصاعدت، وماذا يعني هذا للعراق وما هي مخاطر العنف؟

من هو الصدر ومن هم خصومه؟

الصدر سليل عائلة دينية بارزة، وهو شعبوي يتمتع بقاعدة دعم شديدة الولاء ولديه سجل حافل من الأعمال والقرارات، ومنها قتال القوات الأمريكية بعد الغزو والاشتباك مع السلطات العراقية

وقاد فصيل جيش المهدي القوي في السنوات التي تلت الغزو، لكنه حله رسمياً في 2008. وتحتفظ سرايا السلام التي خلفته بآلاف المقاتلين المسلحين.

ويمارس الصدر نفوذاً كبيراً في الدولة، حيث يشغل أنصاره مناصب عديدة. وقد أكد على أوراق اعتماده كوطني عراقي في السنوات القليلة الماضية بمعارضته نفوذ كل من الولايات المتحدة وإيران

ويشكل خصومه الشيعة تحالفاً يسمى الإطار التنسيقي يضم ساسة متحالفين مع طهران مثل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وجماعات شبه عسكرية تسلحها وتدربها إيران. وتعود علاقات العديد من هذه الجماعات بطهران إلى الحرب الإيرانية العراقية، عندما دعمت إيران المتمردين الشيعة ضد صدام

ويتبادل الجانبان اتهامات الفساد.

لماذا تصاعدت المواجهة؟

اشتد التوتر منذ انتخابات أكتوبر/تشرين الأول التي برزت فيها حركة الصدر كأكبر كتلة لها 74 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 329 وتراجعت حصة الفصائل المدعومة من إيران إلى 17 من 48 سابقاً.

وبعد الفشل في إلغاء نتيجة الانتخابات في ساحات القضاء، شرعت الفصائل المدعومة من إيران في إحباط جهود الصدر لتشكيل حكومة تضم حلفاءه من الأكراد والعرب السنة، لكنها تستبعد الجماعات التي وصفها بالفاسدة أو الموالية لطهران.

وعلى الرغم من تضاؤل عدد ممثليها في البرلمان، فقد تمكنت الجماعات المتحالفة مع إيران من إحباط الصدر من خلال حرمانه من الحصول على ثلثي النصاب القانوني اللازم لانتخاب رئيس دولة كردي- وهي الخطوة الأولى نحو تشكيل حكومة.

وشعر الصدر بالإحباط من هذا المأزق وطلب من نوابه الانسحاب من البرلمان في يونيو/حزيران. وأخلت هذه الخطوة عشرات المقاعد للإطار التنسيقي، مما يعني أنه قد يحاول تشكيل حكومة من اختياره، رغم أن ذلك قد يجازف بإغضاب الصدر.

وطرح المالكي، خصم الصدر والذي يتحين العودة للحياة السياسية، نفسه لمنصب رئيس الوزراء- وهو منصب يجب أن ينتقل إلى شيعي في النظام السياسي العراقي- لكنه تراجع بعد أن انتقده الصدر على تويتر.

ثم طرح خصوم الصدر مرشحا آخر، هو محمد شياع السوداني، الذي يعده أنصار الصدر من الموالين للمالكي. وكانت هذه الخطوة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير على ما يبدو بالنسبة لأنصار الصدر، مما أشعل فتيل الاحتجاجات.

ماذا يعني هذا بالنسبة للعراق؟

أمضى العراق الآن أكثر من تسعة أشهر دون حكومة جديدة- وهو رقم قياسي في حقبة ما بعد صدام.

وتزيد المواجهة من الفشل السياسي في بلد يعاني من تردي الخدمات العامة وارتفاع معدل الفقر وانتشار البطالة على الرغم من الثروة النفطية الهائلة وعدم وجود صراع كبير منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية قبل خمس سنوات.

وفي الوقت الذي أدى فيه ارتفاع أسعار النفط الخام إلى زيادة عائدات النفط العراقية إلى مستويات قياسية، لا توجد ميزانية حكومية لعام 2022، كما تأجل الإنفاق على مشاريع البنية التحتية التي تشتد الحاجة إليها والإصلاحات الاقتصادية.

في غضون ذلك، يعاني العراقيون العاديون من انقطاع الكهرباء والمياه. ويقول برنامج الأغذية العالمي إن 2.4 مليون من السكان البالغ عددهم 39 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة في توفير سبل العيش.

ويصرف هذا الشلل الانتباه عن مشاكل مثل ارتفاع أسعار الغذاء العالمية والجفاف والتهديد المستمر الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية.

ويواصل رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي مهامه في تصريف الأعمال في الوقت الحالي.

ما هي فرص العنف؟

وأثارت دعوة الإطار التنسيقي لأنصاره بالتجمع اليوم الأحد مخاوف من حدوث مواجهة في الشوارع، لكنه ألغى المظاهرات بعد ذلك. ودعت الأمم المتحدة إلى وقف التصعيد قائلة إن “أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف”. كما دعا العديد من الزعماء العراقيين إلى الحفاظ على السلم الأهلي.

وتعهد الصدر بالعمل السياسي السلمي، لكن تسانده سرايا السلام المسلحة ويحتفظ كثيرون من أتباعه المدنيين بالسلاح، مما أثار مخاوف من وقوع اشتباكات مسلحة إذا تصاعدت المواجهة.

وسيزعج الخلاف بين الشيعة العراقيين إيران التي لها نفوذ كبير في العراق من خلال حلفائها الشيعة منذ أن أطاحت الولايات المتحدة خصمها صدام.

وكانت إيران، التي لم تعلق بعد على التطورات الأخيرة، قد تدخلت من قبل لتهدئة الاضطرابات الداخلية في العراق.

ع.ح./ا.ح. (رويترز)

Irak | Dattelplamen leiden unter Konflikten und Umweltveränderungen

المقال بالموقع الذي نقله عن وكالة رويترز وجميعهم موضع يساوجب اليقظة لذلك رأيت التعليب الإعلامي بمحاولة النقل بموضوعية و حياد هو ما يظهر على التحليل لكن هو من جنس حق يراد به باطل و تضخيم للخلاف الى درجة اظهارالانقسام و التهويل من التدخل الإيراني كما سماه المقال و نعته من اجل التهدئة فالرسالة هي التدخل لكن لا بأس من تدخل الاخر غير الإيراني الذي يريد العودة بالعراق الى مربع الأول مربع الموت و الدماء و الخراب …

ثم ها هو الصدر يصعد و يمنح كما تناقلت وسائل الاعلام الخبر مهلة أسبوع لحل البرلمان…

” طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء (10 أغسطس/آب 2022)، القضاء العراقي بحلّ البرلمان قبل نهاية الأسبوع المقبل، مؤكداً على مواصلة مناصريه اعتصامهم في محيط البرلمان داخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد. واقتحم مناصرو زعيم التيار الصدري أواخر تموز/يوليو المنطقة المحصنة ودخلوا البرلمان، قبل أن ينقلوا اعتصامهم إلى محيطه.”

و احسب ان الصدر مهما كان صاحب الأغلبية يستوجب عليه ان ينهج نهج التشاور الموسع مع بقية المكون العراقي بطيفه الواسه خاصة اولي النهى و أصحاب الرشد و من بينهم المرجع محمد اليعقوبي و كل المكون العراقي …

ما خاب في السياسة خاصة من استشار و وسع دائرة التشاور فقد يستثنى من العملية التشاورية من تحالفوا مع الاستكبار و تاكد تورطهم و خيانتهم لا بالكيد و المؤامرة و التخوين المصطنه السياسوي …

لا اتوجس كثيرا من التدخل الإيراني ان كان للصلاح و الوفاق و التهدئة و كل تدخل اخر يمضي في هذا النهج..

أرى أن التدخل مصدره الحرص على عدم خرق خط الممانعة و فتح أبواب النارعليه..

فقط على ايران أن تستخلص العظات من الدرس السوري و ان كان الامر يقع تحت طائلة القول ” مكره اخاك لا بطل ” ..

كانت الكلفة باهظة و لا نريدها في العراق كذلك فليكن نهج الحكمة و المرونة ناظما لعملية اليقظة و الاحتراس في اطار التعاون و التشاورحول امن المنطقة لا غير…

كما ترون نحن أمام درسين الأول درس الماضي الذي علمنا أن العراق و شعبها لن يقع مرة أخرى في فخ العنف مهما حاول الخصوم و الأعداء و الدرس الراهن الذي بدأ الان يلوح كما يريد ان يصوره البعض بالعنف و العودة الى مربع الخراب و لن يحصل هذا مهما علت النبرات لأن العراق تعود من تجاربه القريبة الخروج بحلول سالما إن بنى درسه على حكمة الماضي و دعمها بدور الرجل الوحدوي الهادىء المرجه محمد اليعقوبي و ليهدد من شاء بمن شاء و يغذي الفتنة و يزرعها عبر الاعلام في الداخل و الخارج حاشا الشرفاء ..

من تخيل أن الأزمة في العراق بلغت ذروتها مع رفض الصدر لمرشح خصومه في الإطار التنسيقي، الذي يضمّ ً كتلة سياسية ممثلة لفصائل الحشد الشعبي، لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني..

وصعد الصدرمعتمداً على تعبئة الشارع، و ممارسا شعبويته ” داعياً إياهم الأسبوع الماضي إلى حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. وقبل خصومه في الإطار التنسيقي بحلّ البرلمان بشروط، فيما طالب أحدهم بعودة انعقاد المجلس للنظر بمسألة حله.”

” لكن الصدر طالب اليوم الأربعاء10أغسطس في تغريدة باللجوء إلى القضاء لحلّ البرلمان الذي انسحب نواب كتلته منه في حزيران/يونيو، معتبراً أن الكتل السياسية “متمسكة بالمحاصصة والاستمرار على الفساد” ولن يرضخوا لمطالبة الشعب بحلّ البرلمان.”

وطالب الصدر “الجهات القضائية المختصة وبالأخص رئيس مجلس القضاء الأعلى” بالتدخل و”تصحيح المسار وخصوصاً بعد انتهاء المهل الدستورية الوجيزة وغيرها للبرلمان باختيار رئيس للجمهورية وتكليف رئيس وزراء بتشكيل حكومة.”.

.

وقال إنه “خلال ذلك يستمر الثوار باعتصاماتهم” لكن “سيكون لهم موقف آخر إذا ما خُذل الشعب مرة أخرى العراق..

و نعلق نحن بأن دعوة التدخل الأممي من الصدر إنزلاق خطير في تقديرنا و قد كان الشيخ محمد اليعقوبي دائما و أبدا من الرافضين للتدحل الأجنبي رفضا لا يقبل المساومة و النقاش.

وينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حلّ مجلس النواب يتمّ “بالأغلبية المطلقة لعدد اعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث اعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية”. وطلب الصدر “من الثوار ومن الكتلة الصدرية المستقيلة ونواب آخرين… تقديم دعاوى رسمية للمحكمة الاتحادية وبطرق قانونية” بهدف المضي بحلّ البرلمان.

ويأتي ذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء العراقي الأسبق وخصم الصدر السياسي، نوري المالكي الاثنين عن رفضه حلّ البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة قبل عودة البرلمان إلى الانعقاد.

ولا يزال العراق منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين الأول/أكتوبر 2021، في شلل سياسي تام مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

ويكمن الخلاف الأساسي في أن التيار الصدري أراد حكومة “أغلبية وطنية” بتحالف مع السنة والأكراد، في حين أراد خصومه في الإطار التنسيقي الإبقاء على الصيغة التوافقية..

10.08.2022

ف.ي/أ.ح (د ب ا، رويترز، ا ف ب)

إن منطق الكثرة العددية سواء بصفة عامة أو على مستوى التجارب الديمقراطية الغربية لم يعد يعكس دائما قوة صاحب الكثرة بل حصلت توافقات و تنازلات من الكثرة لأجل المصلحة العليا لبلدانها و كذلك وقعت حالات تعطل و انسداد تسببت فيها القلة و جعلت الكثرة تتعثر في اداءها…

كما يجب الإشارة الى ان الكثرة القائمة على حركة حرة من جهة المجتمع المدني المستقر الواعي و نخبه غيرها الكثرة التي تموج بها مجتمعات دمرت مدارسها و منظوماتها التربوية و جامعاتها و مؤسساتها الحيوية و لم تعد الأحزاب فيها سوى أرقاما لا علاقة لها بالتكوين السياسي و الفكري و المعرفي و الديني..

و كذلك الكثرة الاتية من النسب و العرق و الأصل و القبيلة لا من الوعي و تنافس البرامج ليست معيارا سليما لقياس الجودة و صواب الحقيقة و متانة المشروع و جدواه …

يجدر بنا ان نلفت الانتباه بان المجتمعات الذكية و المتقدمة لم تعد تركز على الجماهير بل على انتاج النخب و هي وحدها من تكون مصدر الهبات و القومات لتغيير الواقع المأزوم…

و لم تعد الشعبوية و مشروعيات الأصل و النسب تجدي نفعا ما لم تقم على العلم و حسن التدبير و سعة الأفق المعرفي و الديني و التأكيد على التشاور و التنازل و التوافق بدل الاستقواء و المغالبة و التهديد …

رأينا خصائص القوامة السياسية و العلمية و النباهة و التمييز و الفهامة في رجل مثل المرجع محمد اليعقوبي قال تعالى ” و داوود و سليمان ” حيث قال ففهمناها سليمان التفهيم خاصية مميزة لا تقاس بالنسب فالعلماء ورثة الأنبياء ورثوا العلم و ما يلحق به ..

و في منطق الكثرة كلام كثير ناقد و محذر من غطرسة و سطوة الأعداد و الكثرة و لقد كان إبراهيم عليه السلام أمة ثم إن الحقيقة لا تدرك بالانتخاب و بالأعداد بل بمنطقها الداخلي و مدى تماسكه عند السجال و الجدال و الحجاج…

و لكي نتفادى كل التحيزات و التوظيفات و الحيف ..الخ و عبر قراءاتي و متابعاتي لمنجز معرفي و اجتماعي في الميدان و رصيد تاريخي من النزاهة و الوطنية و الصدق و المواقف للمرجع محمد اليعقوبي إستنتجت دون معرفة شخصية لي بالرجل أنه حكيم المرحلة ..

و لما تابعت تحركه السياسي الحديث و ما قبله و خطابه الديني و الاجتماعي قلت ان الرجل بحياده و وطنيته يمكن ان يكون ملاذا للفاعلين السياسيين سنة وشيعة ليجمعهم و يوحد صفوفهم ككتلة وطنية واحدة مع تعدد برامجها …

ترى ألا يستحق العراق استراحة المقاتل على الأقل فيلتقط العراق أنفاسه و تؤمن المنطقة و تستقر …

و ها هي بعض الخصائص الأساسية التي ترشح الشيخ محمد اليعقوبي لتفعيل مبادرة جامعة وحدوية لتجاوز العراق أزمته ..

يقف المرجع على نفس المسافات من الجميع و هو يتحلى بالاعتدال و الوطنية و الهدوء و التوازن في المواقف و التأني و ينزع الى الوحدة و نبذ الفرقة و الانقسام..

و ها هي بعض المحاور التي يتميز بها محمد اليعقوبي في عمله الوطني تجاه العراق و اهله و شعبه…

1-محور مناهضة و مكافحة الاستكبار العالمي و تدخله في العراق.

لقد “حذر المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي من مشاريع العولمة المخادعة التي يسُّوقها الاستكبار العالمي لدى شعوب المنطقة من أجل تذويب كل الخصوصيات و الهويات و القضاء على المبادئ و القيم التي نؤمن بها و عزل الأمة عن موروثها الفكري و الأخلاقي و الاجتماعي”.

” إن الاستكبار العالمي وظف ماكنته العسكرية و الإعلامية و غيرها من الأدوات و أنشأ مؤسسات باختصاصات متنوعة لبسط سيطرته و نفوذه..

مثلاً، في باب الهيمنة الاقتصادية تجد منظمة التجارية العالمية و البنك الدولي و الدوائر الملحقة به الذي لا يمنح قرضاً او مساعدةً الى أية دولة إلا وفق شروط قاسية تجبرها على الخضوع لشروطه كما إنهم يستخدمون قوتهم العسكرية لغرض الهيمنة السياسية و يشعلون الحروب العبثية في مناطق المسلمين أو ما يسمونه بـ (دول العالم الثالث) من أجل استنزاف الطاقات المادية و البشرية و تخريب البلاد و هدر الثروات، لتبقى هذه الدول تابعة لهم “.(1)

2- محور مكافحة الإستعمار بكل أشكاله و رفض تدخله تحت أي غطاء في الحالة العراقية .

وهو بهذا يضع النقاط على الحروف امام أتباع امريكا وادواتها في العملية السياسية ومن يسير في ركبهم ليبصرهم بان المحتل يأخذ منهم اكثر مما يعطيهم حين يصادر حقوق شعبهم.. ثم يذكر سماحة الشيخ النقاط التي تدعم رأيه ليضعها امام هؤلاء الموهومين وامام المحتل نفسه.

جاء على موقع المرجع اليعقوبي موقفا واضحا يفسر حالة الشعب العراقي و موقفه من التدخل الأجنبي نقتبس منه و لمن شاء متابعته كاملا يمكنه العودة اليه وفق احالتنا (2)..

1- ان الشعب بتضحياته و بجهاده المتواصل ضد النظام.. أوجد حالة من الرفض والانعزال، والانهيار بحيث لم تقع معركة حقيقية طيلة الحرب..

وهذا ما لمسه العالم وما احسه المحتل ويؤكده سقوط بغداد السريع بلا أية مقاومة تذكر وخاصة من قبل الشعب الذي يزيد تعداده في بغداد وحدها اكثر من سبعة ملايين انسان ولكن البغداديين والعراقيين بشكل عام كانوا ينتظرون (البرابرة) كما يقول كفافي في قصيدته…

-2- ان امريكا وبريطانيا وكل القوى المادية لا تفكر الا بمصالحها..) وهذا هو طبع المحتل مهما كانت شعاراته وسياساته فهو لم يفعل كل ما فعله وعبر البحار والمحيطات باساطيله ومعداته وحشوده لسواد عيون العراقيين وهذا ما أكده الواقع مع تجدد الاحداث فكثير من مصالح امريكا معقودة بهذا الاحتلال وأولها السيطرة على منطقة الشرق الاوسط الغنية بالثروات وتأمين الحماية لإسرائيل ومستقبلها وابعاد الحرب مع الارهاب عن الساحة الامريكية، وتعزيز وجودها في الخليج العربي والتلويح بهيمنتها على العالم كقطب احادي لا يمكن مجاراته…

” وقد كانت المرجعية الرشيدة تمثل صمام الامان للشعب العراقي امام تصرفات المحتل وسياساته في العراق والرقيب الشرعي الذي يحافظ ويدافع عن الهوية الاسلامية والعراقية بوجه ما هو مضمر او معلن من سياسة الاحتلال ضد هذه الهوية وقد تجلى هذا المبدأ بمواقف عديدة منها حين اعلن مسؤول الادارة لقوات الاحتلال بول بريمر بانه سيستعمل حق النقض ضد إقرارالاسلام كمصدر اساس للتشريع في الدستور العراقي المؤقت او الدائمي فما كان من سماحة الشيخ الا ان يوجه اليه رسالة مفتوحة بتاريخ 22/2/2004 ليضعه امام حقيقة الهوية العراقية الاسلامية وحقيقة نفسه كمحتل ذي وجود نشاز ومؤقت على ارض العراق وليس له سلطة في التدخل بشؤون العراقيين الدينية والحضارية والثقافية والفكرية وهل هناك حق نقض للمحتل في القوانين الدولية بالتدخل في الشؤون الدينية والدستورية..”(3).

3- محور الوحدة الوطنية و الإسلامية.

يؤكد سماحته (علينا العمل ازيد من ذي قبل على توحيد الامة ونبذ الخلافات والالتفات الى القضايا المصيرية التي تهمنا وقد ابدى الشارع العراقي سنة وشيعة وعرباً واكراداً وتركماناً ومسلمين ومسيحيين للحاجة الى هذه الوحدة..).

(انهم يحاربونكم جميعاً على حد سواء لا لانكم شيعة او سنة بل لانكم مسلمون فاجتمعوا في مواجهتكم لهم على هذا المحور وهو الاسلام ولا تنشغلوا بالخلافات الجزئية وتنازلوا عن الكثير من حقوقكم من اجل عزة الاسلام ووحدة المسلمين..). (4)

4- محور وضع المسؤول امام مسؤوليته.

نشر المرجع في موقعه ما يلخص المسالة لكننا لطول التقديم اقتبسنا بعضه ..

” لكن المسؤولية العراقية بمسبباتها ونتائجها تخص بالدرجة الرئيسة الشعب العراقي الذي تقع عليه تبعية هذه المسؤولية بالقرارات وبالبرنامج السياسي او العملية السياسية التي تخطط وتنفذ على ارضه وزمنه

فهو اذن صاحب الركن الاهم والاكبر من اركان الرقابة على عمل المسؤول وتشخيصه وبالتالي قبوله او رفضه او تقييمه وتقويمه.. واهم شريحة من هذا الشعب التي بامكانها ان تشخص وتُقيم وتُقوّم وتضع المسؤول امام مسؤوليته هي المرجعية الرشيدة لانها الممثلة للشريعة الاسلامية التي تقف في مقدمة كل القناعات بل هي التي تمثلها كلها من زاوية الرضا الشرعي الذي يمثل محصلة كل الرؤى الشعبية الاخرى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) والمؤمنون هنا هم الذين يمثلون المرجعية الرشيدة.

و يواصل توضيحه .

فالمرجعية هي الرقيب الاهم والاشد تاثيراً في عملية التقييم والتقويم لانها ممثلة الشرعية الدينية والحكم الالهي من ناحية، وممثلة الشعب المؤمن بهذا الحكم الالهي من ناحية ثانية، اذن فلا بد ان تكون المرجعية بمستوى منزلتها الدينية والشعبية ازاء رقابة المسؤول وتبصيره وتحذيره ووضعه وجهاً لوجه امام جسامة مسؤوليته”. (5)

……………………………………………………………………………………………………

. (0)ع.ح./ا.ح. (رويترز- نقلته اكاديمية

(1) اقتباس من حديث الشيخ محمد اليعقوبي مع جمع من طلبة جامعة كربلاء يوم السبت 9 / ربيع الأول / 1440 المصادف 17 / 11 / 2018 بحضور بعض النخب المثقفة.

محور الموقف من الاحتلال-موقع سماحة المرجع – المرجعية الرشيدة . (2)

موقع سماحة المرجع – المرجعية الرشيدة — محور الوحدة الوطنية و الإسلامية (3)

محور الوحدة الوطنية و الإسلامية- موقع سماحة المرجع – المرجعية الرشيدة – (4)

(5) محور وضع المسؤول امام مسؤوليته- من موقع سماحة المرجع- المرجعية الرشيدة – 10/08/2010

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here