المرتد و الارتداد عن الاسلام

الدكتور فاضل حسن شريف

وردت آيات قرآنية تشير الى الارتداد قال الله تبارك وتعالى “وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ” (المائدة 5)، و “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا” (النساء 137)، و “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 217)، و “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (المائدة 54)، و “إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27)” (محمد 25-27).

هنالك نوعان من الارتداد الفطري والملي. الارتداد الفطري هو المرتد الذي يولد من ابوين مسلمين ثم يرتد عن الاسلام. والارتداد الملي الذي يلد وابويه غير مسلمين ويصبح مسلم ثم يرتد. و شروط المرتد أن يكون عاقلا غير مجنون، وبالغ، وان يكون قاصدا مختارا وليس بالاجبار او الاكراه مما يتوجب التقية. لكي يتصف المسلم بالارتداد اذا توفرت فيه احدى الحالات: إنكار الله سبحانه، إنكار التوحيد، إنكار نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تكذيب بعض ما جاء في اقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد التأكد والتمحيص في صحة الاحاديث، انكار احدى ضروريات الدين كالصلاة والصوم وغيرها. والمرتد هو الذي لا يؤمن بأحد هذه الشروط وليس عصيانا كأن لا يصلي او لا يصوم عصيانا ولكنه مؤمن بهما، فهذا المسلم شرعا غير مرتد.

واثبات الارتداد يكون اما بالبينة أو الاقرار بالخروج من الإسلام. والبينة عادة تكون بوجود شاهدين عادلين. والمرتد اذا أعلن توبته عليه ان يقضي ما فاته من العبادات وقت الارتداد. والمرتد نجس ويطهر متى ما تاب عند أغلب الفقهاء. إذا كان الارتداد قبل الزواج فيبطل عقد الزواج، اما اذا كان الارتداد بعد الزواج فإن كان فطريا وكان المرتد رجل فيبطل عقد الزواج، وعند فقهاء آخرون يصح عقد الزواج بعد التوبة. اما اذا كان الارتداد ملي وكان المرتد رجلا فيبطل عقد الزواج إذا لم يتب ويصح العقد إذا تاب. وعندما يكون المرتد امرأة ففي الحالتين الارتداد الفطري والملي فيبطل الزواج إذا لم تتب ويصح العقد إذا تابت. ولا يجوز زواج المرتد من المسلمة. وان عقوبة الارتداد واحدة من أشد عقوبات الإسلام. وتكون عقوبة المرأة المرتدة أخف من عقوبة الرجل المرتد.

هنالك ممن يرمون الآخرين بالارتداد لشبهات، وهذا ارتداد كيدي يأثم ممن يتهم الاخرين بانهم مرتدون ومنها اسباب كيدية سياسية، وخاصة ارتداد طائفة او مجموعة. فمثلا عند تغير نظام سياسي فتتهم جماعات بالارتداد لكونها لم تتبع النظام الجديد او ازاحة نظام قديم، وحتى يحصل اتهام فردي كيدي. لذلك وضعت حكومات الدول الحديثة قوانين وضعية للحد من الارتداد الكيدي. و الارتداد الكيدي يؤدي الى الفرقة والتناحر، فالويل لمن يتهم مسلم بانه ملحد او مجوسي او غير ذلك من تسميات الردة لغرض سياسي او نفعي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here