اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة المائدة (ح 55)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في بحث حول الرجعة لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: وإذا أردنا استعراض معاني الرجعة وجدنا لها : انقساماً رئيسياً قلما يتعرض له المفكرون المسلمون وهو الرجعة المعنوية والرجعة الظاهرية أو المادية ؟. أو قل الرجعة الأخروية والرجعة الدنيوية كما سنوضح. أما الرجعة المعنوية: فإننا نعلم وقد تم البرهان عليه في الفلسفة والحكمة العليا بأن الأشياء كلها في تكامل وتنام مستمر، وإنها متوجهة باستمرار نحو الكمال المطلق. إلا أنها لا تصل إليه بذاته لأنه لامتناه وغير محدود، و إنما هي في سفر دائم نحوه بمقتضى الشوق المركوز في ذواتها للكمال، لا تختلف في ذلك الموجودات جميعاً كل من زاوية رتبته ومقدار قابليته وعمله. لا يستثنى من ذلك شيء، إلا ما حصل دونه الموانع. فقد تحصل الموانع في التسبيب إلى إبطاء هذا السير الحثيث. وقد تحصل الموانع في قطع الوصول بالمرة. وعندئذ قد يقف الفرد عن التكامل لسوء توفيقه وقبح عمله. أو قد يتكامل في الشر والسوء وزيادة الظلم والعتو والاستكبار . قال تعالى: “إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون” (المائدة 48).

جاء في منتدى جامع الأئمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: ومن الطبيعي بل من ضروريات الدين إن من أبغض رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أبغض الله. ومن عصا رسول الله صلى الله عليه وآله فقد عصا الله. ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد اذى الله. ومن اغضب رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أغضب الله. ومن كان مصداقا لاي شيء من ذلك: اذا اغضب الله او عصى الله أو آذى الله، وتطبيقا له، فهو خارج عن الإسلام، وفي أسفل درك من الجحيم. والعكس ايضا صحيح، فإن من أحب رسول الله فقد أحب الله. كما قال تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (المائدة 54). وكذلك فإن من اطاع رسول الله صلى الله عليه واله، فقد اطاع الله. ومن ارضى رسول الله صلى الله عليه واله، فقد أرضى الله. ومن تقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد تقرب إلى الله. كما قال تعالى : “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” (الفتح 29). بالرغم من انهم ركع سجد، لكن لا ، يبدوا انهم لم يؤمنوا، ولم يعملوا الصالحات، توجد نماذج من هذا القبيل في كل جيل. وقال تعالى: “لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” (الفتح 9-10).

جاء في بحث حول الرجعة لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: من إثبات روايات الرجعة :الحاجة إلى إيصال المجتمع الإسلامي إلى أفراده يعني المحاسبة في الدنيا قبل يوم القيامة. وهذا ما دل عليه القران الكريم بعدة أساليب منها الإشارة إلى نتائج الخير والطاعة للمجتمع على العموم وخاصة في النبؤات السابقة . كقوله تعالى: “لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ” (المائدة 66) وغير ذلك كثير.

جاء في كتاب رفع الشبهات عن الأنبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: قال تعالى: “وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ” (المائدة 42) الآية الكريمة في سياق الحديث مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على الظاهر وهي تنطوي على تعليمات أخلاقية وهي ممتنعة مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الموسوم بالكمال؟. الجواب : بسمه تعالى: ان يكون الخطاب عاما ً لسائر الناس . ان التشريع وتوجيه الأمر والنهي لا يعني احتمال العصيان . وإنما يعني زيادة أهمية العمل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here