باريس-نيويورك
اعتبر الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي أنه يجب منح جائزة نوبل للآداب التي سيعلن عنها في تشرين الأول/أكتوبر، للكاتب سلمان رشدي الذي نقل إلى المستشفى في حالة خطرة بعد تعرضه للطعن في الولايات المتحدة. وكتب ليفي في مقال نشرته صحيفة لو جورنال دو ديمانش متحدثاً عن الكاتب البريطاني الحاصل على الجنسية الأميركية «لا أستطيع تخيل أي كاتب آخر لديه الجرأة، حالياً، يستحقها أكثر منه. الحملة تبدأ الآن». وتعرض الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته «آيات شيطانيّة»، لحوالى عشر طعنات الجمعة من شاب شيعي لبناني من قرية يارون احدى معاقل حزب الله في الجنوب .
فيما أكد وكيل أعمال الكاتب البريطاني سلمان رشدي الأحد أن الأخير «يتماثل للشفاء»، بعد يومين من تعرضه للطعن في بطنه ورقبته على يد شاب أميركي من أصل لبناني خلال مناسبة في الولايات المتحدة. وقال وكيل أعماله أندرو وايلي في بيان أرسل إلى عدة وسائل إعلامية إن رشدي لم يعد يعتمد على أجهزة التنفس و»بدأ يتماثل للشفاء»، مشيرا إلى أن تعافيه سيستغرق وقتا «طويلا.جروحه خطيرة لكن حالته تتطور في الاتجاه السليم». وقال وايلي في وقت سابق إن رشدي يواجه خطر فقدان إحدى عينيه، كما أنه أصيب بجروح في البطن. والأحد، أكد نجل الكاتب ظفر أن العائلة تشعر «بارتياح بالغ» لتخلي رشدي عن جهاز التنفس وتمكنه من «قول بضع كلمات».
وقال نجل رشدي في بيان «رغم ان جروحه خطيرة ويمكن ان تبدل حياته، لم تتأثر روح الدعابة المعتادة المشاكسة والعنيدة التي يتمتع بها».
وكان الكاتب الذي قضى سنوات تحت حماية الشرطة بعدما دعا قادة النظام الإيراني إلى قتله على خلفية روايته «آيات شيطانية» على وشك إلقاء خطاب خلال مهرجان أدبي الجمعة في ولاية نيويورك عندما صعد رجل إلى المسرح وطعنه عدة مرّات في الرقبة والبطن.
وأوقف موظفون وأشخاص ضمن الجمهور المهاجم المفترض هادي مطر، وهو أميركي من أصول لبنانية في الرابعة والعشرين من العمر، قبل أن تحتجزه الشرطة.
ومثل أمام المحكمة السبت حيث دفع ببراءته من تهمة محاولة القتل.
مشتبه به لبناني
ولم تقدّم الشرطة والادعاء معلومات كثيرة عن خلفية مطر أو دوافعه.
في لبنان، أشار علي قاسم تحفة رئيس بلدية قرية يارون في جنوب لبنان إلى أنّ هادي مطر «من أصول لبنانيّة». وتابع في حديث مع وكالة فرانس برس، «وُلد ونشأ في الولايات المتحدة، ووالده ووالدته من يارون».
وقيل لمراسل فرانس برس الذي زار القرية السبت إن والدي مطر مطلّقان وما زال والده يعيش في القرية. وطُلب من الصحافيين الذين قدموا إلى منزل والده المغادرة. وكان سلمان رشدي مهدّدا بالقتل منذ أن أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته «آيات شيطانيّة» التي رأى بعض المسلمين أنها تنطوي على تجديف.
وبحسب قواعد جائزة نوبل للآداب، أرفع جائزة تُمنح للأدباء، يتم تحديد القائمة المصغرة للمرشحين الخمسة في شهر أيار/مايو، وتقوم لجنة التحكيم حاليًا بقراءة جميع أعمالهم.
هذه القائمة سرية، وبالتالي لا يمكن معرفة ما إذا كان اسم سلمان رشدي الذي غالبًا ما تم التنبؤ بإمكانية حصوله على الجائزة، مدرجًا.
ويتم الإعلان عن الفائز في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر في ستوكهولم.
قال ليفي في مقاله الطويل بعنوان «خلود سلمان رشدي» إن «هذا الكاتب الذي عوقب على قيامه بكتابة نصوص حرة تجعلنا احراراً، على مدى ثلاثين عاما، يستحق مكافاة».
وبحسب الفيلسوف، فإن «هذا العمل المروع بشكل مطلق والذي يتجاوز جسده المطعون وكتاباته، يستدعي ردا باهرا».
يعد الفيلسوف الفرنسي شخصية مؤثرة في المشهد السياسي والفلسفي والأدبي الفرنسي، وهو ملتزم بعدة قضايا، لا سيما في الشرق الأوسط.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط