العراق مشهد سياسي مرتبك وموقف امريكي متأرجح

علق الكاظمي قبل ايام حول اتهامه بإشعال الشارع ليتسنى له البقاء في السلطة وقال ان (هذا الكلام مجرد هراء) ،والحقيقة ان الكاظمي لا يملك هذه الرفاهية وهذه القوة في اشعال الشارع ،ولكن هناك قوتان اتفقتا على بقاءه وخصوصا بعد ان صار معلوما لدى هذه القوى ان السيد الصدر يدعم بقاء الكاظمي .

بالإضافة الى الموقف الامريكي الداعم لبقاء الكاظمي في السلطة و الذي لازال قائما بالرغم من الاخفاقات الواضحة والتخبطات الكارثية التي حدثت ،هناك شخصيات مقربة من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران ترى ببقاء الكاظمي خدمة لمصالح الجمهورية الاسلامية فهو يرعى المفاوضات التي تجري بين ايران والسعودية ،وله الفضل في تقارب وجهات النظر ،علاوة على انها تجده شخصية ضعيفة ممكن ان يتيح هذا الضعف في القيادة الحرية للعناصر الموالية لإيران بالتحرك بسهولة ويسر ،اضافة الى ان الكاظمي لم يتعرض للمصالح الايرانية من قريب او بعيد ،فهي مازالت تحتفظ بكل امتيازاتها في العراق .وهو كما وصفه احد الباحثين الامريكان بأنه يمسك العصا من الوسط ليبني مجده الشخصي على حساب مصالح العراق والمصالح الامريكية .ويقول لقد خيب امالنا في ادارته .

ان الموقف الامريكي غير المعلن من الصراع الدائر في العراق ،صار مؤكدا ان امريكا ترفض بقاء المالكي في السلطة وعملية التسريبات جاءت بتوقيت مناسب لإسقاط المالكي ،وصار مؤكدا ايضا ان امريكا تدعم الصدر في هذا الصراع ،ومن غير المستبعد ان عمليات الحوار بين الامريكان والسيد الصدر تجري عبر وسطاء لأن امريكا ترى ان موقف الصدر المعادي لإيران فيه مصلحة امريكا والعراق على حد سواء .

في خضم هذا الصراع سيتسنى للكاظمي الاستفادة من موقف الصدر والاحتماء به ،فهو سيعمل على ارباك المشهد السياسي العراقي ليقبل به الجميع ،فالساحة السياسة مرتبكة جدا وقد تكون نهايتها ببقاء الكاظمي كمرشح تسوية مثلما تم اختياره سابقا أو الاتيان بمرشح آخر غير خاضع لهذه الاحزاب او التيار الصدري .

لم يكن ترشيح السيد السوداني يزعج الامريكان بل العكس لولا انه جاء من غير المالكي ،فأمريكا تقبل بالسوداني دون المالكي ،لأنها ترى ان الساحة العراقية لا ترغب بكل مرشحي هذه الاحزاب .

ويبقى المثل العراقي قائما ((اكره كل صفر من صوب صينية ).

وهاب رزاق الهنداوي
رئيس تحرير
صحيفه الحقيقه في العراق

WAHAB ALHINDAWI
www.factiniraq.com

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here