مراقبون: تظاهرات السبت ستحسم قوة الأطراف السياسية في الشارع

بغداد/ فراس عدنان

توقع مراقبون أن تكون التظاهرات التي دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم السبت كبيرة جداً، مبينين أن الضغط الجماهيري سيأتي بنتائجه خلال الأسبوع المقبل، لكنهم حذروا من التصادم بين المعتصمين، وتحدثوا عن انقسام كبير داخل الإطار التنسيقي بشأن الدعوة لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

وقال الباحث السياسي زياد العرار، إن «زعيم التيار الصدري استنفر جميع العراقيين للتظاهر والدعوة التي وجهها لم تقتصر على أبناء تياره، إنما الكافة وشملت جميع المحافظات».

وتابع العرار، أن «الصدر يريد أن يعلن أن مطالب الجمهور هي ذاتها المطالب التي رفعها في عملية الإصلاح».

وتوقع، ان «تكون هذه التظاهرات كبيرة جداً ردا على تظاهرة الإطار التنسيقي يوم السبت الماضي التي كانت بعدد جيد من الحضور والتنظيم وانتهت إلى الاعتصام».

وأوضح العرار، أن «الصدر قد يلجأ إلى الضغط الشعبي حتى نهاية الأسبوع المقبل»، ورأى أن «الضغط الجماهيري سيأتي بثماره وهناك فوارق بين القواعد الجماهيرية للتيار والإطار التنسيقي وهو ما يبحث عنه الصدر».

وشدد، على أن «التظاهرة تريد أن توصل رسالة بأن الصدر هو أكثر قوة وجماهيرية وقرباً من الشارع من أجل إبقاء الضغط على الإطار التنسيقي».

ولفت العرار، إلى أن «القواعد الجماهيرية لها دور خصوصاً وأن نسبة كبيرة من الشعب العراقي لم تشترك في الانتخابات المبكرة الأخيرة».

ويجد، أن «القادر على تحريك النسبة الكبيرة من الجماهير يعني أنه القادر على كسب الشارع في الانتخابات المبكرة المقبلة».

وأكد العرار، ان «زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوصل رسالة إلى الشارع بأننا أمام فرصة أخيرة لتغيير واقع الحال والذهاب باتجاه عملية سياسية نظيفة وإعادة الأموال، فهو يعرف كيف يجذب الجماهير ويحرك القواعد بتوظيف ما يمكن توظيفه من خطابات تؤثر في المجتمع».

ويواصل، أن «العراقيين قد وصلوا إلى مرحلة كبيرة من اليأس بعملية الإصلاح، وبالتالي لجأ الصدريون إلى مخاطبة مفردات تحاكي عقل وقلب الشارع العراقي».

وحذر العرار من «حصول أي احتكاك جماهيري بين أنصار الإطار التنسيقي وأنصار التيار الصدري، فأي حادث من الممكن أن يؤدي إلى كارثة كبيرة في المشهد السياسي».

ورأى، أن «القيادات في الطرفين تدرك خطورة الموقف وتحافظ على القواعد الجماهيرية بالابتعاد عن بعضها، ومن هذا المنطلق أبعد الإطار التنسيقي جمهوره بمسافة 2 كم عن أنصار الصدر، وبين الجمهورين هناك حواجز كبيرة تحول دون اصطدامهما».

ومضى العرار، إلى أن «التخوف من حصول احتكاك رغم هذه الإجراءات الأمنية المشددة ما زال حاضراً، لأن ذلك لن ينعكس على بغداد فحسب بل يمتد أثره على المحافظات كافة».

من جانبه، ذكر الباحث مناف الموسوي، أن «تظاهرات الصدريين هي رسالة بأن أبناء التيار هم الأكثر تواجداً في الشارع وقد أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة التفوق الذي يتمتع به الصدر».

وتابع الموسوي، أن «الإطار التنسيقي منقسم على نفسه، وظهر ذلك واضحاً عندما طالب الصدر بحل مجلس النواب واجراء انتخابات مبكرة».

وأشار، إلى أن «زعيم تحالف الفتح هادي العامري وزعيم كتلة النصر حيدر العبادي ورئيس تجمع السند الوطني أحمد الأسدي رحبوا بدعوة الصدر، هناك فريق آخر رفض هذه الدعوة وفي مقدمتهم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي».

وبين الموسوي، أن «موقف المالكي أصبح ضعيفاً خصوصاً بعد التسريبات التي ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي حيث أظهرت حديثاً له يتضمن مساساً بالمؤسسات الأمنية والمواطن العراقي بشكل عام وتجنيد جماعات خارج القانون ومهاجمة النجف ومحاولة استهداف بعض الشخصيات مثل الصدر».

بدوره، ذكر الباحث السياسي الآخر نجم القصاب، أن «عدداً من القوى السياسية انتابها شعور خاطئ بأن الصدر عندما وجه نوابه بالاستقالة فأنه غادر الحياة السياسية».

وتابع القصاب، أن «جماهيرية الصدر بعد انسحابه من البرلمان قد ازدادت عما كانت عليه في السابق»، موضحاً ان «المضي نحو تظاهرات مع وجود سياسي في البرلمان من شأنه أن يواجه باعتراضات وانتقادات أما الاستقالة فأنها حررت التيار الصدري من هذه القيود».

ولفت، إلى أن «الحل الأمثل للخروج من هذا المأزق السياسي هو تطبيق ما طرحه الصدر من حل للبرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة»، ويتوقع بأن «تتحقق تلك الإجراءات من خلال التوافقات السياسية».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here