التجييش والعسكرة والانفجار المحتمل

عبد الجليل الزبيدي

مع تفاقم الازمة السياسية في بغداد ، ومعها يتسع الاستقطاب لكلا المعسكرين ،التيار الصدري والاطار التنسيقي ، تسارعت معها تحركات في مؤسسات الدولة الرسمية وشبه الرسمية لتجنيد وتجييش العناصر على الرغم من التخمة الهائلة في مؤسسات القوات المسلحة .
وذكرت تقارير ان هيئة الحشد الشعبي وتحت تاثير بعض الفصائل ، تعتزم إعادة وتنسيب الاف العناصر الى تشكيلاتها في حين ان 75% من تعداد قوات الحشد الشعبي هم ، اما في بيوتهم او في المعسكرات او مجرد اسماء في سجلات رواتب الحشد الذي يبلغ تعداده نحو 135 الف مسلح .
وفي هذا السياق وتحت ضغط من فصائل محددة . تعتزم وزارة الداخلية اعادة 11 الف عنصر الى الخدمة بعد ان استقالوا بملئ ارادتهم وبعضهم ترك العمل في سلك الشرطة طواعية في السنوات السابقة !!
وكانت وزارة الدفاع قد اعادت 35 الف عنصر الى الخدمة مع ان هؤلاء من المتخاذلين الذين فرو من مواقعهم عام 2014 ورفضوا العودة الى وحداتهم بعد استئناف عمليات تحرير المناطق من سيطرة داعش الارهابية . !
و تشير معلومات الى ان هناك مساعي لدمج مليشيا تدعى ( ربع الله ) في صفوف الحشد حال تشكيل الحكومة بقيادة الاطار التنسيقي .
ويقدر عدد افراد ( ربع الله) بنحو 5000 عنصر بالاضافة الى تشكيل يسمى ( انصار الله ) يتبع ( ربع الله ) ظهر مؤخرا ،يراد منه ان يتحول الى فصيل رسمي ايضا .
ووفق التسريبات الصوتية فان السيد نوري المالكي يعتزم تجنيد 20000 الفا من مليشيا شبه سرية تسمى ( جماعة الميرزه ) وذلك بعد مساعيه لدمج ( جماعة الاسناد ) الى الحشد .
و ( جماعة الاسناد ) هم الكتلة الناخبة في المناطق الريفية التي تصوت عادة لحزب الدعوة في الانتخابات ويحصلون على رواتب تتراوح مابين 200 الف الى 500 الف من الحزب .
ويقدر تعداد القوات المسلحة العراقية ( الجيش ، الشرطة ، الامن الوطني . المخابرات ، الحشد الشعبي والبيشمرگه) يقدر بنحو 1700000 ، وفي حال اعادة المفصولين والمستقيلين والفارين وانصار المليشيات فسيرتفع العدد الى مليوني مسلح ، بواقع مسلح رسمي واحد مقابل كل 20 مواطنا عراقيا . !!!
والخطر في هذا التجييش هو انه يجري لصالح جماعات الاطار التنسيقي الذي ستزداد غلة قوته المسلحة مقابل التيار الصدري الذي لايملك اليات رسمية للتجنيد وبالتالي من المحتمل ان يسفر هذا التفوق عن تحفيز واغراء لجناح الصقور في الاطار التنسيقي لاعلان حرب التصفية الصفرية .
على صعيد المعادلة الوطنية ، فان القوى الاخرى الكردية والسنية ستشعر بالقلق مع اختلال معادلة القوة بشكل صارخ لصالح جماعات الاطار التي تتحدث باسم الطائفة الشيعية .
وتراهن جماعات سياسية مسلحة على انقسام القوات المسلحة في حال خروج الجيش من معسكراته لوأد اية اعمال عنف او حروب داخلية او حتى في حال حصول انقلاب عسكري .
وتشير معلومات استخبارية ان معظم الاحزاب والجماعات المسلحة تملك حصصا في قبول الطلاب في الكليات والمعاهد العسكرية العراقية حيث صار لهذه التشكيلات ضباطا وبعضهم برتب كبيرة في القوات المسلحة بما فيها اجهزة المخابرات والاستخبارات والامن .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here