المرجع الخالصي يزور حسينية البلاغ في البصرة ويلتقي بشخصيات وكوادر الحركة الإسلامية وشيوخ عشائر البصرة الكرام

زار سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) حسينية البلاغ في منطقة الجنينة في البصرة الفيحاء، حيث كان في استقباله الدكتور واثب سلمان العامود من أعضاء وكوادر الحركة الإسلامية وبعض الشخصيات الاكاديمية وشيوخ عشائر مدينة البصرة الكرام، حيث دار حديث اللقاء عما يجري في العراق من ازمة على كافة الصعد، وأبرزها الازمة السياسية وسبل معالجتها، مع رسم خارطة سياسية جديدة تنتشل العراق من وضعه المأساوي وضياعه السياسي وتأخذه إلى بر الأمان والسيادة والاستقلال الحقيقين.

واستعرض سماحته في كلامه عن علاقته بأهل البصرة الكرام ودعاتها وعلمائها البارزين ودورهم في محاربة الأفكار المغالية المشوهة لصورة الإسلام والتشيع، ودورهم في الدعوة إلى اتباع المرجعيات الواعية حيث كان دورهم دوراً توعوياً، وكان هدفهم الإسلام الجامع وليس الفئات الضيقة.

وفي سياق متصل أكد سماحته ان طريق اهل البيت (ع) هو طريق نشر الوعي ونشر العلم، وانتقد سماحته علماء الدين الذين يطلبون من الاتباع التنفيذ دون العلم والمشاورة او النقاش، وهو ما اسماه بالتقديس الاعمى، ودعا إلى اتباع علماء يحثون الاتباع على طلب العلم والدليل من القرآن الكريم، وكما ودعا ان يكون هذا التقديس تقديساً واعياً مبنياً على أساس الاحترام والفهم والعلم والنقاش المشترك في التعامل مع العلماء.

وأضاف: تجاربنا اثبتت استغلال التقديس الاعمى لتمرير أمور على رؤوس الناس دون فهم ودون وعي، ومنها تمرير العملية السياسية بسلبياتها بغطاء المرجعية الدينية، ولكن فيما بعد نفت المرجعية ذلك، ولكنها للأسف مررت بهذا العنوان، وهذا أمر خطير.

وفيما يخص الوضع السياسي الحالي للبلد، اعتبر سماحته ان فقدان البصرة لمعظم كوادرها الأكفاء -كما نُقل عن اهلها- هو حافز لنا جميعاً لنسير على الطريق الذي يجب ان نستمر فيه في قضية انهاض العراق وانهاض البصرة الثغر الباسم للعراق، مؤكداً ان اهل البصرة يتمتعون بطيبة سائدة، وروح الإسلام عندهم عالية، واجتماعياً فيها خليط متجانس يؤهلها ان تكون نموذجاً رائعاً في الوحدة الإسلامية الحقيقية.

وأضاف: ان الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه المعارضة العراقية في الخارج انهم تورطوا في التصدي للمشهد العراقي بعد الاحتلال، وهذا ما كنّا نحذّر منه تكراراً، لأنه سيتم استدراجهم إلى السلطة ويعملون على افشالهم حتى تقع الكارثة باسم الإسلام وباسم الإسلاميين، ولكن للأسف حصل تنافس في الاستعجال على السلطة في ظل الاحتلال، وافشلت مشروع خدمة المواطنين بكل الطرق.

ولفت إلى ان الأزمة السياسية في البلد خانقة جداً، ولن تحل إلّا بعملية الانفراج الداخلي الذي يقدمه أناس من خارج العملية السياسية التي لم تشترك في العملية السياسية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، داعياً إلى اجتماع وطني نخبوي والإعلان فيه عن فشل العملية السياسية وضرورة تغييرها بعملية جديدة ودستور جديد وانتخابات جديدة، وليكون هو المحور الجامع للأمة وشعوبها.

وشدد على ضرورة اجراء تغييرات جوهرية في قانون الانتخابات؛ لأن الانتخابات ان أجريت في نفس هذه الظروف ستكرر نفس الخطأ السابق ونصل إلى نفس النتيجة.

وفي نهاية اللقاء شكر الدكتور واثب العامود سماحة المرجع الخالصي (دام ظله) والوفد المرافق له على هذه الزيارة مثمناً كل الجهود المبذولة لتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر فيما يخص الوضع السياسي القائم في البلد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here