قصص نجاح وتميز .. تجارب نساء عراقيات تحدين العراقيل

على مدى العقود الماضية مر العراق بظروف لم تسمح للكثير من العقول المبدعة من أبنائه وبناته بتنمية مواهبهم والتميز بمهنهم.

وحتى بعد 2003 واجهت المرأة العراقية العديد من العراقيل والمعوقات وعلى جميع الأصعدة وعلى الرغم من ذلك ظهرت إلى السطح الكثير من النساء المتميزات في مجال عملهن.

البيئة والعائلة

وفي هذا الصدد، تقول إحدى النساء المثابرات، الفنانة التشكيلية العراقية سهى المحمدي في حديث لـ (باسنيوز)، إن «البيئة التي عشت فيها كانت تقيم الفن والفنانين والمثقفين لذلك صقلت موهبتي في الرسم»، مشيرة إلى أن «الرسم بالنسبة لي هو ما أحب وأستطيع فعله، وهو الشيء الذي يشدني ويدفعني للاستمرار ولمعرفة من أنا، هو وسيلتي للنضج للتعرف على طرح الأسئلة ولفهم المحيط».

وتابعت المحمدي، إن «الالتزامات العائلية كالعمل والأولاد وكثرة التنقل كانت عقبات أحاول باستمرار التغلب عليها لاستمر في الرسم».

وترى المحمدي، أن «المرأة الفنانة في أي مكان تختلف عن الرجل، لأنها نادرا ما تكون متفرغة للرسم، أما الرجل المتفرغ فهو من يلقي بمسؤوليات إدارة العائلة والحياة على المرأة، لذلك وقته يسمح أكثر بالتأمل والإنتاج، وفي العراق العراقيل أكثر أمام المرأة الفنانة، عدا ما ذكر يوجد قلة الدعم وتخلف المجتمع وقيود أخرى».

أما صاحبة مؤسسة ‹تراث بابل للتنمية والتعليم› فاطمة الأسدي، فقد كانت لديها تجربة جميلة لم تخلو من العراقيل عندما قررت تأسيس مشروع خاص بها، حيث قالت، إن «فكرة إنشاء مؤسسة تعليمية جاءت من شغفي وحبي للتعليم وتستهدف مؤسستي جميع الفئات العمرية، الأطفال والشباب لتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتبادل الأفكار (الطريقة الحوارية)، والحث على تقبل أفكار الأخرين، فنحن نقدم المناهج المدرسية ونشر الوعي بين أفراد المجتمع حول التعليم ودوره في بناء مستقبل أفضل وتنمية روح المسؤولية والتعاون لدى المتعلمين وبناء علاقات إيجابية بينهم، وتشجيعهم على التعلم الذاتي والتدرب على حل المشاكل واتخاذ القرار».

وبعثت الأسدي من خلال  رسالة إلى السلك التعليمي في العراق قائلة: «رسالتي لمن يديرون السلك التعليمي هي التخطيط المحكم للحصة الدراسية، وتحفيز المتعلمين وتشجيعهم، كذلك الاهتمام بالفروق الفردية، وفتح باب المشاركة أمام جميع الطلاب وتعويد الطلاب على التعاون والعمل في فريق، وتنمية روح المنافسة بينهم».

عارضات أزياء وصانعات للحلويات

أما مصممة الأزياء زهراء ضياء، والتي تمتلك ‹براند› خاص اسمته (زادا برانا) عبر تصاميم مبدعة وإطلالات متميزة بألوان متدرجة لافتة، تغطي قوام النساء العراقيات بين البساطة والأناقة وبأسلوب لا يخلو من اللمسات العصرية.

وقالت زهراء لـ (باسنيوز) عن تجربتها التي لاقت نجاحاً وتميزا في مجال عملها: «تتميز تصاميم زادا براند بالرقي والأناقة والفخامة».

وتضيف زهراء «إنني لم أدرس تصميم الأزياء أبداً، عملت في مجال التجارة حيث بدأت ببيع ملابس جاهزة، وكذلك عملت لفترة منسقة ملابس في متجر راقي في بغداد، لكن لطالما كنت أهوى المجال الإبداعي، وبرأيي أن الموهبة غير كافية، حيث أنه من الضروري الاستمرار بالتطوير والدراسة والاطلاع على التصاميم العالمية، وقد بدأت في تصميم الملابس أولاً لنفسي ومن هنا أنشأت (زادا براند)».

أضافت مصممة الأزياء زهراء ضياء، أن «كل امرأة مهما كان عمرها وشكلها تستحق أن تكون أنيقة تعرف الملابس التي تلائم شكل جسمها وأقول لها: (كوني جريئة وحرّة وقوية واثقة بنفسك)».

وأما نور الهدى جاسم، فقد استطاعت أن تصل إلى النجاح والإبداع بممارسة عمل يعتبر من هواياتها بالرغم من العراقيل والمعوقات التي صادفتها، إلا أنها لم تستسلم واستمرت في مشروعها الذي تحلم أن يكون يوما ما أكبر من مجرد مشروع صغير يأتي إليها بدخل متوسط ربما أو أقل من المتوسط.

وتقول نور الهدى لـ (باسنيوز): «أحب الحلويات وكنت أعمل دوما لأهلي وصديقاتي وأقاربي حلى من عمل يدي فكانوا دوماً يقولون أن حلوياتي رائعة، لماذا لا تقومين بعمل مشروع لصناعة الحلويات المنزلية؟ ومن هنا جاءتني الفكرة، فاقمت بشراء الأدوات وبدأت من الصفر سنة 2020 ولحد الآن».

وتعتقد صانعة الحلويات، أن «الأعمال الحرة أفضل بكثير من التعيين، ويوما ما سأفتتح مشروع كبير خاص بي».

وأضافت نور الهدى، أنها واجهت الكثير من العراقيل، «فأبسط شيء كنت أحتاج إلى الأدوات والأغراض وكنت ألاقي صعوبة في الحصول عليها، فأتوسل إلى أخي كي يجلبها إلي بالنظر لأني ممنوعة من الخروج من المنزل لوحدي».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here