ما قلته عن تواطؤ أميركي ـ إيراني لتدمير العراق أكده دبلوماسيون أمريكيون أيضا !..

بقلم مهدي قاسم

بدءا أود ان أؤكد على أنني لم اعتبر نفسي لا محللا استراتيجيا ، ولا محللا جبارا عابرا للقارات و الأكوان ــ هذه الأخيرة مجرد للطرافة فقط ــ بل ولا محللا سياسيا ، إنما أنا مجرد كاتب يكتب عن أحداث سياسية تخص مصير بلده كالتزام أخلاقي ووطني فحسب ..

رجوعا إلى موضوعنا الأساسي الذي تضمنه عنوان المقالة ، فقد سبق لي أن أشرتُ مرارا و تكرار ، و عبر سنوات طويلة ، إلى تواطؤ أمريكي متعمد مع النظام الإيراني في تخريب وتدمير العراق لحد إرجاعه إلى العصر الحجري ( مثل هدد حينذاك وزير خارجية الأمريكي روجرز وزير خارجية العراق طارق عزيز في اجتماعهما في النمسا أو سويسرا ـ آسف لا اتذكر بالضبط ) ، إذ بعد سقوط النظام العراقي السابق على أثر الغزو الأمريكي ، جرت عملية تسليم مصير العراق بالكامل و بالتمام من قبل قوات الاحتلال إلى أزلام النظام الإيراني والمدافعين عن مصالحه في العراق ــ و الذي فوق ذلك قدموا من إيران مباشرة بعد الاحتلال الأمريكي الكاسح للعراق ، وقد سبق لي أن أشرتُ إلى هذا التواطؤ الأمريكي ــ الإيراني ضد تخريب العراق ليس فقط معبرا عن استغرابي بتقديم الإدارة الأمريكية آلافا من الضحايا و مليارات من الادولارات لإسقاط النظام السابق ثم تسليم السلطة لأزلام وأتباع النظام الإيراني ،إنما دعمت ذلك بتصريحات ـ بالأخص ــ تصريح الدبلوماسي الأمريكي خليل زادة ، الذي قال ما معناه : أنه سبق له أن نبّه آنذاك الإدارة الأمريكية مرار إلى تزايد النفوذ الإيراني المتزايد ، يوما بعد يوم ، في العراق وعلى نحو هيمنة كاملة ، وضرور القيام بخطوات الحد منها ، إلا أن الإدارة الأمريكية تجاهلت هذا التنبيه أو التحذير بل فلم تعر أهمية تُذكر لهذه المسألة ، و الآن قرأتُ تصريحا آخر للدبلوماسي الأمريكي السابق ديفيد شينكر حيث يؤكد ما على أكده خليل زادة من أنه :

ــــ ( لم تبذل ــ المقصود الإدارة الأمريكية ــ جهودا متضافرة لتقويض نفوذ طهران المتهمة بقلب النتائج الانتخابية عبر أذرعها العراقية*.. )

رب سائل يسأل ما علاقة الموضوع بالوضع السياسي العراقي الراهن ؟..

فيكون جوابي على نحو : إنما توجد علاقة قوية وواقعية جدا بين ما كتبته أعلاه ،و بين بالوضع السياسي العراقي الراهن ، أي بالعربي الفصيح ، بدون إنهاء النفوذ الإيراني المهيمن ــ كعملية احتلال سياسي شبه كامل ــ على العراق ، فمن شبه مستحيلات حدوث أي تغيير جذري و إصلاح كامل في العراق ..

فإيران الدولة المعزولة وشبه المنبوذة لن تتخلى بكل بساطة و تفرج سلبي عن رئتها المالية والاقتصادية بل والأمنية الوحيدة و المتمثلة بنفوذها الواسع و المهيمن و المسلح القوي في العراق ..

لذا فعبثا مظاهرات هنا و اعتصامات هناك ..

*تقرير أميركي: تخلي واشنطن المقصود عن بغداد يهدد ديمقراطيتها الناشئة

رفع واشنطن يدها عن العراق، منذ تسلم جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض، أمر لاحظته الأوساط السياسية في الداخل والخارج، لكن ديفيد شينكر، الدبلوماسي الأميركي السابق، يتحدث عنه هذه المرة بوضوح أكبر، في مقال نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وصحف عالمية ومحلية.

ويرى شينكر أن انخفاض عدد الهجمات ضد المنشآت الأميركية في الأراضي العراقية، الذي يتباهى به بايدن، ليس مقياسا كافيا لأمان مصالح الولايات المتحدة، لأن العراق اليوم أقل استقرارا مما كان عليه مطلع العام الماضي، وهو ما يشكل خطرا على تلك المصالح.

ويحمل الدبلوماسي السابق، إدارة بايدن، مسؤولية السماح بتأزم الأوضاع السياسية في العراق بعد اقتراع تشرين الأول العام الماضي، فهي على حد قوله، لم تبذل جهودا متضافرة لتقويض نفوذ طهران المتهمة بقلب النتائج الانتخابية عبر أذرعها العراقية.

ويضيف أن واشنطن لم تدعم سفيرتها الجديدة لدى بغداد ألينا رومانوسكي بشكل كاف في مساعيها لمواجهة النفوذ الإيراني، موضحا أن هذا التخلي مقصود وليس مجرد إغفال للديمقراطية الناشئة في بغداد، التي صار عليها تدبر أمورها بنفسها.

وفي المحصلة، يشير الدبلوماسي الأميركي إلى أن إيران حولت الهزيمة في الانتخابات العراقية إلى نصر، بسبب عدم تدخل إدارة بايدن في عملية تشكيل حكومة العراق، وأن بغداد لم تعد، ولسبب غير واضح، تشكل أولوية لواشنطن، بينما هي كذلك بالنسبة لطهران.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here