العراق!!

بلى إنَّ العراقَ بها الأميرُ
وفيهاَ الحَقَّ إنسانٌ بَصيرُ

وإنّ الشعْبَ مِغْوارٌ مَجيدٌ
ومُنْطلِقٌ ومِقدامٌ كبيرُ

ومَنْ حَسِبَ البلادَ بلا رِجالٍ
تأبَّطهُ المُدَجَّلُ والصَغيرُ

غَيارى في مَواطِنِهمْ ليوثٌ
يُناصِرُهُمْ على زمَنٍ قديرُ

إذا شَنِئَتْ وجارَتْ واسْتقادَتْ
فإنّ اليُسْرَ أوْجَدَهُ العَسيرُ

فَهلْ ضاقتْ مَرابعُها وغاضَتْ
ويَحْيا في حَواضِرها الخَبيرُ؟

وكمْ لُعِنَتْ رؤاهمْ أو تَخابَتْ
لأنَّ الشَعْبَ همّامٌ نَطيرُ

وقد هبّتْ أعاصيرٌ وأخْرى
إذا وَفدتْ تولاّها الخَطيرُ

كزوْبعةٍ بفنْجانِ اضْطِرابٍ
وإنْ عَصَفَتْ يُخمِّدها السَعيرُ

أرى نوراً بداجيةِ الليالي
وأقمارأ يُعانِقُها الجَديرُ

وأحْلاماً مُجسّدةً بعَزْمٍ
تُباركهُ حشودٌ تَسْتجيرُ

بثوْراتٍ مُنوّرةٍ بفِكْرٍ
وأشبالٍ يوجِّهُها المَصيرُ

بعَقْلٍ فاعلٍ يأبى قبولاً
لأوْهامٍ يروِّجُها العَقيرُ

رثاءُ وجودِنا أبْكى تُراباً
وخرَّبَنا فداهَمَنا المَريرُ

بدمْعِ العَيْن إبْداعٌ تَواصى
وقائِدُنا وَجيعٌ مُسْتَطيرُ

ألا تبّتْ يَدانا حينَ جاءَتْ
بإبْلاسٍ يُناصِرُهُ الغريرُ

لماذا قاتلتْ ذاتٌ عُلاها
وعادَتْ كلَّ شامِخَةٍ تَسيرُ؟

سؤالٌ دونَ أجْوبَةٍ سَيَبْقى
لأنَّ مَلاذنا هَرَبٌ سَجيرُ

عَليْنا أنْ نَعيْشَ بلا خُنوعٍ
عَزائمُنا يُعزِّزها الهَديرُ

تَناسى شَعْبُنا مَجْداً تليداً
يُكللهُ العَطاءُ المُسْتَنيرٌ

فواقعُ حالِنا نَبْعٌ أصيْلٌ
رَوائقُ قَطرهِ الأرْيُ الوفيرُ

عزيزٌ شامِخٌ رُغْمَ اعْتداءٍ
وجائرةٍ يُزاحِمُها النَذيرُ

فقلْ يَبقى وشَعْبٌ في ذراها
يُرافِدُهُ بها مَدَدٌ غَفيرُ

شبابٌ مُشرقٌ وَهَجاً حَباها
فأخْصَبَ لبّها ونَمى الثميرُ

بها أملٌ ومُنبَلجٌ لفَجْرٍ
وعُنوانٌ يُطيّبهُ الأثيرُ

عراقٌ في مَواضِعِها قديرُ
وإنْ ذهَبَ العِراقُ طَغى الزَجيْرُ

لماذا إنَّها عَبثتْ بشعْبٍ
فبَعْثرهُ التصارعُ والنفيرُ

بأوّلها يَدومُ وفي عَلاءٍ
ومِنْ عَثرٍ يُسابقهُ الأخيرُ

د-صادق السامرائي
28\6\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here