«الصدر» ينهي أحداث أخطر 18 ساعة ووزيره يطالب الفصائل بالخروج من «الخضراء»

بغداد/ تميم الحسن

بنحو 6 دقائق فقط اعاد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري عقارب أصعب 18 ساعة مرت على العراقيين منذ 2003، الى الوراء، قتل خلالها نحو 30 شخصا وأطلقت فيها قرابة 70 قذيفة مختلفة.
ومنح الصدر اتباعه ساعة واحدة لإنهاء جميع مظاهر الاعتصام والتسلح من داخل الخضراء، مهددا بإجراءات اخرى لم يكشف عنها.

وقبل ان تمضي دقائق من خطاب زعيم التيار الذي كان قد أعلن مقرب عنه اضرابه عن الطعام حتى انتهاء العنف، كان انصاره قد بدأوا الانسحاب بالفعل.

بالمقابل سيمهد خطاب الصدر الاخير لخصومه استئناف جلسات البرلمان بعد انسحاب المعتصمين الذين يحاصرون المبنى منذ شهر.

ويتوقع ان يعود الإطار التنسيقي للحوار سريعا من اجل تشكيل حكومة جديدة، لكن سيأخذ بنظر الاعتبار ما حدث خلال الـ30 يوما الاخيرة.

وفور انتهاء «كلمة الصدر» القصيرة، نقلت مقاطع فيديو خروج أنصار زعيم التيار من المنطقة الخضراء، من بينهم مسلحون.

وكان زعيم التيار الصدري، قد امر اتباعه أمس، بالانسحاب من القتال والاعتصام خلال «60 دقيقة»، محذرا: «خلاف ذلك سنأخذ خطوات اخرى».

وكان اتباع «الصدر» قد بدأوا بالاشتباك المسلح مع جماعات مسلحة داخل المنطقة الخضراء بنحو 6 ساعات من خطاب اعتزال زعيم التيار.

وسمع إطلاق الرصاص من المنطقة الحكومية بنحو الساعة السادسة مساء، بعد نحو 3 ساعات من فرض حظر تجوال.

وبحسب منصات قريبة من التيار، فأن اصوات إطلاق النار كانت هي رد على مقتل متظاهرين اثنين واصابة أكثر من 10 اشخاص اثناء اقتحام القصر الحكومي.

واتهمت تلك المنصات فصائل مسلحة داخل الخضراء، فيما تدفق بعد ذلك المسلحون الى داخل المنطقة الحكومية على الرغم من فرض حظر التجوال.

بالمقابل حرصت المواقع الاخبارية للفصائل على عدم اظهار أي صور او لقطات من الجانب الاخر للمعارك التي كانت تدور بين مبنيي مجلس الوزراء والبرلمان.

وروجت تلك المواقع التابعة للفصائل، بان «اتباع الصدر» المسلحين، يقومون بمهاجمة القوات الامنية التي تعمل على طردهم من المنطقة الخضراء.

ولإزالة اللبس عن هوية الطرف الاخر في المنطقة الخضراء، طلب «وزير القائد» خروج ‏الفصائل بالمقابل من المنطقة الخضراء.‏

واضاف الوزير الذي اعاد تفعيل حسابه بعد اغلاق نهار الاثنين: «على الفصائل المسلحة وإن كانت منتمية للحـشـد ‏الشـعبي تحت أي عنوان.. أن تخرج من المنطقة الخضراء.. لتأخذ القوات الأمنية زمام الأمور فوراً.. وإلا فلا هيبة ‏للدولة». ‏

وظهرت قبل وقت قصير من بداية الاشتباكات عجلات يعتقد انها تابعة لـ»سرايا السلام» وهي الذراع المسلح للتيار الصدري، واستمرت الاشتباكات حتى منتصف نهار امس.

وبحسب تقديرات مصادر امنية وصحية، فان نحو 30 قتيلا سقط في تلك الاحداث وعشرات المصابين، بينما تم احصاء أكثر من 60 قذيفة استخدمت في تلك الاشتباكات.

واظهرت مقاطع فيديو بثتها مواقع مقربة من التيار، استخدام الاحاديات، والقذائف (ار بي جي)، اضافة الى منصات الهاونات و»الكاتيوشا».

كما شهدت ليلة أمس، احراق نحو 40 مقرا تابعا لعصائب اهل الحق، حزب الدعوة، ومنظمة بدر، في شرقي بغداد، بابل، النجف، الديوانية، والبصرة، ومدن اخرى.

وكانت العمليات المشتركة قد اعلنت صباح أمس، سقوط 4 صواريخ في محيط المنطقة الخضراء، واصابت مواقع سكنية، وأطلقت من شرقي بغداد.

وبحسب منصات اخبارية مقربة من التيار، فإنها كانت قد اكدت ان «انصار الصدر» اطلقوا اكثر من 10 صواريخ من منطقة البلديات.

كما نشرت تلك المواقع بيانات عن الليلة الاخيرة، ادعت فيها مهاجمة 300 موقع للفصائل واحزاب شيعية.

وقال بانه تم تدمير رتلين لما وصفتها بـ»المليشيات»، واعتقال من اسمتهم بـ»10 ارهابيين» وهي تسمية باتت تطلقها تلك المنصات على افراد الفصائل.

وكان زعيم التيار الصدري قد بدأ خطابه بعد منتصف نهار امس، بالقول: «أحزنني كثيراً ما يحدث في العراق»، مقدما اعتذاره إلى الشعب العراقي.

وأضاف الصدر، ان «العراقي هو المتضرر الوحيد من ما يحدث»، مشيرا الى أن «الوطن الآن أسير للفساد والعنف».

وتابع في الكلمة التي استغرقت اقل من 6 دقائق، «كنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح»، لافتا الى أن «الثورة التي شابها العنف فهي ليست ثورة».

وأردف زعيم التيار الصدري، «أنا الآن انتقد ثورة التيار الصدري كما انتقدت ثورة تشرين عندما شابها العنف»، مستدركا «بدلوا عقولكم وانسحبوا بشكل كامل حتى من الاعتصام».

وبدا على زعيم التيار الارهاق خلال الخطبة، حيث كان حسن العذاري القيادي في الصدريين قد كشف الاثنين عن اضراب الصدر عن الطعام حتى توقف العنف.

ولفت الى أن «هناك ميليشيات وقحة ويجب أن لا يكون التيار وقحاً»، مردفا «لن اتدخل بأي سياسة من الآن فصاعداً وارجو عدم توجيه أي سؤال سياسي لي».

وعلى الفور رفعت العمليات المشتركة حظر التجوال الذي فرضته مساء الاثنين على بغداد ثم عممته على باقي المحافظات.

وبدأت قطعات الجيش بعد وقت قصير من «خطاب الصدر» بتفكيك الكتل الكونكريتية التي كانت قد نشرتها اثناء تصاعد الاشتباكات داخل المنطقة الخضراء.

وعلى الطرف الاخر من الاحداث، فان موقف قيادات الاطار التنسيقي كان قد اتسم بالغموض حيث لم يدلوا باي تعليق على الاشتباكات.

بالمقابل وصف هادي العامري زعيم الفتح، وهو القيادي الشيعي الوحيد الذي علق اثناء الازمة، مبادرة الصدر بانها «شجاعة وتستحق التقدير والثناء».

وقال العامري أمس معلقا على مبادرة زعيم التيار بانها: «جاءت في لحظة حرجة يراهن فيها الاعداء على توسيع حالة الاقتتال بين الاخوة، نؤيد بقوة ما جاء في هذه المبادرة».

ودعا العامري الجميع الى، «الحذو حذو السيد مقتدى الصدر بخطوات مماثلة لحقن الدماء وقطع دابر الفتنة».

واضاف قائلا: «ندعو الى تعاون جميع القوى الوطنية من اجل لملمة آثار الازمة والسير قدما للخروج من الانسداد السياسي الذي يدفع ثمنه شعبنا الكريم الصابر».

وبحسب تسريبات وصلت الى (المدى) فان «أطراف داخل الإطار يستعدون الان لعقد جلسة لتمرير الحكومة لكنها قد تشهد جدالات حول طبيعتها».

وتتحدث تلك التسريبات عن ان «ما جرى خلال شهر من الاعتصامات قد يدفع الى قناعة بتشكيل حكومة بأمد قصير للتمهيد الى انتخابات مبكرة إذا ما حل القضاء البرلمان».

وكان مجلس القضاء، قد أصدر أمس بيانا، أكد فيه بان بسبب فرض حظر التجوال، لم ينظر في الدعاوى الخاصة بحل البرلمان والتي كان موعدها أمس، مؤجلا قراره الى اشعار اخر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here