مَن يقرر دخول الآخرين النار ؟!..

بقلم مهدي قاسم

حسب اطلاعنا على تعاليم الدين الإسلامي ، نعلم أن الله هو وحده يقرر من يدخل النار أو الجنة وفقا لذنوب الآخرين أو لأعمالهم الحسنة ..
لذا .. فإذا قرر شخص ما نيابة عن الله بإدخال هذا أم ذاك الجنة أو النار ، إنما يأثم مرتكبا ذنبا ، كمشرك و عصي عصيانا كبيرا ، وفقا لهذه التعاليم ..

أما بالنسبة للقوانين الوضعية على هذا الصعيد ، فأن مواد وفقرات و بنود القوانين الجزائية قد ميزت بين قاتل و مقتول تمييزا واضحا وبدقة شديدة ، أخذة بنظر الاعتبار مجمل الظروف والدوافع الخاصة والعامة منها الدوافع أو التأثيرات النفسية والحالات الاستثنائية التي لعبت دورا في حدوث جريمة القتل ، فيما إذا كانت عن عمد ، أو بنتيجة غضب طارئ ومفاجئ ، أو نتيجة عملية سطو وسرقة ، أم انتقام وثأر ، أو بسبب إهمال ، أم دفاعا عن النفس .. و الخ …
و بعد استجوابات و تحرِ جنائية ، فضلا عن إفادات شهود عيان والاستعانة بخبراء الطب العدلي ، إضافة إلى إجراء مسح جنائي في موقع الجريمة ، بهدف جمع أدلة إضافية لدعم و تقوية واقعة الجريمة ، تمهيدا و تهيئة لإصدار حكم يُفترض أنه سيكون عادلا ومنصفا ..
أما وضع القاتل والمقتول ، بغمضة عين ، في كيس ، كأنهما عبارة عن أرنبين مغلوبين عن أمرهما و من ثم رميهما في ” النار ” فهو أمر ينّم عن تهور مزاجي غاضب ومتقلب عاصف بعيدا عن أسس العدالة الحقة .. !!..
بينما ما من عقيدة ستكون ذات قيمة واعتبار إذا افتقرت إلى أسس عدالة حقة ..
كما من المعروف إن القانون يوفر حقوقا كاملة تضمن حق القتيل و كذلك حقوق القاتل في الدفاع عن نفسه دفاعا كاملا ، حتى لو كانت كل الدلائل الدامغة متوفرة تحت تصرف المحكمة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here