بلغنا باعتذار من عبد الكريم قاسم.. اخي حسين وعبد الكريم الجدة

حسن الخفاجي

مكالمة هاتفية مع صديق مقرب ذكرتني بحدث خزن بالذاكرة لمدة ستة عقود .
مساء يوم 14 تموز من العام 1962 ذهب شقيقي حسين يرحمه الله الى معرض بغداد الكائن في مدخل مدينة المنصور. كان المعرض يعقد بمناسبة الاحتفال بثورة تموز .كان عمر اخي حينها 16 عاما.
لم يرجع الى البيت ولا نعرف عنه شيئاً في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي 15 تموز وقفت امام باب دارنا بمنطقة الرحمانية في بغداد الكرخ سيارة عسكرية نزل منها شقيقي حسين.
بعد نوبة بكاء قص علينا ما حل به.
تشاجر اخي مع احد افراد الانضباط العسكري المكلفين بحماية وتنظيم الدخول للمعرض، تبادل الطرفان اللكمات فأصيب الانضباط بنزف في الانف وتمزق قميصه. حضرت دورية الانضباط واعتقلوا شقيقي وبات ليلته في دائرة الانضباط العسكري بوزارة الدفاع. في صباح اليوم التالي عرضوه على آمر الانضباط الزعيم عبد الكريم الجدة رحمه الله تعالى. بعد ان اطلع على اوراق قضيته استفسر من اخي عما حدث. شرح له اخي ما حدث. بعد ذلك سأل اخي: هل يعرف اهلك بمصيرك ومكان احتجازك؟
اجابه اخي بالنفي.
انفجر الزعيم الجدة غاضباً بوجه الضابط الخفر وعنفه قائلاً: (هذا اسلوب عصابة مو مال جهاز يحمي النظام والشعب، كان المفروض ان تتصلون باهله امه وابوه شنو ذنبهم يقلقون عليه).
ثم التفت الى اخي قائلاً: ابني انت وين بيتكم؟.
اجابه: بالرحمانية.
فردّ الزعيم الجدة: “على الرغم من كونك مذنباً، لكني عفوت عنك، اوصل اعتذاري نيابة عن الثورة وقائدها لاهلك”. بعدها امر الضابط الخفر بايصال اخي الى باب دارنا.
تبلغنا باعتذار الزعيم ولم يعتذر اي حاكم من الحكام القتلة اللصوص الذين تسلطوا على رقابنا عن جرائمهم بحقنا بعد ذالك الاعتذار.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here