مـن سينقذ العـراق؟

سارة سعيد

كاد ان يدفع اعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال السياسة الى حرب اهلية في العراق، حيث شهدت العاصمة بغداد عقب اعلانه ذلك مباشرة حرب شوارع بعد ان حاول أتباع الصدر اقتحام مبانٍ حكومية عقب نجاحهم بدخول القصر الجمهوري ببغداد وبحلول الليل كانوا يتجولون بأنحاء العاصمة في شاحنات صغيرة ملوّحين بالرشاشات وقاذفات الصواريخ وبالفعل حصلت اشتباكات مع القوات الامنية في المنطقة الخضراء سقط على إثرها عدد من الضحايا من كلا الطرفين بين قتيل وجريح، وفي صباح اليوم التالي أمهل الزعيم الصدري اتباعه ساعة واحد للانسحاب.
فمن كان وراء نزع فتيل الازمة وايقاف حرب أهلية كادت ان تحرق العراق، مصادر مطلعة ومسؤولون حكوميون أكدوا ان المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني انقذ من وراء الكواليس العراق من شفا الهاوية.
فعلى الرغم من ان المرجعية العليا في النجف الاشرف نأت بنفسها عن التدخل بالشأن السياسي، إلا ان سياسيون عزوا تدخله الاخير الى ماوصلت اليه الازمة من “كسر العظم” وإراقة الدماء، وحتى الان لم يصدر اي شيء رسمي من قبل مكتب المرجع الديني يؤكد فيه تدخله المباشر لاطفاء نار الفتنة.

النزاع على المناصب والتسقيط السياسي بين الاطراف الشيعية خاصة كاد ان يودي في اكثر من مرة الى ازمة كارثية في العراق ولعل الازمة الاخيرة خير دليل على ذلك، ورغم الدعم الايراني المعروف لاطراف شيعية في العراق الا ان ذلك لم يوقف الصراعات والازمات المتتالية داخل الطبقة السياسية الشيعية.
ويدور في أذهاننا سؤال هل فشل المكون الشيعي في إدارة الدولة؟ وقبل الاجابة يتحتم التطرق الى سؤال اخر يسبقه وهوهل ماحدث مؤخرا في العراق تقف وراءه الاطراف السياسية الشيعية فقط؟ ام ان هناك من ساهم بتأجيج هذا الوضع؟ ونلمح هنا الى اطراف اخرى مستفيدة من ذلك فالجميع يعلم بالدعم الخليجي والامريكي والتركي والاسرائيلي لشخصيات سنية وكردية متنفذة في الدولة، ومع حدة الصراعات السياسية وفساد طال كل مؤسسات الدولة وغلاء المعيشة وارتفاع مستوى الفقر، يعيش العراق اليوم ايام عصيبة لايرى المواطن أي بوادر أمل فيها حتى اللحظة.. وهنا تبقى الخشية ويسود الخوف مما هو آتٍ.. فمن سينقذ العراق من صراعاتهم؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here