بدموع البهجة.. سكان المناطق الأوكرانية “المحرّرة” يعودون بعد التقهقر الروسي

منزل متضرر جراء القصف الروسي في خاركيف الأوكرانية

توغلت القوات الأوكرانية أكثر في أراض انتزعتها من القوات الروسية الفارة، الإثنين، وعاد السكان المبتهجون إلى القرى التي كانت في السابق على خط الجبهة في حين أمطرت موسكو منطقة خاركيف بالقذائف مما أدى إلى اشتعال حرائق في أنحاء المدينة الرئيسية بالمنطقة.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن القوات الأوكرانية استعادت منذ بداية الشهر الجاري ستة آلاف كلم مربع من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها استعادت أكثر من 20 بلدة وقرية في اليوم السابق وحده.

وأضافت في تحديث مسائي أن قواتها في مكان أبعد إلى الجنوب صدت محاولات تقدم روسية في منطقتين مهمتين في إقليم دونيتسك هما مدينة باخموت ومايورسك بالقرب من بلدة هورليفكا المنتجة للفحم.

وقالت زويا (76 عاما)، وهي مدرسة متقاعدة للغة الإنكليزية في قرية زولوتشيف الهادئة الآن “الناس يبكون، الناس مبتهجون بالطبع. كيف لا يكونون مبتهجين؟”. وبكت زويا وهي تصف الشهور التي قضتها في القبو.
وتقع القرية شمالي خاركيف وتبعد 18 كلم فقط عن الحدود الروسية.

وفرّت ناستيا (28 عاما) من القرية في أبريل الماضي، لكنها عادت في الأسبوع الفائت بعد ذيوع أنباء الانتصارات الأوكرانية.

وقالت لرويترز: وهي تقف في طابور للحصول على احتياجاتها من محل بقالة ومعها طفلان” “أعتقد أن الجميع في حالة (مزاجية) رائعة. كل شيء انتهى الآن. على الأقل نأمل في أن يكون كل شيء انتهى”.

واعترف فيتالي جانتشيف، الرئيس المعين من قبل روسيا للإدارة في الجزء الذي لا يزال تحت السيطرة الروسية من منطقة خاركيف بأن القوات الأوكرانية أحرزت تقدما نحو الحدود.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي الإثنين تزامن مع زيارته إلى المكسيك، إن الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية لا يزال في أيامه الأولى، لكن القوات الأوكرانية حققت “تقدما كبيرا”.

وأضاف “ما فعلوه خُطط له تخطيطا منهجيا للغاية وبالطبع استفادوا من الدعم الكبير من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى فيما يتعلق بالتأكد من أن أوكرانيا لديها العتاد الذي تحتاجه لمواصلة هذا الهجوم المضاد”.

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إن روسيا، بحسب تقديرات الولايات المتحدة، تخلت إلى حد كبير عن مكاسبها بالقرب من خاركيف.

أوكرانيا تعلن استعادة أراض واسعة.. وواشنطن تؤكد وجود “فوضى” في الصفوف الروسية
قال الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينيسكي، الاثنين، إن جيش بلاده استعاد 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي من القوات الروسية منذ إطلاق الهجوم المضاد مطلع سبتمبر الحالي.

وأضاف المسؤول العسكري، الذي تحدث للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته، “ميدانيا بالقرب من خاركيف، تشير تقديراتنا إلى تخلي القوات الروسية إلى حد كبير عن مكاسبها للأوكرانيين وانسحابها إلى الشمال والشرق. عبر كثير من هؤلاء الجنود الحدود إلى روسيا”.

مشهد يجسد الدمار الذي حل بمحطة كهرباء في خاركيف

صمت روسي

لاذ الرئيس فلاديمير بوتين وكبار مسؤوليه بالصمت في مواجهة أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من مشارف العاصمة، كييف، في أسابيع الحرب الأولى. وتجاهل دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، سؤالا وجهه إليه صحفي عما إذا كان بوتين محتفظا إلى الآن بالثقة بقادة الجيش.

وقال بيسكوف إن “العملية العسكرية الخاصة مستمرة وستستمر إلى أن تحقق الأهداف المحددة لها من الأصل”.

وظهر بوتين في وقت لاحق على شاشة التلفزيون الرسمي وهو يرأس اجتماعا عن الاقتصاد لم يذكر فيه التقهقر، وقال إن “روسيا صامدة جيدا في مواجهة العقوبات الغربية”.

وأضاف أن “أساليب الحرب الاقتصادية الخاطفة والهجمة التي يعتمدون عليها لم تفلح”.

وبعد مرور أيام على تجنب الموضوع اعترفت وزارة الدفاع الروسية، السبت، بأنها تخلت عن إيزيوم، معقلها الرئيسي في شمال شرق أوكرانيا، وبالاكليا المجاورة قائلة إن ذلك “إعادة تجميع” للقوات مقررة مسبقا.

وبينما انسحب آلاف الجنود الروس تاركين وراءهم ذخائر ومعدات، أطلقت روسيا صواريخ على محطات الكهرباء، أمس الأحد، مما تسبب في انقطاعات للتيار الكهربائي في خاركيف ومنطقتي بولتافا وسومي المجاورتين.

واستنكرت أوكرانيا عمليات القصف قائلة إنها انتقام للانتكاسات العسكرية الروسية من أهداف مدنية.

والإثنين، أدت الضربات الروسية من جديد لانقطاع إمدادات الكهرباء والمياه في مدينة خاركيف نفسها وقتلت شخصا واحدا على الأقل بحسب رئيس بلدية المدينة.

وقالت خدمات الطوارئ في المنطقة على فيسبوك إن القصف العشوائي للمناطق السكنية ومنشآت البنية التحتية الرئيسية خلال اليوم أدى إلى اندلاع عدة حرائق في المدينة.

وأضافت “نتيجة للقصف اندلعت خمسة حرائق. اشتعلت النيران في مبان إدارية ومواقع بناء بل وفي عدد من السيارات”، مشيرة إلى أن أكبر حريق نشب في مبنى سكني وأن نحو 100 من رجال الإطفاء في الموقع.

ولم تعلق موسكو التي تنفي استهداف المدنيين، في حين ندد البيت الأبيض بالضربات وتعهد بمواصلة دعمه لكييف.

وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه خلال الليل إن الأوكرانيين يفضلون العيش بدون غاز أو ماء أو طعام أو تدفئة على العيش في فلك موسكو.

وأضاف، مخاطبا الروس، “البرد والجوع والظلام والعطش ليست أمورا مخيفة أو مميتة بالنسبة لنا مثل ‘أُخوّتكم وصداقتكم'”.

وكان زيلينسكي قال في وقت سابق إن أحدث هجوم ربما يمثل انفراجة في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، مع إمكانية استعادة المزيد من الأراضي في الشتاء إذا حصلت كييف على أسلحة أقوى.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا أمرت على الأرجح بالانسحاب من منطقة خاركيف غربي نهر أوسكيل.

ويعني هذا التخلي عن خط السكك الحديدية الوحيد الذي دعم العمليات الروسية في الشمال الشرقي.

وأشارت كييف، التي وصلت قواتها إلى النهر عندما سيطرت على مدينة كوبيانسك التي تمثل مركزا للسكك الحديدية يوم السبت، إلى أن الروس بدأوا يتراجعون أكثر بالفعل.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تخلت عن سفاتوف في إقليم لوجانسك، وهي بلدة تبعد نحو 20 كلم شرقي أوسكيل. ولم يتسن لرويترز التأكد من الوضع هناك.

وقالت بريطانيا إن موسكو تكافح أيضا لجلب قوات الاحتياط إلى الجنوب، حيث تسعى أوكرانيا من خلال هجومها لعزل آلاف الجنود الروس على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، مما يجبر معظم القوات الروسية على التركيز على “الإجراءات الدفاعية الطارئة”.

وذكرت متحدثة باسم القيادة العسكرية في جنوب أوكرانيا أن القوات استعادت 500 كلم مربع من الأراضي في الجنوب. ولم يتسن التأكد بشكل مستقل من الوضع هناك.

انتكاسات

قال زيلينسكي إن قوات بلاده استعادت منذ بداية الشهر ستة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا.

وأضاف زيلينسكي في خطاب ليلي مصور “منذ بداية سبتمبر وحتى اليوم، حرر مقاتلونا أكثر من ستة آلاف كيلومتر مربع من أراضي أوكرانيا في الجنوب والشرق”.

ومن شأن المزيد من عمليات الانسحاب الروسية أن تجعل القوات الأوكرانية قريبا في وضع يمكنها من مهاجمة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو ووكلاؤها المحليون منذ عام 2014. واعترف دينيس بوشيلين، زعيم الإدارة الانفصالية الموالية لموسكو في إقليم دونيتسك، بالتعرض لضغوط من اتجاهات عديدة.

وقال في منشور على تيليغرام خلال المساء: “أوقفنا العدو في ليمان على أقل تقدير” في إشارة إلى مدينة تقع على خط المواجهة شرقي إيزيوم. كما تحدث عن قتال في باخموت وفوهليدار جنوبا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here