عْاشُورْاءُ السَّنَةُ التَّاسِعةُ [١٤] [أَتظُنُّ]

عْاشُورْاءُ

السَّنَةُ التَّاسِعةُ

[١٤]

[أَتظُنُّ]

نـــــزار حيدر

إِنَّ أَخوفَ ما يخافُ منهُ الطَّاغوت هو [الفضيحة] ولذلكَ تراهُ يُكمِّم الأَفواه ويقطع [الإِنترنيت] ويسجُن المُغرِّدينَ ويُحاصر المُعارضينَ ويعزُلهُم عن الرَّأي العام ويُشوِّهسُمعتهُم ويُفبرِك القُصص والمسرحيَّات لقلبِ الحقائِق وإِشغال الرَّأي العام بعيداً عن الوِاقع.

كُلُّ ذلكَ للتستُّر على الفضيحةِ التي قد يُميطُ اللِّثام عنها صوتٌ حُرٌّ واحدٌ يحمِلُ رسالةً بصدقٍ ويقينٍ وشجاعةٍ كعقيلةِ الهاشميِّينَ زَينبٍ الكُبرى بنتِ عليٍّ (ع)!.

فعندما فضحَت عاشوراء الطَّاغية يزيد فعلَ المُستحيل للتستُّر على الجريمةِ بشتَّى الطُّرق، مِنها على سبيلِ المثالِ لا الحصر؛

*سعيُهُ للتنصُّل عن المسؤُوليَّة من خلالِ تحميلِها غيرِهِ، وأَنَّهُ لم يكُن يعرِف أَساساً بالذي سيجري في كربلاء!.

*عزلُ قافلةَ الأَسرى عن المُجتمع حتَّى لا يطَّلع النَّاس منهُم على الحقيقةِ وفضحِ الطَّاغيةِ وفعلهِ الشَّنيع.

*رفضُهُ القاطع أَن يخطبَ الإِمام علي بن الحُسين السجَّاد (ع) في مجلسهِ لولا الضَّغط الهائِل الذي مارسهُ الحضُور عليهِ لإِجبارهِ بالقَبُولِ، ليقينهِ بأَنَّ الإِمام (ع) سوفَلن ينزلَ مِن على المنبرِ قبلَ فضحهِ وتعرِيتهِ وكشفِ الحقائقِ المُرَّة والخطيرة [المُغيَّبةِ] بالإِعلامِ المُضلِّلِ والتي لا يتمنَّى الطَّاغوت أَن يُذكِّرها بها أَحدٌ أَو يسمعَها الحاضِرُون.

أَمَّا العقيلةُ (ع) فلقد كانت للطَّاغوت بالمرصادِ، إِذ كانت تخلُق الفُرص لفضحهِ، في الكوفةِ وفي الشَّامِ وفي طولِ الطَّريقِ، لم توفِّر لحظةً إِلَّا وظَّفتها لفضحهِ وتِبيانِالحقائقِ فإِنَّ فضحَ الباطلَ رسالةٌ وما أَعظمها.

هي كانت تعرفُ جيِّداً بأَنَّ الطَّاغوت يُريدُ إِسكاتها بوسائلهِ القذِرة منها التَّهديد والوعيد والعَزل، فخاطبتهُ في مجلسهِ البائِس بالشَّام {أَظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حِينَ أَخَذْتَ عَلَيْنَاأَقْطَارَ الْأَرْضِ، وَضَيَّقْتَ عَلَيْنَا آفَاقَ السَّمَاءِ}.

أَظَنَنْتَ أَنَّك ستعزلَنا عن الرَّأي العام فتنجحَ في إِخفاءِ جريمتكَ أَو تبريرها وقلبِ الحقائقِ وتغييرِ الوقائع وتصويرِ الحقِّ باطلاً والباطلَ حقّاً؟!.

كلَّا وأَلف كلَّا فلسانُ كربلاء حاضراً سوفَ لن يهدأَ في حملِ رسالةِ عاشوراء على مرِّ الدُّهورِ لنقلِها إِلى العالَمِ جيلاً بعدَ جيلٍ.

وهذهِ الملايينِ التي تتوجَّه الآن بقلُوبِها وأَرواحِها قبلَ أَجسادِها إِلى كربلاء دليلٌ قاطِعٌ على انتصارِ لسانِ الصِّدقِ وهزيمةِ إِعلامِ المُضلِّلين.

لقد حاولَ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين، ككُلِّ الطُّغاةِ على مرِّ التَّاريخ، محوِ الأَثرِ الحُسيني من ذاكرةِ العراقيِّينَ، فماذا كانت النَّتيجة؟!.

عثرُوا عليهِ في بالوعةٍ مُتخفِّياً كجِرذٍ مرعُوبٍ!.

ولكُلِّ المُشكِّكينَ فيهِ عبرَةٌ!.

نفس السِّياسات الأَمويَّة تستخدمها [العِصابة الحاكِمة] اليَوم؛ الإِخفاء والتَّضليل والتَّبرير والتَّرويجِ للسِّيناريوهاتِ المُضحكة لإِلهاءِ وإِشغالِ الرَّأي العام بعيداً عنالتفكيرِ بواقعهِ البائس، كالسِّيناريو الأَخير الذي ذكَّرني بسيناريو الطَّاغية عام ١٩٧٧ والمعروف بسيناريو [محمَّد نِعناع] الذي أَراد تفجير الصَّحن الحُسيني الشَّريف،في مُحاولةٍ من قِبلِ النِّظامِ للتستُّرِ على جريمتهِ في قمعِ إِنتفاضةِ صفَر الباسِلة بالحديدِ والنَّارِ!.

فلقد وظَّفَ الفاسدُونَ والفاشلُونَ ذيولاً وأَبواقاً تنتشر في مواقعِ التَّواصل الإِجتماعي وفي شبكاتِ الذُّباب الأَليكتروني مُهمَّتهم تبييض [وجه] الفاسدين بشتَّى الطُّرق،بالتَّبرير وترويج الأَكاذيب وبالإِتِّجار بالدِّين والمذهب والتَّاريخ الجِهادي والإِنتماءات الأُسريَّة والعشائريَّة وغيرِها!.

هذا مِن جانب.

ومِن جانبٍ آخر يشنُّونَ حمَلات التَّسقيط والتَّشويه ضدَّ الأَصوات الحُرَّة والأَقلام الشَّريفة الطَّاهرة والشُّجاعة، الواعِية والواثِقة، التي تنبري لفضحِ [عجُولهِم السَّمينة] حتَّى وصلَ بهِم الحال إِلى أَنَّهم يطعنُونَ بشرفِ أَصحابِها ويتعرَّضُونَ لعِرضهِم، وكُلُّ ذلكَ دِفاعاً عن فاسدٍ وفاشلٍ ومهوُوسٍ بالسُّلطةِ، حتَّى لا يفضحهُ أَحدٌ يعرِف حقيقتهِ،ليتستَّرُوا على فضائحهِ وجرائمهِ وأَكاذيبهِ!.

وأَقولُ بصراحةٍ ووضُوحٍ وبضِرسٍ قاطعٍ؛ إِذا كانَ لسانُ كربلاء وصوتُ عاشُوراء وصدى الحُسين السِّبط (ع) عقيلة الهاشميِّين زينب بنت علي (ع) قد سكتَ عن فضحِجرائمِ الظَّالمِ وتبيينِ الحقائق، فسيسكُت لسانَ العراقيِّين الذي يبذُل جُهداً إِستثنائيّاً لفضحِ الفاسدينَ والفاشلينَ المُتستِّرينَ بالدِّين والمَذهب، والمُتخندقينَ خلفَ [المَوكب] و[قِدر القيمة] والمُتمترسينَ خلفَ زوَّار الأَربعين والمُتخفِّينَ معَ [المشَّاية]!.

ذاكَ رسالةٌ وهذا رسالةٌ، لم ولن يتمكَّنَ أَحدٌ من قطعهِ، ومن يشكُّ في قولي هذا فليجُولَ بنظرهِ حولَ الكُرةِ الأَرضيَّة وصُولاً إِلى قبرِ الشَّهيد إِبن الشَّهيد الحُسينالسِّبط(ع) في كربلاء لتُخبرهُ الملايين صدقَ قَول زينب (ع) للطَّاغية {فوالله لا تَمحُو ذِكرَنا}.

١١ أَيلول ٢٠٢٢

لِلتَّواصُل

www.tiktok.com/@nhiraq

‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar5

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here