اللامعقول قد حصل في عگد الهوى بالناصرية

ماهر سامروردت إشارات في التلمود من العهد القديم عن أوروك وجاء في الإصحاح الثالث عشر من إنجيل لوقا (أنّ الوحوش ستُدنس أرض البريّة في أور كما دنسّت أرض كنعان حيث يكثر الرهبان والقساوسة والكهنة والحاخامات من أهل الضلال وهم يتفرعنون وتتناسل منهم أحزاباً تنشر الشر وتستبيح الحُرمات وهي تتوضأ بالدم وتتعفف بالقتل وتتطهر بالسرقات وتحمل أسماء الدعوة والفضيلة ورعاة الصلاح والإصلاح).  وقبل أن نستعرض تفاصيل ماحصل والذي يُعتبر خطأ فادحا لايُغتفر في مجال التخطيط العمراني والتطوير الحضري كانت قد اقترفته الحكومة المحلية في الناصرية علينا أن نتساءل عن مؤسسات الدولة الرقابية والتي تقف صامتة ومكتوفة اليدين أزاء مايحصل.إن شارع الحبوبي والذي يعتز أهالي الناصرية الأصلاء بإسمه التراثي القديم وهو (عگد الهوى) ومايحمله من ذكريات طيبة إختمرت في أذهانهم بعد أن كانت قد تفاعلت مع جميع محطات حياتهم.وبالنظر الى التوسع في الكثافة السكانية لمدينة الناصرية فضلاً عن الوافدين اليها يومياً من الأقضية والنواحي والقصبات الكثيرة المحيطة بها ضمن محيط محافظة ذي قار بسبب استقطاب مدينة الناصرية لهم مما جعلها تشكل ضغطاً خانقاً لجميع الخدمات فيها سواء على مستوى المؤسسات الرسمية أو المجمعات التسويقية والمراكز الصحية والمستشفيات العامة والخاصة.وبالرغم من ازدياد الاحياء السكانية المستحدثة في مدينة الناصرية فان الحركة التجارية بقيت متمركزة في شارع الحبوبي والذي يُشكل القلب النابض للمدينة والنواة الرئيسية للمُجمعات الطبية والعيادات الشخصية والذي تضيق مساحته وممراته وأرصفته ويرتفع مستوى التلوث فيه بسبب الازدحام غير الطبيعي للمواطنين والمركبات فيه فصار عبئاً على المدينة وعبئاً على أهلها وأصبح مشكلة حقيقية لم نرى إهتماما جاداً فيه خلال السنوات السابقة.وبالرغم من إمكانية إيجاد الحلول والمعالجات وسهولة تنفيذها من خلال استحداث مُجمعات تجارية وطبية وترفيهية في مناطق مفتوحة من مدينة الناصرية خارج مركزها وما أكثرها لتنتقل الحركة اليها وتتوسع بشكل مدروس وماينجم عنه من إيجابيات كثيرة تساهم في إحياء المناطق الجديدة وإنعاشها لتعود الحياة بطبيعتها الى سابق عهدها في شارع الحبوبي.ولو أوكلت المهمة الى جهة فنية ذات خبرة بتنظيم المدن فانها ستقدم دراسة فاعلة ذات جدوى هادفة تخدم مدينة الناصرية على جميع المستويات الحضرية والخدمية وستكون إنطلاقة مميزة لإحداث تغيير جوهري يؤدي الى خلق مدينة عصرية حديثة ينتفع منها المواطن وتنتفع منها الدولة خصوصاً إذا علمنا أن التوسع الجديد يمكن أن تقوم به جهاتاً استثمارية توفر للدولة إيرادات جيدة وتعود بالفائدة للصالح العام ولايمنع أن تكون إحالة الفرص للاستثمار بشكل علني تفادياً للتلاعب بها ومنعاً لمحاولات الابتزاز فيها.وبدلاً من ذلك لجأت الجهات الرسمية في محافظة ذي قار الى أعمال غريبة وهي تسقيف شارع الحبوبي بهيكل حديدي وهو إسلوب غريب لم نعهده من قبل وهو يتعارض مع واجهة الشارع ويتعارض مع أبسط المتطلبات اللازمة للدفاع المدني ومايترتب عليه من صعوبة في مواجهة المخاطر المحتملة وهو يتعارض أيضا مع تأهيل الأبنية التجارية الممتدة على جانبيه وسيكون عائقاً أمام تطويرها وإعادة بنائها علاوة على أن طريقة تثبيته غير مُحكمة ومحفوفة بالمخاطر لأن الأجزاء الحديدية الثقيلة في سقفه تفتقد الى جميع عوامل السلامة والأمان بسبب ضعف تماسكها واحتمالية إنهيارها وسقوطها على الناس وماسينجم عنه من ضحايا وخسائر.نعم أن محافظة ذي قار هي ضحية للأحزاب التي تكالبت وتسلطت عليها بعد 2003 فأصبحت محافظة ذي قار تُقاد من العناصر غير الكفوءة والفاسدة والتي انضوت تحت جنح الاحزاب المتخلفة والفاسدة وفي مقدمتها حزب الدعوة بجميع أجنحته ومنها حزب الدعوة تنظيم العراق والفضيلة والتضامن والتيار الصدري والمجلس الاعلى عندما تزعّمت عناصر منها إدارة المحافظة واستولت على المناصب المهمة فيها فحالت دون تنفيذ المشاريع المهمة عندما أصبحت تتحكم في مناصب المحافظ ونائبه ومعاونه وتسللت ايضا الى غرفة التجارة وإدارة رجال الاعمال بالاتيان بعناصر متواطئة معهم وتخدم أغراضهم وذات تأريخ معروف بالسرقات بما فيها سرقة الطائرات والمحطات الثانوية في القاعدة الجوية ونقلها الى ايران وصار شغلهم الشاغل هو الصفقات وعقد المشاريع المشبوهة والتجاوز على المال العام وكانت نتيجته الفشل في جميع المشاريع ومنها على سبيل المثال تنفيذ جسر الحضارات ومخالفته للمواصفات المتفق عليها وكان سمسارهم فيه رجل المخابرات الفرنسي عادل الكنزاوي وكذلك الإخلال في أعمال تأهيل بهو بلدية الناصرية بعد حذف بنود مهمة من فقراته الفنية في التعاقد والاستحواذ على الفائض من مبالغ عقده بنسبٍ لحساب المقاول والأطراف المتفقة معه وكذلك الحيلولة دون تنفيذ فندق سياحي عالمي على إطلالة نهر الفرات الذي كان على وشك المباشرة به في عام 2007 بسبب مزاحمته لمشروع شخصي تابع لنائب المحافظ في وقتها (حيدر عبد الواحد بنيان) وأما المشاريع المهمة فقد أوكلت الى مقاول حزب الدعوة ذو العلاقة المباشرة مع نوري المالكي وهو عبد الله عويز الجبوري قبل وفاته والذي كان مساعداً الى حسين كامل في زمن النظام السابق وأما المشاريع الاخرى فقد أوكلت الى مقاول حزب الدعوة وهو ناظر زغير خيون الازيرجاوي ذو العلاقة المباشرة مع حزب الدعوة جناح التضامن التابع للماسوني رجل الدين محمد باقر الشيخ عباس الخويبراوي الذي ينحدر أصله من الباكستان وقد توسعت علاقة ناظر زغير خيون الازيرجاوي مع المحافظ السابق وهو يحيى ابن محمد باقر الشيخ عباس الخويبراوي حتى أصبح شريكاً له في جميع المقاولات الحكومية بعد تقديم المحافظ له كافة التسهيلات الرسمية والمالية.نعود الى مشروع تسقيف شارع الحبوبي وبالرغم من الإعتراضات الفنية عليه إلاّ أن نفوذ التيار الصدري وعصاباته والتي يتزعمها ممثل مقتدى في أمانة رئاسة الوزراء حميد الغزي وبشكل مباشر والذي يرفض الاذعان الى الضوابط والقوانين وقد تمادى التيار الصدري في محافظة ذي قار حتى بلغ التسلط له على المحافظة في الاستيلاء على جميع العقود والمشاريع وإحالتها الى عناصر تابعة له او شركاء معه وفي حالة تنفيذ بعض المشاريع من قِبل مقاولين آخرين لايتبعون الى تياره فانه يتقاسم معهم الأعمال ويأخذ القومسيونات منهم وبخلافه فانه يُهدد مَن لايستجيب له حتى أصبحت مشاريع المولات والأبنية التجارية والاستثمارات في المحافظة كلها تابعة له.وقد نجح التيار الصدري في إزاحة محافظ ذي قار السابق احمد الخفاجي بعد الاتفاق معه على صفقة مالية ضخمة والإتيان بمحافظ تابع للتيار الصدري ويأتمر بأوامره وهو محمد هادي الغزي كما فعل مقتدى مع محافظ النجف لؤي الياسري عندما عقد معه صفقة للتنازل عن منصبه والاتيان بمحافظ جديد تابع للتيار الصدري مقابل الافراج عن إبن المحافظ المُدان بالاتجار بالمخدرات والمحكوم عليه بالسجن المؤبد وتهريبه خارج العراق بعد ان ضغط مقتدى على رئيس الجمهورية برهم صالح وبعد أن تواطأ معه مصطفى الكاظمي الذي يتقرب الى مقتدى ويجامله ويحاول تحقيق جميع مطالب مقتدى لانه لايزال يسيل لعابه على البقاء في منصبه رئيساً للوزراء.  وبعد هذه الخلاصة السريعة هل عرفتم مَن هو المسؤول عن تلك الأعمال العبثية في شارع الحبوبي ومَن هو المسؤول عن الهدر في التكاليف لهذه الأعمال غير المُبرّرة والخطيرة.ماهر سامر
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here