تظاهرنا بشعارات فاشلة تؤدي الى اخطاء قاتلة

مــــــن مـــعــالــم العملية السياسية الراهنة في العراق بعد العام 2003 ,انها انتجت مايعرف ب ملوك الطوائف وقادتها وقد عرضوا انفسهم حماة للمكونات والى اتباعهم ,وعمدوا الى جعل المواطنين مجرد رعايا يستمدون قيمتهم من الخضوع و الطاعة الى زعماء الحرب و المكونات فهم مجرد حطب حروب في حرب المكونات المختلفة ومجرد بيادق شطرنج في المناوشات التي تجري داخل كل مكون في اطار صراعات الزعامة على تمثيل المكون ,الصراع الشيعي الشيعي و الكردي الكردي و السني السني وهم مجرد ارقام انتخابية لدعم زعامة هذة الكتلة او تلك في التنافس الانتخابي وهم (مهاويل )و(مهوسجية) في العراضات السياسية التي تسمى احيانا تظاهرات ,وهم من سيطروا على مؤسسات الدولة واجهزة البيروقراطية العراقية بالاتباع او الاعوان او الخاضعين خوفآ او طمعآ,في ظل مؤسسات دولة عراقية موروثة من النظام السابق او امتداد لها هي بطبيعتها تجيد فن التملق الساسي و الخضوع وتنفيذ ارادة القائد ,ومعروف ان مؤسسات الدولة العراقية ذات ثقافة تراتبية وتدمن الخضوع لمن بيده مقاليد الامور وهذا تاريخها في ظل النظام السابق ,في ظل هذا الوضع روجت ثقافة الخوف من الاخر وقدم زعماء الحرب وملوك الطوائف لدينا انفسهم حماة كل الى اتباعة وسط اشاعة ثقافة قومية عرقية تناحرية متعصبة عرب اكراد تركمان اشوريين ,اراميين الخ وثقافة احتراب ديني شيعة سنة ايزيدين صابئة الخ وثقافة عشائرية قبلية متخلفة وعشائر مسلحة بمعنى الكلمة في ظل تقدم الى الماضي في اطار اللادولة كما يقول الدكتور فالح عبد الجبار ,في ظل هذا الوضع نشأت الحياة السياسية و الحزبية ,هذة الوضعية هي ليس وضعية سليمة للبناء الديموقراطي كما هو معروف وهذة الوجودات التي تقود العملية السياسية لايمكن ان يصدق عليها وصف الاحزاب السياسية الديموقراطية التي تؤمن بمدنية الدولة المنطلقة من قيمتي الحرية و المساواة و المستندة الى الانسجام مع القانون في سلوكها السياسي و الساعية الى مجتمع يحتكم الى حقوق الانسان تشريعا وسلوكا وثقافة . أن الاحزاب الديموقراطية هي في اي مجتمع ديموقراطي تعتبر اساس رئيس ومعلم حضاري في اي مجتمع ديموقراطي . وهي في النهاية احدى صور التعبير عن الرأي وممارسة الحق بالتجمع وتأليف الاحزاب والجمعيات السياسية ,

من الشعارات التي انطلقت في التظاهرات هو شعار تردد على مدى سنوات حتى في تظاهرات تشرين كان الشعار (كلا كلا للأحزاب ).شخصيآ سمعت هذا الشعار في سنوات عدة اثناء مشاركتي في التظاهرات حتى اني اتذكر في احد الايام اثناء تظاهرات 2019 وبينما كنا امام مبنى مجلس محافظة واسط كنا حينها انا ومجموعة من الاصدقاء الشيوعيين ,نقف مع المتظاهرين وتردد هذا الشعار كان احد الاشخاص وهو شيوعي قديم يقف بالقرب ممن اطلق هذا الشعار ويهتف .اتذكر وقتها تحدثت مع الاصدقاء الشيوعيين حول خطاء هذا الشعار وحقيقتة اجابني احدهم (شنسوي تكلمنا وياهم بس ماكوا فايدة مايسمعون ).كان هنالك شيئ غريب في هذا الموضوع الحزب الشيوعي العراقي يقول انة من اعرق الاحزاب وهو صحيح يشارك في مظاهرة تنادي بشعار (كلا للأجزاب ) منطقيآ سيكون هو اول المشمولين بهذا الشعار .وما ذا سيكون موقف العديد من الاحزاب السياسية التي .تشارك في تلكم التظاهرات ومنها احزاب مدنية واحزاب احتجاج انبثقت نتيجة التظاهرات .

أن هذا الشعار في الوقت الذي يعبر عن رفض شعبي فطري لقوى السلطة القابضة على مقاليد الحكم ,الا انة في الوقت نفسة يؤشر بكل وضوح عن رؤية سياسية اما تفتقر الى الثقافة السياسية العميقة او اننا امام عقليات لا تعرف المعنى الحقيقي للديموقراطية وحقوق الانسان او اننا امام عقلية تدفع المظاهرات بسلوك وفكر وثقافة فاشستية وعقلية اقصائية وهي مصداقآ لقول الكاتب المصري اللبرالي الكبير سيد القمني (تسفر قراءة الصراع و التناقض بين الاسلاميين و القوميين رغم التناقض الظاهر عن اتفاق منهجي عميق وهو ان كل التياريين قام بنفي التيار المتصارع معة على السلطة من ساحة المواطنة و البس ذاتة الشرعية الوطنية واتهم الاخر بالخيانة واصبح هذا الاتفاق المنهجي هو المتكررالثابت عند اي مخالفة فأنت ان خالفت المتأسلميين اصبحت كافر دينيآ متأمر مع المستشرقيين الصهاينة و الغرب و النواصب او الروافض حسب الطائفة محل الانتماء وخارج عن الملة .وان انت قدمت نقد للقوميين انتهيت كافرآ وطنيآ متأمرآ تطبيعيآ الخ وعند كليهما صاحب فكر منحرف مستورد )كتاب الفاشيون و الوطن سيد القمني صفحات 160-161. وهكذا فكر وثقافة وسلوك اقصائي لايؤمن بوجود التعددية ومنها التعددية الحزبية و السياسية ويسعى الى سلوك اقصائي ويتصور مجتمع دكتاتوري يريد اقامتة على انقاض الوضع الحالي مما يفقد التعاطف مع المظاهرات التي تسلك سلوك وترفع شعارات اقصائية وبذالك تقدم خدمة الى قوى الحكم عبر اظهار معارضية انهم قوى فاشستية اقصائية تريد تبديل استغلال مكان اخر .او هم بقايا النظام السابق التي عاشت حكم 40سنة دون ان تقبل بتعددية حزبية حيث نظام الحزب الواحد و الفكر الواحد و الزعيم الواحد الملهم الذي لايأتية الباطل من بين يدية ولامن خلفة في سلوك فاشستي دكتاتوري طاغوتي بامتياز , يمثل هذا الشعار ايضآ قطيعة مع تاريخ الحركة الديموقراطية الوطنية المدنية و الاجتماعية في العراق يقول رفعة كامل الجادرجي وهو ينقل عن افتتاحية صحيفة الاهالي بعد اجازة الاحزاب في العراق عام 1946بعد اجازة الاحزاب السياسية في العهد الملكي الافتتاحية بقلم كامل الجادرجي (تقع على الاحزاب التي تألفت الان في العراق مسؤولية كبيرة هي العمل من اجل استقلال البلاد وسيادتها الوطنية وتحقيق حياة نيابية صحيحة فيها وانقاذ الشعب من الحياة البائسة التي يعيش فيها )تلكم الخطوة التي اتخذت بعد مطالبات عديدة من الاحزاب والقادة السياسين وبعد هزيمة الفاشستية في الحرب العالمية ومحاولة تجسيد اهداف من قبيل الشعارات التي بشرت بها الجبهة الديمقراطية العالمية المناهضة للفاشستية و النازية و التي تجسد تلك المبادئ في الاعلان العالمي لحقوق الانسان وضمن في الامم المتحدة تألفت في العراق حينها احزاب مثل حزب الشعب برئاسة عزيز شريف ,حزب الاتحاد الوطني برئاسة عبد الفتاح ابراهيم ,حزب الاستقلال برئاسة محمد مهدي كبة وحزب الاحرار برئاسة توفيق السويدي ,والحزب الوطني الديموقراطي برئاسة كامل الجادرجي ومحمد حديد نائبآ وهو امتداد لجماعة الاهالي برئاسة محمد جعفر ابو التمن وكامل الجادرجي التي نشطت منذ الثلاثينيات .هذا كان تاريخ العراق منذ عشرات السنين وقد اجهضت التجربة التعددية الديموقراطية منذ عهد سياسة المراسم التي اتخذها نوري السعيد والغاء انتخابات 1954 وسجن كامل الجادرجي في العهد الملكي .ثم جاء عهد الدكتاتورية في العراق و الغيت التعددية السياسية بقوانين جائرة دكتاتورية وحلت انظمة فاشستية ذات الحزب الواحد والتي لاتقبل الاخر المختلف وتعدم وتلغي من الوجود كل من يعارضها .ان القوى الحاكمة من قوى الاسلام السياسي الشيعي و السني والقوى الشمولية القومية او الشمولية الشيوعية كلها مع ثقافة الحاكمين القبلية الدينية الطائفية الشمولية هي الاخرى لا تقبل التعددية وكان من الاولى رفع شعار (كلا كلا للفاشست كلا للمافيا الحاكمة )

يقول الكاتب المصري الشهير الدكتور حامد عبد الصمد في كتابة الفاشية الاسلامية صفحة 23.

(اينما تمكن الفاشيون و الشيوعيون و الاسلاميين من القفز الى السلطة اصبحت مجتمعاتهم سجون كبيرة حيث يتم مراقبة سجنائهم اي مواطنيهم 24 ساعة في اليوم وينظر الى التعددية على انها تهديد اما التوافق المجتمعي فينفذ بشكل مصطنع عن طريق العنف والترهيب و النفاق فهنالك ايدلوجية واحدة حقيقية فقط تصنف المنشقين بالمرتدين والخونة والكفار وتحكم عليهم بالموت في اسواء الاحوال .)علمآ ان هتلر وهو رمز للفاشست الالمان النازيين اعتبر الديموقراطية ساحة صراع للأحزاب على حساب المصلحة الوطنية في احتقار بالغ للتعددية. ان سب التعددية و مهاجمة الديموقراطية هي دعم غير مباشرللقوى الفاشية الدينية العرقية العشائرية ذات السلوك المافيوي الحاكمة في العراق وكل رجعيي المنطقة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here