السر وراء الإعلانات حول الملاعب الرياضية

تتسم المباريات التي يقبل على مشاهدتها الكثير من الجماهير على مستوى العالم بمجموعة متنوعة من السمات المميزة من اهتمام كبير من الدول وصرف مبالغ باهظة في إنشاء وترميم وتعديل الملاعب الرياضية وقضاء الكثير من الوقت في تنظيم وإدارة المباريات العالمية. لكن، يغفل بعض من الأشخاص سمة من السمات الهامة في المباريات الرياضية، ألا وهي الإعلانات التجارية التي تظهر حول الملاعب الرياضية. تشير هذه الإعلانات التجارية إلى منتجات وخدمات محلية وعالمية تابعة لشركات كثيرة في مختلف المجالات الاستهلاكية وقد يتساءل الأفراد كيف ولماذا توضع هذه الإعلانات ومن هُم الفئة المستهدفة للشركات المُعلنة وهل تؤثر هذه الإعلانات على مستوى أداء اللاعبين في المباراة، إلخ. نقدم في هذا المقال إجابات أكيدة على جميع أهم الأسئلة المتعلقة حول تفاصيل الإعلانات التجارية في المباريات الرياضية.

أسباب ظهور الإعلانات التجارية حول الملاعب الرياضية

على الرغم من أن المباريات الرياضية تهدف إلى إحياء روح الرياضة وتشجيع الرياضيين على مستوى العالم وخلق رابط مميز بين البلاد، إلا أنه توجد أهداف أخرى تصب في المجال التجاري والاقتصادي سواء للبلاد أو للشركات الاستثمارية والتجارية. يتمثل أحد أهم هذه الأسباب في التسويق للمنتجات والخدمات المتوفرة في الشركات والبلدان بهدف الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاستثماري بشكل عام. تُستغل الرياضة على نحو مميز ومُبهر في وسائل التسويق المختلفة وليس فقط في الترفيه والتسلية وذلك لأن الرياضة مثلها مثل الفن، يجتمع حولها شعوب العالم بدون النظر إلى لغة أو جنسية أو لون أو عِرق. أظهرت الإحصائيات أرقام كبيرة لمتابعين الدوريات الرياضية المختلفة، لاسيما دوريات كرة القدم مثل الدوري الفرنسي والإسباني والإنجليزي ودوري أبطال آسيا وأبطال أوروبا.
تنظر الشركات الاستثمارية والتجارية إلى هذه الأعداد الضخمة من متابعي الدوريات الرياضية ودوريات كرة القدم وتعمل على استغلال هذه المشاهدات الكبيرة في التسويق لمنتجاتها وخدماتها بأبسط وأسهل الطُرق المُمكنة، ألا وهي وضع الإعلانات أمام المشاهدين. تميل الشركات إلى وضع علامتها التجارية المميزة في الإعلانات لكي تربط المشاهد بمنتجات وخدمات الشركة بشكل غير مباشر ومن ثَم يتم تصميم الإعلانات على نحو يحفز المشاهدين على شراء الخدمات والمنتجات المعروضة. بهذه الطريقة وهذا الأسلوب، يزيد ارتباط المشاهدين بشكل واعِ وغير واعِ بالشركات المُعلنة وبالتالي تزداد الحالة الشرائية ويتحقق الهدف الأساسي وراء وضع الإعلانات التجارية حول الملاعب الرياضية.

طريقة إنشاء الإعلانات التجارية حول الملاعب الرياضية
قد يتبادر في ذهن البعض أن هذه الإعلانات يتم وضعها حول الملاعب الرياضية وتُحيط باللاعبين في الملعب ويراها المشاهدين سواء في التلفاز أثناء عرض المباريات في البث المباشر هي عينها كا يراها المشاهدين الموجودين بالفعل في صفوف الجماهير المشجعين في الملاعب. لكن هذا الاعتقاد هو اعتقاد خاطئ تماماً. توضع هذه الإعلانات التجارية حول الملاعب الرياضية على نحو افتراضي وتختلف تماماً على أرض الملعب الفعلي. بمعنى أن المشجعين الموجودين في صفوف الجماهير يرون هذه الإعلانات من شركات قائمة في بلدهم، أما الجماهير على التلفاز ترى إعلانات مختلفة وفقاً لموقعها الجغرافي. وهذا يُفسر حقيقة الإعلانات العربية في الملاعب الأوروبية التي تعج بالمشجعين الأوروبيين الحاضرين بالفعل في صفوف الجماهير. تستهدف هذه الإعلانات المتابعين عبر شاشات التلفاز وعبر محطات البث وذلك لأن الإحصائيات أثبتت مشاهدات عالية للمباريات الأوروبية والإنجليزية من قبل العرب في البلاد العربية. يتم عرض هذه الإعلانات افتراضياً بدعم التقنيات والتكنولوجيات الحديثة المقدمة من شركة supponor حيث ابتكرت تقنية تدعى BBRLIVE وهي تلك التقنية التي تنقل المشاهدين عبر التلفاز الإعلانات كما لو أنها موضوعة بالفعل في الملاعب الرياضية. تعمل الشركات المُعلنة على إبرام عقود مع الشركة السابق ذكرها لعرض إعلاناتها في مباريات مُعينة تم الاتفاق عليها في شروط التعاقد في مقابل مادي كبير. تستلم الشركة التقنية العمل مع طاقم التحكيم في المباريات وتعمل على تنظيم إظهار وعرض الإعلانات التجارية بشكل مُعين وفي توقيت مُعين وبطريقة مُعينة لتخدم صالح الشركات المُعلنة. لا يستفيد فقط الشركة التقنية أو الشركات المعلنة من هذه الاتفاقيات، بل أيضاً تأخذ شركات ومواقع بث المباريات قدر هائل من الاستفادة المالية من عرض تلك الإعلانات على منصاتها وبالتالي تكون الاستفادة عالية لجميع الأطراف.

أشهر الشركات المُعلنة في الملاعب الرياضية

توجد الكثير من الشركات التي تقدم إعلانات متعددة في الملاعب الرياضية مثل شركات المشروبات المشهورة مثل كوكاكولا وبيبسي وريدبول وغيرها من شركات صانعة المشروبات الغازية والشعرية. على الصعيد الآخر توجد مجموعة من شركات الملابس المميزة مثل إتش أند إم وزارا وبيرشكا. بينما توجد شركات اتصالات كبيرة تقوم بعرض إعلاناتها وعروضها الحالية في الملاعب الرياضية مثل شركة اورانج واتصالات وفودافون وغيرها من الشركات الأخرى مثل شركة دو الإمارتية. ليس هذا فقط، بل تأخذ شركات صناعة الملابس الرياضية مساحة كبيرة في الإعلانات التجارية مثل شركة نايكي وأديداس ومجموعة أخرى من الشركات المحلية أو إعلانات الشركات العربية المتواجدة في البلاد المستضيفة للمباريات. وبعبارة أخرى، لا يوجد حِكر على شركات معينة من مجال مُعين أن تقدم إعلاناتها التجارية حول الملاعب الرياضية حيث أن المجال مفتوح للجميع.

المجموعات المستهدفة للإعلانات التجارية
تستهدف الشركات التسويقية فئات معينة من المشاهدين للإعلانات ولذلك لا تظهر نفس الإعلانات لنفس الأشخاص في نفس الوقت والمنطقة الجغرافية. تختار الشركات المُعلنة فئة جماهيرية مُعينة، على الأغلب تكون هذه الفئة في المنطقة الجغرافية لتوزيع وعرض وتقديم وبيع المنتجات والخدمات التي تقوم الشركات بالإعلان عنها وذلك حتى تزيد من الفرص الشرائية للمستهلكين. لذلك، الإعلانات العربية في المباريات الأوروبية التي يراها العرب في منطقة الشرق الأوسط على أحد مباريات الدوري الأوروبي تختلف تماماً عن الإعلانات التي يراها الصينين المتواجدين في الصين ومتابعين لنفس المباراة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here