بمناسبة زيارة اربعين الحسين عليه السلام: الفرق بين النظام السابق والحالي (ح 5)

الدكتور فاضل حسن شريف

ويمكن لمشاة الاربعين الاستفادة من التوجيهات التي تقدم لحجاج بيت الله الحرام. ينصح اختيار الأوقات الأقل ازدحاما خلال أداء المناسك لتقليل فترة المشي والابتعاد عن التعرض للشمس عند عدم الحاجة. وعند المشي مع الاصدقاء فالمطلوب أن يقل الجدال بينهم وانما ذكر الله عز وجل. قال الله تعالى “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ‏الْحَجِّ” (البقرة 196). قال الله تبارك وتعالى “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ” (البقرة 185)، و “وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ” (البقرة 280)، و “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ” (البقرة 158). وينصح الأطباء أن يمارس الحاج المشي قبل أداء مراسم الحج بفترة تصل الى اسبوعين او اكثر لمدة ساعة يوميا كتمرين إحماء لأداء مناسك الحج. وعلى المسنين او المرضى غير القادرين على المشي الاستفسار من الطبيب حول لياقتهم البدنية قبل الحج. ويساعد المشي على شد عضلات الأرجل وتقويتها. والمشكلة للحاج الذي لم يتعود على المشي في حياته، اما المتعود على المشي اليومي أو المتكرر فيعتبر مشيه خلال مناسك الحج شئ عادي. وكلما زاد الوزن أصبح المشي اصعب. لذلك وجب على الحاج أن يمارس رياضة المشي قبل فترة من الحج، وكلما زادت فترة الممارسة كان ذلك أفضل في تأدية مناسك الحج. أما المشي غير الضروري فعلى الحاج تجنبه. ونتيجة لضعف اللياقة البدنية والإرهاق والحركات العنيفة يحصل إجهاد عضلي خلال المشي. ولعلاج ذلك استخدام الكرسي المتحرك، ضغط المنطقة المصابة لتخفيف الالم، تبريد المنطقة المصابة واخذ المسكنات. وقد يحصل احمرار الجلد وخاصة للمصابين بالسمنة مما يتطلب استخدام المراهم المناسبة على الجسم قبل المشي، الاهتمام بالنظافة الشخصية للتخلص من التعرق، التهوية الجيدة لثنايا الجسم مثل اعلى الفخذين وناحية الابطين، رش بودرة الأطفال بعد التعرق، لبس الملابس القطنية، غسل المنطقة المصابة بالماء والصابون ووضع الدواء عند الحاجة بشكل متكرر. وعلى الحاج الذي يمشي عليه ان يحمي نفسه من الجفاف بشرب الماء بكمية كافية يوميا، وتناول الاطعمة الغنية بالماء مثل الفواكه والخضروات. وعند المشي قد يتعرض الحاج للسقوط، فمن المهم أن يظل الحاج هادئا وان استطاع ان يدحرج يديه وركبتيه للوصول الى مرفق يتكأ عليه كالاثاث ليرفع نفسه ويستريح قليلا قبل البدء بالمشي. وتجنب المشي على الأرض الزلقة. وقد تساعد العصى لكبير السن في الاتكاء عليها عند المشي. وعند حصول كدمات على الحاج وضع كيس ثلج على المنطقة المصابة.

أن مشاة الاربعين تنطبق عليهم قول الإمام الصادق عليه السلام (إن حواري عيسى عليه السلام كانوا شيعته، وإن شيعتنا حواريونا، وما كان حواري عيسى عليه السلام باطوع له من حوارينا لنا) فهم حقا حواريوا الشيعة. وكما جاء يا ليتنا كنا معهم فنفوز فوزا عظيما.

جاء في موقع شبكة الكفيل العالمية: بداية الأحداث: قرر النظام الديكتاتوري المخلوع في العراق منع أتباع أهل البيت عليهم السلام من احياء ذكرى عاشوراء وذكرى الاربعين (وهو مضي اربعين يوماً على شهادة الإمام الحسين وهو أيضاً ذكرى زيارته من أهل بيته ورجوع رأسه الشريف ورؤوس آله وأصحابه إلى أجسادها) ويتم إحياء هاتين المناسبتين باقامة مجالس العزاء والسير إلى كربلاء. فكان قرار منع اقامة هذه الشعائر دافعاً للمؤمنين للانتفاض ضد السلطة واقامة الشعائر رغم المنع، فقام البعض بتعليق منشورات في شوارع وازقة النجف الأشرف تدعو اهالي المدينة إلى المشاركة في المسير إلى كربلاء، مما أدى إلى شن حملة اعتقالات واسعة في المحافظة من قبل قوات الامن، ولكن هذا لم يمنعهم من مواصلة الحراك والدعوة إلى المسير إلى كربلاء وحددوا الساعة الحادية عشر من صباح الخامس عشر من شهر صفر موعداً لانطلاق المسيرة. مجريات الاحداث: قبل أيام قليلة من بدأ الانتفاضة حاول النظام تدارك الموقف وعقد اجتماعاً مع قادة المواكب ومجالس العزاء في النجف الأشرف، إلا أن هذه الاجتماعات لم تسفر عن نتيجة حيث اصر الأهالي على المسير إلى كربلاء المقدسة رغم التهديد من قبل محافظ النجف الأشرف جاسم محمد الركابي والسلطات الأمنية فيها. 15 صفر: صباح 4 شباط 1977 م / 15 صفر 1397 هـ خرجت جماهير غفيرة من مناطق النجف الأشرف الرئيسية وهي البراق والمشراق والحويش والعمارة وهي تجوب شوارع المدينة متوجهة إلى مرقد الامام علي عليه السلام وهم يرددون اهازيج منددة بمنع شعائرهم مثل (اهل النجف يا امجاد راياتكم رفعوها) و (إسلامنا ماننساه ايسوا يابعثية) وواصلت الجموع مسيرها إلى كربلاء وخاضوا صدامات دامية مع قوات الأمن المنتشرة في الطريق وصولاً إلى منطقة خان الربع حيث قضى السائرون ليلتهم فيه. 16 صفر: يوم 5 شباط 1977 م / 16 صفر 1397 هـ كان يوماً حافلاً، حيث واصلت الجموع مسيرها إلى كربلاء المقدسة، وكانت دوريات الشرطة والامن تلاحقهم على الشارع العام وهي تهددهم وتامرهم بالرجوع إلى النجف الأشرف ،إلا أن الحشود لم تكترث إلى تهديداتهم وبقيت تواصل سيرها إلى كربلاء المقدسة حتى وصلوا إلى منطقة خان النص عصر هذا اليوم، حيث توقفت المسيرة للاستراحة والمبيت فيها، وواصلت مجاميع من الشباب الحراسة ليلاً خوفاً من اي هجوم محتمل من قبل دوريات الشرطة والأمن التي كانت تجوب المنطقة. 17 صفر: صباح يوم 6 شباط 1977 م / 17 صفر 1397 هـ تحركت المسيرة من منطقة خان النص باتجاه كربلاء المقدسة والجموع تردد الأهازيج المختلفة والحماسية، وبعد ابتعادها عن المنطقة قامت مجاميع من قوات الامن بالهجوم على مؤخرة المسيرة وإطلاق النار عليها مما أدى إلى سقوط أول شهيد في الانتفاضة وهو محمد الميالي، مما أدى إلى تحرك مئات الشباب الغاضبين إلى مراكز الشرطة القريبة والهجوم عليها وتدميرها وأخذت جموع كبيرة بالالتحاق بالمسيرة من النجف الأشرف وبعض المناطق القريبة من كربلاء المقدسة، حتى وصلت المسيرة إلى منطقة خان النخيلة حيث تقرر الاستراحة والمبيت فيه إلى صباح اليوم التالي، وقد التحقت القبائل المحيطة بالمنطقة بالمسيرة بعد أن اتجه العشرات اليهم لدعوتهم للمشاركة حيث جاء الالاف إلى المنطقة وهم يرددون اهازيج عراقية مختلفة منها (أسمع العباس ناده ياهلّه بهاي الضيوف إشلون أأدي هلتحيه واني مكطوع الجفوف).

جاء في مجلة النبأ عن عزاء قبيلة بني أسد: شهدت مدينة كربلاء المقدسة في يوم الثالث عشر من المحرم خروج آلاف المعزين من أبناء عشيرة بني اسد والعشائر الأخرى وأبناء المدينة والزوار للمشاركة بمراسيم إحياء يوم دفن الإمام الحسين عليه السلام، والمعروف بـعزاء بني اسد. ويجسد هذا العزاء صوره الوفاء الحسيني من خلال تلاحم تلك الجموع الموالية والهاتفة بصوت موحد لبيك يا حسين، في سياق الشعائر الحسينية، في شهر محرم من كل عام، بالإضافة لمواكب التشابيه التي تمثل سبايا الحسين عليه السلام التي يتقدمها الإمام السجاد عليه السلام مع رفع نعش رمزي لسيد الشهداء يتقدم تلك المواكب والجموع. بهذا العزاء اختصت قبيلة بني اسد، حيث يخرج أبناء القبيلة في مثل هذا اليوم من شهر محرم من كل عام على هيئة مواكب عزاء ضخمة يشاركهم أبناء باقي القبائل والكثير من الهيئات والمواكب الحسينية مُعيدين للأذهان ذكرى دفن الأجساد الطاهرة لشهداء يوم عاشوراء الخالد. ويعد موكب عزاء بني اسد من أقدم الموكب حيث يعود تاريخ هذه المراسيم لسنة 61هـ حينما تشرفت هذه القبيلة العربية بمساعدة الإمام السجاد عليه السلام بدفن الأجساد الطاهرة بعد معركة الطف، ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم يمارس أبناء هذه القبيلة مراسيمهم الخاصة بالخروج في يوم الثالث عشر من المحرم في كل عام لاستذكار هذا الحدث العظيم. يقول صالح الاسدي احد المشاركين بمراسم العزاء (تقيم قبيلة بني اسد عزائها السنوي المتمثل بدفن الأجساد الطاهرة ويبدأ هذا العزاء بتقديم نعش رمزي يمثل الجسد الطاهر للإمام الحسين عليه السلام تتبعه جموع من نساء بني اسد. ثم يأتي بعد ذلك موكب عزاء الرجال من أبناء القبيلة حاملين معهم بعض أدوات الدفن الخاصة ليعيدوا للأذهان تاريخ ذلك اليوم العظيم تتبعهم بعد ذلك جموع حاشدة من المعزين من مختلف القبائل). اما عن حجم مشاركة ابناء القبيلة يذكر الاسدي خلال حديثه لـشبكة النبأ المعلوماتية (أن الأعداد في ازدياد متواصل، ففي السنة الأولى بعد سقوط النظام شارك في هذه المسيرة ما يقارب العشرة الآلاف رجل و أمراه من أبناء القبيلة، أما اليوم فعدد المشتركين وصل الى 50 آلف رجل وأمراه من ابناء قبيلة مع عدد قليل من الضيوف). ويتابع (اما مشاركة القبائل الأخرى فقد ازدادت أيضا حيث تراوحت أعداد القبائل المشاركة في هذا العزاء ما بين الـ 20ـ35 قبيلة وعشيرة، هذا بتنسيق مع هيئة المواكب الحسينية التي يشرف عليها الشيخ عبد علي الحميري، اما الاستعدادات لهذا العزاء تبدأ بوقت مبكر لتنطلق في يوم الثالث عشر من المحرم). فيما يوضح الشيخ عدنان الاسدي من عشيرة آل عباس لـشبكة النبأ المعلوماتية عن طبيعة وموروث العزاء فيقول (اجتمعت قبيلة بني اسد اليوم لتقدم التعازي والمواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستذكرة بذلك يوم الثالث عشر من المحرم حينما هب ابناء هذه القبيلة لمساعدة إمامهم زين العابدين عليه السلام في دفن الأجساد الطاهرة). ويضيف الشيخ (يختص ابناء عشيرة آل عباس في مثل هذا اليوم على تقديم تشابيه خاصة تمثل الإمام السجاد عليه السلام مع مجموعة من ابناء قبيلة بني اسد يحملون معهم أدوات الدفن. اعتدنا على تقديم هذه التشابيه منذ زمن بعيد يعود لأكثر من 20 سنه وكنا نمارسها حتى في أيام النظام السابق في اهوار الجنوب ولا زلت مستمرة). الجدير بذكر أن الانطلاقة الأولى لهذا العزاء المهيب تبدأ بعد أداء صلاة الظهر من أمام مرقد السيد جوده او مقبرة الوادي القديم، لتسير باتجاه شارع قبلة الإمام الحسين عليه السلام حتى دخول الصحن الحسيني الشريف، ثم الخروج باتجاه مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام. وقد شهدت هذه المسيرة الحسينية مشاركة آلاف من النساء المعزيات التي خرجن في مواكب ضخمة لتقديم العزاء ومشاركة السيد الزهراء عليه السلام بهذا المصاب الحزين واستذكار مصائب زينب عليها السلام. كما وشهدت المدينة أيضا استعدادات أمنية مكثفة ابتدأت منذ الصباح الباكر لحماية المعزين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here