الاستحقاق الرئاسي: المواصفات بيد “التجدد” والكلمة لن تكون لحزب الله

الاستحقاق الرئاسي: المواصفات بيد

تلقى حزب الله صفعة مدويّة في انتخابات أيار النيابية حرمته من الاحتفاظ بالأكثرية النيابية ورغم أنّ أكثرية البرلمان الجديد معارضة ومناهضة للحزب وسياساته الداخلية والخارجي، إلّا أنها ما زالت مشرذمة وعاجزة عن التوافق أو الاتفاق على قرار وموقف موحد أمام الاستحقاقات الكثيرة التي يمرّ بها البلد.
وبما أنّ الاستحقاق الرئاسي هو عنوان المرحلة الأدق في تاريخ لبنان والفترة القادرة على تحديد صورة البلد ومستقبله، فإمّا يبقى في جهنم أو يبصر النور من جديد، وُلدت كتلة التجدد النيابية التي تضمّ النواب أشرف ريفي، فؤاد مخزومي، ميشال معوض وأديب عبد المسيح.
الهدف الأول لهذه الكتلة سيكون توحيد أصوات المعارضة المشتتة للوصول إلى قرار واحد في ما يتعلق بالاسم الذي سيملأ شغور كرسي الرئاسة الأولى في بعبدا وبذلك ستقطع الكتلة الطريق على حزب الله وحلفائه ومحور الممانعة وتمنعه من إيصال مرشح على صورة ميشال عون ومثاله إلى القصر الجمهوري.
إذًا، ووفقًا لمعلومات “الشفافية نيوز”، فإنّ نواب هذه الكتلة بشكل عام والنائب فؤاد مخزومي بشكل خاص لن يتركوا الساحة فارغة أمام حزب الله حتى لا تقع الدولة من جديد تحت مخالبه. فقد أدرك مخزومي باكرًا أنّ حزب الله لا يحاول فقط فرض رئيس جديد للجمهورية بل التسلل إلى الساحة السنية ومحاولة الإخلال بها ومن هنا صار التنسيق مع دار الفتوى في أعلى المستويات ويطال الشاردة والواردة.
مصادر متابعة لملف الاستحقاق الرئاسي، قالت لـ “الشفافية نيوز” إنّ حضور مخزومي وريفي قداس أحد الشهداء في معراب ليس تفصيلًا عاديًا بل يشير إلى أنّ التنسيق جديّ مع جميع التغيريين والسياديين وإمكانية الاتفاق على اسم يُطرح كمرشح واحد يدعمه الجميع متاحة. وفي الإطار نفسه، يجول التكتل على حزب الكتائب اللّبنانية والتغيريين للاستعداد لمعركة الرئاسة الأولى.
من جهته، الصحافي والمحلل السياسي ابراهيم ريحان يشير إلى أنّ أهمية كتلة التجدد تكمن في أنها تأتي من خارج رحم الأحزاب ومن مناطق مختلفة. شارحًا أنّ النائب فؤاد مخزومي هو نائب عن بيروت، أمّا ريفي فينوب عن مدينة طرابلس أمّا معوّض عن زغرتا فيما عبد المسيح يمثل الكورة.
ووفقًا لريحان فإنّ الكتلة عابرة للمناطق وتمثّل جميع اللّبنانيين وتطرح عناوين سيادية رافعة شعارات هامة تلبي طلبات المجتمع الدولي وتثبت لبنان في عمقه العربي وهو ما تريده الأغلبية اللّبنانية أيضًا خاصة أنها تعاني من التعدي على سيادة الدولة ومؤسساتها في ظلّ وجود سلاح غير شرعي.
وفي اتصال مع “الشفافية نيوز”، يرى أنّ كتلة التجدد تشكّل فرصة هامّة لـ لبنان ومن هذا المنطلق يعتبر أنه يقع على عاتق التغييرين ملاقاتها خاصةً أنّ الشعارات المعروفة متشابهة. ويشدد ريحان على أنّ التغييرين بانضمامهم إلى كتلة التجدد سيرفعون عددها وبالتالي تكتسب دورًا أكثر فعالية.
ويبدو ريحان ليس وحده الذي يشجع النموذج الذي تقدمه هذه الكتلة على اعتبار أنه يحظى بدعم إعلامي أيضًا. وفي هذا الإطار، غرد الصحافي والمحلل السياسي طوني بولس، قائلًا: تشكل كتلة التجدد النيابية نهجاً مميزاً لتوحيد المعارضات المشتتة ضمن الاكثرية لمواجهة الاستحقاق الرئاسي بعناوين استراتيجية واضحة.. نواب هذه الكتلة نموذج سيادي وإصلاحي استثنائي.
إذًا وأمام هذا الواقع، يبدو جليًا أنّ التغيير لا يحتاج فقط لشعارات شعبوية وفضفاضة بل إلى خطوات عملانية تلبي رغبة الناخبين الذين أوصلوا هؤلاء المعارضين إلى ساحة النجمة. فإمّا يفيد التغييريون البلد أو يوقعوه في فخّ حزب الله وبين أنيابه.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here