حصر حياتنا بيد لمرياع وقراراته .. هلاك الحرث والنسل

بقلم / عباس الصالحي

اولا وفي بداية الكلام يجب أن نوضح ماهو المرياع
#المرياع هو قائد قطيع الغنم الذي يعتمد عليه الراعي في توجيه غنمه.
وهو خروف كثير الصوف، جميل الصوت، ويتم إخصاؤه كي لا ينشغل عن وظيفته الأساسية وهي (قيادة القطيع) ويجب أن يتميز المرياع بالقابليه للتعلم ويتسم #بانصياعه لسلطة
سواء كانت هذه السلطه سلطة الحمار أو الراعي ..
وكنتيجه طبيعية لهذه الطاعه يجبر أفراد القطيع في تبعيته والمشي خلفه أينما توجه وإن كان ذاهبا إلى أماكن #ذبح_أفراد_القطيع.
كما يعتاد المرياع على عدم الخوف من الكلب الذي يحرس القطيع فهما معا دائما في خدمة سيدهما (راعي القطيع).
#المراييع_نوعان
مرياع الراعي وهو من يتبع الراعي .
ومرياع الحمار وهو الذي يتبع الحمار .

وأنني اليوم ومن خلال مقالي هذا احاول أن ألفت النظر إلى أمر خطير جدا وهو الطاعه العمياء والتي تكون نهايتها الهلاك لا محاله وأحببت إن استشهد أيضا بروايتين قد قرأتهم عن المرياع…

#الرواية_الأولى
أن هناك مرياعا سار بالقطيع في منطقة وعرة حتى وصل إلى حافة واد سحيق ، فانزلقت قدماه فسقط أسفل الوادي فما كان من باقي القطيع إلا أن لحقه .. بحكم الاقتداء .. واحدا تلو الآخر لكون النعاج والخراف اعتادت أن تقاد.
فهلك الجميع نتيجة هذا الانقياد الاعمى …

#الرواية_الثانية
يرويها أحد زوار المسلخ إذ يقول ..
ذهبت مع أبي يومًا إلى المسلخ ورأيت موقفًا عجيبًا،فقد رأيت مجموعة من الشياه عددها عشرون تساق إلى الذبح دون أن تلتفت أو تفكر في الهرب ..
ولاحظت أنها تتبع شاة قد جعلها الراعي قائدًا لها وهذا القائد مربوط بحبل يمسكه الراعي، فلما وصلت إلى مكان ذبحها بدأت الدماء تنتشر من تلك الشياه، وذبحت كلها باستثناء القائد، وبعد ذبحها أخذ الراعي هذا القائد ورجع إلى زريبته (بيت الغنم) سالمًا معافًى.
فسألت أبي عن هذا القائد الذي تتبعه جحافل الغنم حتى إلى ذبحها فقال لي:
هذا يسمى (المرياع) يتبعه بقية القطيع إلى أي مكان ويستخدمه الراعي لجمع القطيع في كل مكان، حتى ولو كان إلى الذبح.

#أما المراييع في حياتنا اليوم والتي أصبحت كثيرة والطاعه لها بدأت تتفاقم وتنتشر فهي في الأغلب #مرايع التي تتبع الحمير وبالتالي قطيع مقاد من حمار اكيدا يكون مصيرة الدمار والهلاك
نعم ففي حياتنا اليوم كثرة المراييع ومن يتبعها إما لحلاوة كلامهم أو لحسن مظهرهم أو حتى لصخبهم ، وهناك من يتبعهم لأنه تحت سلطتهم.

وبالتالي عطلنا تلك الجوهرة التي ميزنا الله بها عن باقي مخلوقاته الا وهي #العقل
واصبحنا مقادين طائعين نسير خلف هذا وذاك دون تفكير .. تدفعنا العواطف مره .. والتبعيه مره .. والمذهبيه مره .. والادعاء بالتحرر مره اخرى …
كثرة الدوافع والمسميات وغاب العقل والمنطق عن الكثير من تصرفاتنا وتحركاتنا …
وان ما يحصل لنا اليوم هو نتيجه طبيعية لهذا الانصياع التام للكثير من القرارات والاحداث والأشخاص ….
مع شديد الأسف ….
انتهى …
#عباس_الصالحي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here