قوبلت تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، بانتقادات دولية واسعة وسط مخاوف من قرار التعبئة العسكرية وتداعياته، فيما سادت حالة من الذعر بالداخل من تأثيرات القرار، واضطربت الأسواق المالية صعودا وهبوطا.
ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، أمر الرئيس الروسي بالتعبئة العسكرية الجزئية، مؤكدا أن روسيا ستدافع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة في ترسانتها الضخمة إذا واجهت تهديدا من الغرب.
ورفع بوتن من لهجته تجاه الغرب حين تحدث عن “الابتزاز النووي”، قائلا: “لمن يطلق مثل هذه التصريحات، أود تذكيرهم بأن بلادنا كذلك تملك أسلحة دمار شامل وفي بعض أجزائها أكثر تطورا من نظيراتها لدى دول الناتو، وأمام أي تهديدات لوحدة أراضينا أو سيادتنا نحن قادرون على استخدام هذه الأسلحة وهذا ليس خداعا”.
ماذا قال بوتين؟
• وقعت أمر التعبئة الجزئية من قوات الاحتياط وممن يمتلكون الخبرة في القتال
• ستبدأ أنشطة التعبئة بدءا من اليوم 21 سبتمبر 2022
• لقد تجاوز الغرب في سياساته المناهضة لبلادنا كل الحدود الممكنة
• لم يعد سرا الحديث عن تدمير روسيا بالكامل في ساحة المعركة باستخدام كل الوسائل الممكنة، بما يتبع ذلك من تداعيات لنزع سيادتها السياسية والاقتصادية والثقافية وكل أشكال السيادة والنهب الكامل لبلادنا
• لمن يطلق مثل هذه التصريحات، أود تذكيرهم بأن بلادنا كذلك تملك أسلحة دمار شامل وفي بعض أجزائها أكثر تطورا من نظيراتها لدى دول “الناتو”
• أمام أي تهديدات لوحدة أراضينا أو سيادتنا نحن قادرون على استخدام هذه الأسلحة وهذا ليس خداع
القرارات تأتي بعد
• ساعات من إعلان 4 مناطق موالية لموسكو في أوكرانيا عن استفتاءات خلال الفترة من 23 -27 سبتمبر
• تحذيرات أوروبية بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا ما أُجريت هذه الاستفتاءات
كيف كانت ردود الفعل؟
• حثت الصين الأطراف على الدخول في حوار ومشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لكل طرف
• ألمانيا اعتبرت أن التعبئة الجزئية للجيش هي تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا، وتدرس الحكومة في برلين الرد عليه
• وزيرة الخارجية البريطانية: خطاب الرئيس الروسي “يمثل تصعيدا مقلقا ويجب أخذ التهديدات التي وجهها فيه على محمل الجد”
• سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك: التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس بوتن تشكل “مؤشر ضعف”
• ليتوانيا ترفع مستوى جاهزية قوة الرد السريع في جيشها “لمنع أي استفزازات من الجانب الروسي”
تداعيات القرار اقتصاديا
• ارتفاع أسعار النفط
• تراجعت الأسهم الأوروبية عند الفتح يوم الأربعاء بضغط من قرار روسيا
• ارتفاع أسعار الذهب
• ارتفاع الدولار لأعلى مستوى في 20 عاما
• تراجع الروبل الروسي
مخاوف داخلية:
• أظهرت بيانات شركات الطيران ووكالات السفر المنشورة الأربعاء أن الرحلات الجوية المغادرة من روسيا أصبحت محجوزة بشكل شبه كامل هذا الأسبوع
• نفدت تذاكر السفر عبر رحلات مباشرة إلى مدن في دول مجاورة على غرار أرمينيا وجورجيا وأذربيجان وكازاخستان ليوم الأربعاء، وفق موقع أفياسيلز الإلكتروني الرائج في روسيا
• أعلنت خطوط الطيران التركية على موقعها الإلكتروني أن الرحلات المتّجهة إلى إسطنبول التي أصبحت محطة رئيسية للمسافرين من روسيا وإليها، أصبحت محجوزة بالكامل حتى السبت.
• أظهرت بيانات غوغل أن البحث في روسيا عن “تذاكر” و”طائرة” ازداد بأكثر من الضعفين الأربعاء بعد الساعة 06:00 بتوقيت غرينيتش، أي بعدما بدأ بث كلمة بوتن.
• أظهرت بيانات “غوغل ترند” أن مصطلح “مغادرة روسيا” كان أكثر رواجا بمئة مرة في الصباح مقارنة بالأوقات العادية
شقان لخطاب بوتن
المحلل السياسي، أندرو بويفيلد، قال لـ”سكاي نيوز عربية” إن الخطاب له شقان أحدهما ميداني عسكري، فمن الواضح أن روسيا تريد أن تقوم بشكل آخر مختلف من العملية لعسكري تعوض فيه جزءا من الخسائر وتضمن تقوية خطوط التماس على خلفية دعم الغرب لأوكرانيا بأحدث الأسلحة والخبراء.
وأضاف بويفيلد أن “عدد قوات الاحتياط في روسيا يقارب 25 مليون شخص، وسيتم استدعاء فقط نحو 1% قرابة 300 ألف ممن خدموا في الجيش الروسي سابقا، ومن ثم حالة الذعر الداخلية ليست خشية الالتحاق بصفوف الجيش وإنما من إمكانية تطور الحرب وتوسيعها مع الغرب أو اللجوء إلى أسلحة نووية”.
واعتبر أن “بوتن كان أكثر حدة في خطابه، وأنه مستعد لكل الخيارات وهو ما أقلق الغرب”، لافتا إلى أنه “بعد الأحداث الميدانية والخسائر في العتاد والأفراد، كان قرار التعبئة العسكرية أحد الخيارات المتوقعة للإدارة الروسية في حرب أوكرانيا، التعبئة تعني أن هناك نقصا كبيرا قد حصل”.
وأشار إلى أن الشق الثاني يتمثل في نقل المعركة إلى الأراضي الروسية بمعنى أنه إذا تم الاستفتاء وتم الاعتراف به ونقل المناطق الأربعة لولاية روسيا هذا يعني أنها أصبحت روسية ومن ثم كل القوانين الروسية والعقيدة العسكرية جاهزة لكل الخيارات”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط