الصحابة والعصابة في القرآن الكريم منهم الصالح والطالح (ح 2)

الدكتور فاضل حسن شريف

هؤلاء خيرة اصحاب موسى عليه السلام نلاحظ قصتهم مع نبيهم: قال الله جل جلاله “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ” (المائدة 21-25) الآيات القرآنية واضحة ما ذا فعل وقال هؤلاء قالوا له “قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ” (المائدة 24).

اما خيرة اصحاب عيسى عليه السلام وهم الحواريون فقصتهم مع نبيهم: قال الله تبارك وتعالى “إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ” (المائدة 112-115) الحواريون كانوا مجموعة قليلة او ما يسمى بالعصبة يقارب عددهم اخوان يوسف عليه السلام “إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” ﴿يوسف 8﴾، حيث زجر عيسى عليه السلام حواريه على طلبهم “قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” (المائدة 112) والله جل جلاله هددهم بقوله “قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ” (المائدة 115).

وأفضَلُ الصحابةِ: السابِقُون الأَوَّلُون، لأنَّ مَن آمَنَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الضعفِ أقرَبُ مِمَّنْ آمَنَ به زَمَنَ القُوَّة، فمَن آمَن قَبْلَ الفَتْحِ أفضَلُ ممن آمَنَ بعدَه. قال تعالى: “لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا” (الحديد 10). قال الله سبحانه وتعالى “وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ” (التوبة 100) السابقون الاولون من المهاجرين كانوا قلة قليلة ومعظم اهل مكة من قريش وغيرهم من القبائل لم تهاجر والذين اتبعوهم باحسان وليس نفاق هؤلاء الذين رضي الله عنهم، وليس ابو سفيان و ابنه معاوية وزوجته فهؤلاء ليسوا من السابقين الاولين من المهاجرين وتابعيهم من يزيد وعمر بن سعد فهم لا تشملهم الاية لان هؤلاء حاربوا الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بدر واحد وغيرها ثم حاربوا اصحابه في صفين وكربلاء وغيرها. فقوم أبو سفيان حاربوا الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما حاربت الاقوام انبيائها التي ذكرنا قسما من القصص العديدة عن هذه الأقوام الظالمة الفاسقة المكذبة التي تنطبق على قوم أبو سفيان الذين عاشروا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here