شخصيات سياسية عراقية : بقاء الكاظمي في منصبه حلٌّ للازمة لانه يحظى بمقبولية عراقية وعربية ودولية

شخصيات سياسية عراقية لرووداو: بقاء الكاظمي في منصبه حلٌّ للازمة لانه يحظى بمقبولية عراقية وعربية ودولية

معد فياض

ترى شخصيات سياسية عراقية بان هناك فرصة كبيرة لبقاء مصطفى الكاظمي في منصبه، رئيسا لمجلس الوزراء، اما لترؤس حكومة انتقالية تتولى عملية إجراء انتخابات مبكرة بعد حل البرلمان، او لولاية ثانية.

وتحدثت هذه الشخصيات السياسية لشبكة رووداو الاعلامية عن مبررات بقاء الكاظمي في منصبه “خاصة وان دول الجوار العربي، المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية ودول الخليج العربي ومصر، اضافة الى تركيا وايران، الى حد ما، يؤيدون بقاء الكاظمي في منصبه لولاية ثانية، كما ان الادارة الاميركية قد تدعم هذه الفرصة”.

في 30 نوفمبر 2019 كان عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء السابق قد قدم استقالته من رئاسة مجلس الوزراء لرئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، بضغط من المحتجين التشرينيين، وصادق عليها البرلمان في اجتماعه المُنعقد في 1 كانون الاول  2019.

وكلف رئيس الجمهورية، برهم صالح، وحسب صلاحياته الدستورية، مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة، ذلك بعد ان رفض، تكليف ثلاثة مرشحين لهذا المنصب. وصوت البرلمان على حكومة الكاظمي التي وصفت بـ”المؤقتة”، حيث وعد باجراء انتخابات مبكرة، وتقديم قتلة المتظاهرين للقضاء، ومحاربة الفساد.

وبالفعل نفذ وعده واجرى انتخابات مبكرة، في 10 تشرين الاول 2021، وصفت بانها الافضل في تاريخ العراق بعد 2003، حيث لم يرشح نفسه ضمن هذه الانتخابات، وقام بمجموعة من الاجراءات لمحاربة الفساد والحد من انتشار السلاح المنفلت.

ويصر انصار الكاظمي على ان رئيس الوزراء لا يمتلك عصا سحرية لمعالجة كل السلبيات في ليلة وضحاها، ويجب ان يُمنح الفرصة الكافية لترتيب اوضاع البيت العراقي المرتبك وسط ازمات متراكمة منذ سنوات طويلة، لا سيما وانه حقق في وقت قصير ما لم يحققه غيره من رؤساء الحكومات السابقة.

الكاظمي قال بعد مرور سنة على تسلمه مسؤولية رئاسة الحكومة: “ليكن لدينا إيمان بالمستقبل، فأنا ورثت فشل حكومات 17 عاماً.. أعطوني فرصة، ولنتعاون سوية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، خلال الفترة القصيرة، وأبعدوا السلاح ولنفتح صفحة جديدة في تاريخ العراق”.

وعرف عن الكاظمي بانه رجل حل الازمات وليس صناعتها كما درج اسلافه على اختلاق الازمات التي عصفت بالعراق والعراقيين، حيث أكد: “أنا اخترت سياسة الصمت، وهذا ما تعلمته من التاريخ، لكن البعض يريد الدخول في الصدام، الذي لن يخدم أبناء العراق، ولن أفرط بدماء العراقيين، والحوار هو الحل”.

ودعا الكاظمي “القوى السياسية الى تحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه العراق والاستفادة من فرصة الحوار الوطني”.

رئيس الوزراء العراقي، نوه من نيويورك، حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، الى أنه سيدعو إلى “جولة ثالثة من الحوار الوطني لحل مشكلاتنا ولا سبيل لدينا سوى الحوار”، مردفا انه “لدينا فرصة لبناء العراق، وأن استقرار المنطقة له انعكاسات إيجابية على الوضع في العراق”.

وشكا الكاظمي، يوم امس، الجمعة 23 ايلول 2022، في حديث متلفز من نيويورك، من “خصومة شخصية” مع سياسيين، اتهمهم بأنهم “يتمنون” فشل حكومته بـ”كل شيء”. وقال ، إن “هناك من يتمنى فشل الحكومة في كل شيء بسبب خلافات شخصية معي”، مضيفاً: “أدعو جميع الأطراف التي لديها خلافات معي إلى تصفيتها بعيداً عن مصالح الشعب”.

رائد فهمي: ليس رجل أزمات

رائد فهمي، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، قال: “بالتاكيد ان هناك اطرافا في الاطار التنسيقي لن يرشحوا الكاظمي لرئاسة الحكومة القادمة، ليس لاسباب وطنية بل طمعا بالسلطة والحفاظ على مصالحهم، والوقائع تؤكد بان رئيس الوزراء الحالي يحظى بمقبولية محلية وعربية، خليجية خاصة، واقليمية، وبالذات ايران، ودولية وهؤلاء يريدون بل يعملون على بقائه في رئاسة الحكومة لولاية ثانية”، منبها الى ان :”محليا  لم يُغضب الكاظمي الاطراف السياسية وان كان قد حجم بعض الشيء الحشد الشعبي، وحاز على رضا بقية الاطراف بالحفاظ على توزيع مسؤولياتهم داخل الحكومة، لكن اطراف الإطار التنسيقي يخشون من تمدد اكبر للتيار الصدري في عهده، واذا بقي في السلطة قد يؤثر على مواقع الاطار التنسيقي”.

وخلص رائد فهمي الى ان “الكاظمي ليس رجل ازمات بل عمل على اطفاء واحتواء الكثير من الازمات، وهو بحاجة الى قوة داعمة كي يحقق بعض التغييرات القادر عليها، وربما بقاؤه في موقعه وبدعم من التيار الصدري واطراف اخرى في العملية السياسية، ناهيك عن الدعم العربي والاقليمي والدولي، سيمنحه الدعم لاحداث التغيير، لهذا ارى ان حظوظه بالبقاء كبيرة”.

عزت الشابندر: نعم يأتي الكاظمي مرة اخرى

وقال عزت الشابندر، السياسي المستقل والعضو السابق لمجلس النواب: “بكل صراحة لو راجعنا مجيء الكاظمي إلى منصبه كرئيس للوزراء، فهو ليس له حزب ولا نواب ولا ميلشيات، ولا هو مستميت ومقاتل لأن يكون رئيساً للوزراء ولعله هو أقل المتصدين حماساً لهذا المنصب والظروف هي التي جاءت به، ظروف عجز المعنيون عن الاتفاق على رئيس الوزراء. وإذا تكررت ذات الظروف، ولا أعتقد أنها بعيدة الآن، نعم يأتي الكاظمي مرة أخرى”.

مضيفاً أن: “باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي التقت بعدة مسؤولين سياسيين وغير سياسيين عراقيين وتحدثت جهاراً نهاراً وقالت نحن لا ندعم أية حكومة سوى حكومة مصطفى الكاظمي ونصحت بلغة التحذير بعدم تجاوز الكاظمي”.

مناف الموسوي: بقاؤه مسألة ايجابية

واعتبر مناف الموسوي، رئيس مركز بغداد للدراسات بان بقاء الكاظمي في منصبه نقطة “ايجابية”، وقال: “نقرأ هذه الايام تغريدات لاعلاميين تابعين للاطار التنسيقي تحرض على الانشقاق وتردد مطالب الاطار وتشيد بشخصياته، وتهاجم بعض الشخصيات الاطارية المعتدلة التي لا تجد اي مانع في حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة والتجديد لولاية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لفترة قادمة، واعتقد ان هذا الموضوع لو تم، التجديد للكاظمي، هي نقطة ايجابية في مسار حلحلة الازمة السياسية والانتقال الى المرحلة القادمة، ولكن المتشددين في الاطار التنسيقي ما زالوا يرفضون هذه المبادرة وهذه المساعي ويصرون على المضي بتشكيل حكومة إطارية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here