روح الرفض والمقاومة المتأصلة ضد النظام الايراني

سعاد عزيز

على طول ال43 عاما المنصرمة من الحکم القمعي الاستبدادي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لجأ هذا النظام ومن أجل إخضاع الشعب الايراني لحکمه الاشبه بنظم الحکم القرووسطائية، الى إستخدام مختلف الطرق والاساليب المتسمة بالقسوة والعنف البالغ ولم يتوفق هذا النظام في مساعيه من أجل طمس الحقائق والتغطية على جرائمه وإنتهاکاته الفظيعة خصوصا وإن الانتفاضات الشعبية العارمة المختلفة ضده وبشکل خاص الانتفاضة الاخيرة التي إندلعت بسبب قتل شرطته المسماة کذبا وبهتانا بشرطة الاخلاق للشابة الکردية مهسا أميني والتي صعقت النظام الايراني لأنها تجاوزت وتخطت المسائل والقضايا الجنسية والعرقية والدينية وهي بذلك قد جسدت حقيقة أن روح الرفض والمقاومة والنضال ضد هذا النظام ومفاهيمه وأفکاره الرجعية الخرقاء متأصلة ضده أيما تأصل.
کراهية وعداء هذا النظام القرووسطائي للمرأة وسعيه من أجل إبقائها خلف الجدران وجعلها مستعبدة وفق أفکاره وطروحاته المتحجرة، لم يتمکن من جعلها أمرا واقعا على الرغم من إنه قد قام بإستخدام العامل الديني وتوظيفه من أجل تحقيق هدفه اللاإنساني هذا، لکن ماقد جناه بحق المظلومة أميني قد فجر برکان السخط والغضب ليس في أعماق النساء الايرانيات فقط بل وحتى في أعماق الشباب الايراني الذي رفض هذا المنطق القرووسطائي الذي يستهين ليس بالکرامة والاعتبار الانساني للمرأة فقط بل وحتى للإنسانية برمتها.
النظام الايراني بعد کل الطريق الدموي الذي سلکه على مر ال43 عاما الماضية، يجد نفسه وکأنه في المربع الاول وإن کل ماقد بناه وشيده بسياسة الحديد والنار قد تبدد بين عشية وضحاها وها هو الشعب الايراني بکل شرائحه وأطيافه يقف ضد هذا النظام المتحجر ويصب عليه جام غضبه رافضا لکل طروحاته وأفکاره المتناقضة مع روح ومنطق العصر.
المنعطف الذي إنتهى إليه النظام الايراني أثبتت بأن الرداء الديني المتزمت لم يعد مناسبا أبدا للشعب الايراني کما إن السعي لعزل الشعب الايراني عن العالم وعن روح التقدم والتحضر هو مسعى مکتوب عليه الفشل ذلك إن الشعب الايراني الذي يمتلك ماض وحضارة عريقة لايمکن أبدا أن يتخلف عن الرکب الانساني والحضاري، ومن هنا فإن إصرار الشعب الايراني على مواصلة النضال من أجل إسقاط هذا النظام وعدم سماحه بأن تذهب أرواح مئات الالوف من الضحايا الذين سقطوا وهم يناضلون من أجل الحرية أن تذهب هباءا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here