شيخ القناصين

عمار عصام

ماكو ثانية اي ليس هناك طلقة الا الاولى. فالهدف سيخر سريعا بمجرد ان تخرج الرصاصة من بندقية شتاير رفيقة درب ابي تحسين. الرجل الضخم ذو اللحية الرمادية الكفة الشهير ببندقيته وسترته الجلدية المحاطة بشريط رصاص. صيت الكهل العراقي لم يذع من فراغ. فهو من قتل اكثر من ثلاثمائة وخمسين داعشيا معظمهم من القادة والقناصين ليحمل القاب عدة بينها قناص القناصين وشيخ القناصين او قناص الدواعش. ورغم مقتله عام الفين وسبعة عشر باحدى المعارك ضد داعش لان مهارة القناص ابي تحسين الصالحي ما زالت حديث اعرق مدارس القنص العسكرية بالعالم. حتى ان بزته العسكرية وبندقيته النمساوية شتاير باتت من المقتنيات العسكرية لمتحف العتبة الحسينية ببغداد. قناص الحباري. في البصرة العراقية جنوب مدينة بغداد عام الف وتسعمائة وثلاثة وخمسين ولد علي جياد عبيد الذي بات معروفا فيما بعد بابي تحسين الصالحي. تلقى علي تعليمه الابتدائي بالمدارس الحكومية قبل ان يتجه الى ميدان العمل وهو في سن صغيرة. لم يكن راضيا عن الاجر الزهيد للاعمال البسيطة التي كان يقوم بها في البصرة ليتجه مطلع السبعينات من القرن العشرين الى الكويت. حيث عمل بها راعي ابل او اغنام. يتمكن هناك بحكم عمله من امتلاك سلاح قنص فرنسي يسمى محليا في العراق خرارة فرنسية. وبحسب ما قاله الصالحي في مقابلاته العديدة انه كان يصطاد الارانب وطائر الحباري ما نمى موهبته بالقنص. ابن الحروب. لم يأت عام الف وتسعمائة واثنين وسبعين حتى انخرط الشاب علي في الجيش العراقي. ومع بزوغ نجم موهبته كقناص فريد تم ترشيحه في دورة تدريبية على القنص في بيلاروسيا ضمن الاتحاد السوفيتي سابقا. وهناك نجح علي القناص الموهوب بلفت الانظار اليه. بعد ان حقق نسبة اصابات عالية غير حتى ان نسبة الخطأ بحسب تقارير اعلامية عراقية كانت تقريبا صفر. فيما تحدثت تقارير اخرى عن ان علي تخرج من دورة بيلاروسيا بامتياز. بعد ان نال المرتبة الثانية بين الخريجين. اي انه رغم تفوقه ودقة تصويبه لم يكن الاول حينها. وبعد عودته من دورة بيلاروسيا وزواجه لينجب فيما بعد احد عشر ابنا ست ذكور وخمسة اناث بات لقب علي القناص ابو تحسين الصالحي الذي شارك في كل حروب العراق ابتداء من حرب تشرين عام الف وتسعمائة وثلاثة وسبعين على جبهة الجولان السورية. حيث تمكن ابو تحسين حسب تصريحات وما تناقلته وسائل اعلام من اسقاط عشرات القتلى الاسرائيليين بقناصته. عندما كان عسكريا في الجيش العراقي اللواء الخامس الجبلي. ليشارك ابو تحسين بعدها في اشتباكات الجيش ضد الاكراد عام الف وتسعمائة واربعة وسبعين. وفي الحرب العراقية الايرانية بين عامي الف وتسعمائة وثمانين والف وتسعمائة وثمانية وثمانين. ومن ثم حرب الكويت عم وتسعمائة وتسعين. ومع نهاية الحرب استقال وعاد الى مزاولة عمله المدني حتى الغزو الامريكي للعراق وسقوط نظام صدام حسين. حيث شارك ابو تحسين الصالحي بعمليات ضد الجيش الامريكي. مع احتلال تنظيم داعش لاجزاء كبيرة من العراق بعد عام الفين واربعة عشر انضم ابو تحسين الصالحي لميليشيا الحشد الشعبي. وشارك بكل المواقع ضد تنظيم داعش اشهرها معارك تكريت وبيجي والفلوجة والموصل وتلعفر. اذ اشتهر حينها بقدرته على قنص قناص تنظيم داعش وقادته. حتى وصل العدد الذي قتله من عناصر التنظيم لاكثر من ثلاثمائة وخمسين عنصرا. معظمهم سقطوا من الرصاصة الاولى التي كانت تخرج من بندقية شتاير. وهي من كانت توصف بدورها بانها رفيقة درب ابي تحسين ولم تخذله يوما على حد قوله قناصي داعش وقادته اما بالجمجمة او الرقبة. الا ان مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية تمكنوا منه في التاسع والعشرين من سبتمبر من عام الفين وسبعة عشر خلال معركة قضاء الحويجة شمال غرب العراق ليسقط ابو تحسين حينها جريحا ليفارق الحياة بعدها بدقائق قليلة. وهو ما اعتبره تنظيم داعش حينها نصرا اهم من الفوز بمعركة الحويجة ذاتها

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here