الوفد المغربي يرد على تصريحات العمامرة ويدعو الجزائر إلى استئناف “الموائد المستديرة”

الرباط عادل نجدي

كلمة أخنوش أمام الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، 20 سبتمبر (فرانس برس)

تعكس المواجهة الديبلوماسية المستمرة بين المغرب والجزائر، خلال اجتماعات الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول قضية الصحراء، أجواء التوتر والخلافات العميقة بين البلدين. ففي رده على تصريح وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الإثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي دعا فيه لاستئناف العملية الأممية بشأن قضية الصحراء، دعا الوفد المغربي الجزائر إلى استئناف مسلسل الموائد المستديرة.

 وبعد تحول خطاب رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، من على منبر الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إلى اشتباك لفظي بين الوفدين المغربي والجزائري، أشعل اتهام وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الإثنين، للمغرب باستغلال آلية “الموائد المستديرة”، من أجل “الالتفاف على الشرعية الدولية، وتحويل طبيعة النزاع من قضية تصفية الاستعمار إلى نزاع ثنائي، ما جعل هذه الآلية غير فعالة وغير مجدية”، رد فعل غاضب من الوفد المغربي، الذي سارع إلى طلب استخدام حق الرد، متهما الجزائر بأنها “تسخر، مرة أخرى، منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل ترويج أكاذيب حول قضية الصحراء”.

ولفت الوفد المغربي إلى أن” هذه القضية (الصحراء)، وكما تؤكد ذلك الوقائع التاريخية والسياسية والقانونية، تعد قضية استرجاع الوحدة الترابية للمملكة، وليس بـ(تصفية الاستعمار)، كما أنها مدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، بشأن التسوية السلمية للنزاعات، باعتبارها نزاعا إقليميا”، معتبرا أن “الصحراء كانت دوما مغربية وستظل كذلك إلى الأبد”.

وكان لعمامرة قد دعا، في مداخلة له خلال النقاش العام للدورة الـ 77 للجمعية العامة، الإثنين الماضي، المنظمة الدولية لمضاعفة الجهود، بغية تمكين طرفي النزاع، من استئناف مسار المفاوضات المباشرة بهدف التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان في إطار الشرعية الدولية، معلنا دعم بلاده لـ”حق شعب الصحراء الغربية الشقيق في ممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال”.

وفي رد على الدعوة الجزائرية، قال الوفد المغربي إن “المملكة توجه بدورها، نداء إلى الجزائر من أجل العودة إلى مكانها ضمن الموائد المستديرة كما قامت بذلك خلال الاجتماعين السابقين”، مؤكدا أن مسلسل الموائد المستديرة يرتقب أن يستمر مع المشاركين ذاتهم ووفق الصيغة ذاتها، وذلك، إلى حين التوصل إلى حل وفقا للقرار رقم 2602.

واعتبر الوفد أن ” الكيان الوهمي الوارد في مداخلة الوفد الجزائري، الإثنين، غير معترف به من قبل الأمم المتحدة، ولا يشكل جزءا من هذه العملية”، لافتا إلى أن عملية الموائد المستديرة منبثقة عن مجلس الأمن، ولا يمكن، من هذا المنطلق، أن تخضع للتكييف، لا من حيث صيغتها أو المشاركين فيها، وفقا لظروف وأهواء بعض الأطراف.

ويعتبر إقناع الأطراف باستئناف الموائد المستديرة التي كان قد بدأها المبعوث الأممي إلى الصحراء السابق هورست كوهلر بسويسرا في ديسمبر/ كانون الأول 2018، ومارس / آذار 2019، وجمعت المغرب والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو” على طاولة المفاوضات، تحد يواجه المبعوث الأممي الجديد ستيفان دي ميستورا في مهمته التي شارفت على السنة، خاصة في ظل إعلان الجزائر رفضها صيغة الموائد المستديرة.

من جهة أخرى، قال الوفد إن مجلس الأمن” قد أرسى بشكل نهائي معايير الحل السياسي الذي ينبغي أن يحكم التسوية النهائية لهذا النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن هذه المعايير محددة بشكل واضح في قرارات مجلس الأمن الـ18 المتتالية منذ سنة 2007، بماء في ذلك القرار رقم 2602 الذي تم اعتماده في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2021. وهي المعايير المتمثلة، بحسب الوفد، في سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الجاد وذي المصداقية لهذا النزاع الإقليمي، في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة المغربية، وأن حل هذا النزاع لا يمكن إلا أن يكون سياسيا وواقعيا وعمليا ودائما وتوافقيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here