احتفال بوهم دولة معتبرة ذات سيادة طال انتظارها

أن تقرر الأمانة العامة لمجلس الوزراء *تعطيل الدوام الرسمي في عموم العراق بمناسبة ذكرى تأسيس الدولة العراقية المصادفة لليوم الثالث من الشهر الحالي ، لهو أمر حسن و محمود ، قد ينّم نابعا عن شعور اعتزاز و فخر بوجود دولة لا زالت تسمى بالدولة العراقية ، إلا أن السؤال المشروع والتالي الذي يخطر على بال كثير من العراقيين في اثناء ذلك هو :

ــ يا تُرى ماذا بقي من حال ووضع و شكل الدولة العراقية لكي نحتفل بوجودها ؟ ..

ــ وهل أصلا و إطلاقا بقي شيء من وجود أو كيان الدولة العراقية ؟، أم باتت مجرد دولة شكلية بمؤسسات وأجهزة إدارية فاسدة ومترهلة ،بل عبارة عن دويلات فئوية وعقائدية متجذرة ، و سطوة عشائرية متحكمة قائمة بذاتها كدويلات متنفذة في الأرياف والقرى ، تمارس نفوذها وسلطتها وفسادها الفاحش ـ مستعرضة عضلاتها المدججة بين حين وآخر ضد هذه الدولة الكارتونية المتدحرجة شيئا فشيئا نحو هاوية مظلمة و عميقة ، لا يعلم إلا الله متى ستستقر في ذلك القعر المظلم ..

فالدولة العراقية الفاقدة الآن لاعتبارها و سيادتها الداخلية والخارجية في آن ، قد أصبحت أشبه بشركة متعددة رؤوس ، أو إدارة شبكات مصالح مختلفة لأحزاب و فئات و تيارات وتنظيمات و دكاكين سياسية محلية متكالبة على تقسيم المغانم ، فضلا عن تدخلات أجهزة مخابرات أجنبية مباشرة ، لتُدار وتسير بتدخلات ووصايا من قبل كل هؤلاء جميعا ، و بتدخلات مباشرة عن كل كبيرة وصغيرة تخص مصير العراق و شعبه المغلوب على أمره ،والمخطوف عائما و باتكالية عجيبة بين موجات وعواصف صراعات سياسية وعقائدية وفئوية مصلحية شرسة ، لحد مواجهة ضارية وارتكاب مجازر دموية ، أن تطلب الأمر ..

فلا بأس إذن !!، فلنحتفل بوهم جميل ، عسى ولعل يتحقق في يوم من الأيام

………………

*هامش ذات صلة :

قررت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، السبت، تعطيل الدوام الرسمي ليوم الإثنين، الموافق للثالث من تشرين الأول 2022.ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق

وقالت الأمانة في بيان ورد للسومرية نيوز، انه “تقرر تعطيل الدوام الرسمي ليوم الإثنين، الموافق للثالث من تشرين الأول 2022، احتفاءً بالعيد الوطني ل‍جمهورية العراق“.