كشف حساب

م/ كشف حساب

ما يمر به البلد في هذه الايام الصعبة امر ليس مستغربا ، بل هو نتاج سياسيات استمرت لأكثر من سبعة عشر سنة عجاف لقوى سياسية تعيش في ازدواجية فما بين اقوالها و افعالها ، ويظنون انفسهم يعشون في حلم جميل او رحلة سفر, ولا يدركون ان لكل فعل ردة فعل ، وان صح التعبير مثلما تفعل تجزى .
لو اردنا ان نتعامل مع كافة القوى السياسية الحاكمة ككل التي تتحكم بزمام الامور في بلد الخيرات والثروات منذ 2003 ليومنا هذا بمهينة وعدالة وانصاف وقمنا بعمل كشف حساب لسياساتهم ونهجهم المعهود بينهما( التوافق والمحاصصة ) في ادارة الدولة ومؤسساتها والاهتمام في مصالح الناس ، نجد المحصلة النهائية في نهاية كشف الحساب الفارق الهائلة في زيادة ثرواتهم الطائلة في الداخل والخارج و توسع نفوذهم كذلك مقارنة مع وضع اهل البلد الذي لا يسر صديق ولا عدو , وهم ماضون في طريقهم في التمسك بالسلطة وملذاتها يوم بعد يوم اكثر واكثر من ذلك في بلد يملك منها مما لا يعد ولا يحصى مهما كانت النتائج او عدد الضحايا او حتى لو تم التعدي على هيبة الدولة وسلطتها الف مرة من اي طرف داخلي او خارجي لا يهم لا توجد مشكلة ما دمنا باقين في قصورنا , وعدم المساس بمصالحنا الحزبية والشخصية .
لو فرضنا ان هناك ممن يعترض على ما تقدم ، ويطالب بدليل دامغ ، ليكون جوابنا في جملة اين ذهبت اموال الميزانيات الضخمة او الانفجارية طوال الفترة المنصرمة ؟ ومن المستفيد الاول والاخير منها ؟ شعب يعاني في نقص الخدمات وزيادة نسبة الفقر ، وتفشي ظاهرة الفساد باركان الدولة بشكل مرعب ومخيف ، واعداد البطالة في تزايد مستمر ، وملفات كثيرة لا يمكن حصرها بمقالة واحد ، وهم يدعون الاصلاح والتغيير ، ويرفعون راية الدين تارة ، وتارة اخرى مصلحة المكون حسبما تقتضي المرحلة ، والطامة الكبرى هناك مما يصفق لهم ، ويتقاتل من اجلهم ، مقابل حفنة من الاموال او مما غسلت عقولهم بشعارات رنانة مزيفة من ارباب اهل الحكم .
استطاعوا بذكائهم الشيطاني وولائهم المطلق للغير ان يديرا سدة الحكم طوال السنوات الماضية ، و جعلوا من خلق الازمات والمشاكل الناس يعيشون ما بين المطرقة والسندان اما بقائنا في الحكم او الدخول في النفق المظلوم لشعبنا المظلوم متى ما اقتضت مصالحهم افتعال ازمة وخلق فتنه نرى التصريحات النارية تظهر والبيانات المشحونة ،والابواق الاعلامية تطبل لهم منذ الصباح الباكر حتى المساء ترسخ في الاذهان ان الاوضاع في طريقها نحو الانفجار وترسل رسالة الى العالم البلد سينزلق في بحر الظلمات اذا ما اتفقنا ،ولأننا قادة هذا البلد الجريح نعرف مكائن الامور ودهاليزها .
وعند الاتفاق بينهما ينتهي كل شيء .
ما يحصل هذه الايام وما حصل قبلها منذ الانتخابات الاخيرة ليومنا هذا صراع من السلطة اولا وتقاسم المناصب والغنائم ثانيا ومصالح البلد واهله ليست في حساباتهم مطلق ، ونتيجة طبيعة لساسة لا يدركون جيدا عبء السلطة والمسؤولية وسنشهد في الفترة المقبلة صراع محتدم اذا ما تفقوا ، وتدخلات الاطراف الخارجية بقوة اكثر ،لتكون النتيجة النهائية في كشف حساباتهم استمرار تضخم ثرواتهم ونفوذهم على حساب شعب دجلة والفرات في الجانب الاخر .
ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here