النشيد الفيلي أو خواطر مهجّر فيلي عائد

النشيد الفيلي

أو

خواطر مهجّر فيلي عائد

الشاعر الدكتور محمد تقي جون

هذي يدي لتُمدَّ منكَ أيادي

وطنَ الجميع وفرحة الأعيادِ

أعراقُ كلٌّ فيك عرقٌ نابضٌ

من حاضرينَ وغابرين بعادِ

أبناءُ سومرَ والنبيطِ وبابلٍ

غذوك بالأرواح والأجسادِ

وسقى ثراك دماً شعوبٌ ألفت

وقبائلٌ رفعت لواءَ جهادِ

كلٌّ أحبوك انتماءً صادقاً

ومواطنين وذادةً للعادي

كلٌّ بنوكَ فقل لمأفون يفرِّقُ أو يفضِّلُ: كلُّهم أولادي

إني عراقيٌّ وفيليّ.. وحبلُ الوصلُ بين العربِ والأكرادِ

شعبي المروَّع عاد يفرخُ روعُه

ويذيعُ فجراً بعد ليل سوادِ

ما عاد صداماً يخافُ، ولا (يختِّلُ) نفسَه من أيِّ شيءٍ بادي

وطني حملتُكَ في التهجّر سلوةً

أرضَ الهوى والبعد والميعادِ

يا مطمحي الحلميَّ يا أنشودةً

كانت تجوبُ النفس في إنشادي

يا عهد ميلادي ومعهد صبوتي

يا أهليَ الأدنونَ يا أجدادي

يا صوتَ أمِّي وهي تشعلُ دمعَها

كيما تراكَ مبرَأ من عادي

يا ما رأيتُ بها (قدمْ خيرَ) التي

قادت سرايا الكُرد للميعادِ

يا مانحاً شمس الهداية ليلنا الكابي، وقائدنا إلى الميلادِ

والله يشبهني ترابُكَ إنه

مهدي، ولي عند الممات مِهادي

وطني الذي إن باعدونا عشته

وطناً أجولُ به برغم بعادي

كم عشتُ نأياً كم صرختُ وأدمعي

في القلب نارٌ..فوق خدِّيَ وادي

وأتيتُ إذ زالوا يشدُّ عناقنا

حبلُ الوريد.. وإنه ليَ حادي

عالجتَ فيَّ الحزنَ داءً مزمنا

ففرحتُ ملءَ فمي وملءَ فؤادي

سرَّحتُ دامية العيون وراءهم

حزناً، وقد يُبكى على أطوادِ

ما زال صوت (تفنـﮔهم) ملءَ السماع يعيشُ في الأزمان دون نفادِ

أنضاءُ حبٍّ.. يا لحرِّ قلوبهم

مطعونة شوقاً إلى بغدادِ

كانت مسيرتهم بطول الموت قد

ركبوه نهر منىً ونهر رمادِ

إني أراهم إن بكيتُ وأستعيدُهُمُ إذا

ولولتُ أي دادٍ وأي بيداد

وطني العراق وأنت قد أرجعت لي

حقي، وأنت حبوتني أمجادي

أعليك أبغي أم بأرضك فتنة

هيهات يا وطني العزيز أعادي

وأراك واحد أمة وهُوية

أبداً وواحد راية وبلادِ

هذي يدي لتُمدَّ منكَ أيادي

وطنَ الجميعِ وحاضنَ الأولادِ









تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here