طغاة اليوم لايختلفون عن طغاة الامس

بقلم ضياء الخليلي

لايفرق العالم الحديث عن العالم القديم في الظلم والاستعباد فاذا كان العالم القديم تتقاسم شعوبه وتستعبدها بضع امبراطوريات فان العالم الحديث تتقاسمه دول سمت نفسها بالعظمى واسست لها مجلس ليس من حق غيرها تقرير مصير العالم وقد تكون هذه الدول العظمى اليوم اخطر من الامبراطوريات الغابرة فتلك الامبراطوريات واضحة للعالم انها ظالمة تقتل وتبطش اما عظماء اليوم فانهم يزورون الحقائق ويظهرون للعالم انهم حماة الكوكب في حين انهم اكثر من يخرق قوانين الطبيعة ويؤثر على الكوكب ويدّعون حماية البشرية وهم اكثر من يقتل الشعوب ويشردهم ويجوعهم ويظهرون انفسهم انهم انصار الحق والعدل في حين انهم انصار الهيمنة والتسلط فعلى شعوب الارض ان لاتتحرك حركة الا بما يتوافق مع هيمنتهم .
على الشعوب ان تزرع كما يريدون والا يحرقون زرعك وتصنع كما يريدون والا يخربون صناعتك ويقتلون علمائك وتبيع وتشتري كما يريدون والا تعاقبك اقتصادياً وتتعلم وتدرس حسب خططهم والا يحاصروك علمياً ويقتلون اساتذتك وعباقرتك.
يستخدمون كل الطرق التي تثبت هيمنتهم ويجب ان يكون حكام هذه الشعوب المستضعفة تابعين لهم لا باس ان كانوا طغاة ودكتاتوريين مادام انهم يعملون تحت تصرفهم وضمن هيمنتهم وخططهم فالحكومات العادلة لهذه الشعوب لاتهمهم اذا لم تنفذ اوامرهم بل يقتلعوها ويستبدلوها حتى بدكتاتور لو اضطروا .
انها جكومات وانظمة ذات وجهين تقيم العدل في حدودها الجغرافية وتنشر الظلم خارج حدودها والله لايحب الظالمين فاما ان تقيم العدل في ارضك وارض غيرك وتنشر الخير في ارض غيرك كما تنشره في ارضك والا فهي دول وانظمة حكم متغطرسة وسينالها مانال الامبراطوريات السابقة فهذه سنن ألهية يخبرنا القران والتاريخ عنها وتلك الايام يداولها الله بين الناس فهو يُهلك ملوكاً ويستخلف اخرين ويُبيد امبراطوريات عندما تطغى ويجعل غيرها تسود

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here