ما الذي يحصل في ايران؟

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

ان ما يحدث في ايران اليوم يشبه تماما ما حدث في اخر أيام الشاه عام ١٩٧٩ عندما انفجر الشعب الإيراني ضد نظام الشاه. كانت هناك مظاهرات اتسعت رقعتها لتشمل الطلبة والعمال والتجار وباقي القطاعات ثم شملت جميع المدن وقد استخدم الشاه أساليب قمعية وتم قتل العديد من المتظاهرين الذين احرقوا صور الشاه وكانوا يرددون الموت للدكتاتور تماما مثل ما يحدث الان. وبعد أيام انضم العديد من قوات الامن الى المتظاهرين ثم الجيش وتبع ذلك القوات الجوية مما سرع بسقوط نظام الشاه الذي لم تنفعه حينها القيام باستبدال الحكومة والتنازل عن بعض السلطات مما دفعه للهرب مدعيا بانه ذاهب للعلاج. ورغم ان الشاه كان مسنودا من قبل الصهيونية العالمية وامريكا بالذات حيث كانت ايران تعد شرطي امريكي يمثل مصالحها في المنطقة بل واكبر حليف لها في العالم فهي تخلت عنه عندما شعرت بأن الشعب في طريقه لاسقاط النظام وسارعت باستقدام البديل وهو رجل دين بعبائة وعمامة سوداء قد تم نقله من فرنسا على متن طائرة فرنسية وبذلك تم اختطاف وتدميرالثورة الإيرانية بشكل تدريجي وسريع. وقد لعب البديل وهو نظام خميني دورا تخريبيا في المنطقة خدم فيه الصهيونية بشكل لم تكن تحلم به أيام الشاه فقد بدأ عهده بتأجيج حرب ضروس استمرت ثمان سنوات ضد العراق. وقد اضر هذا النظام ايما ضرر في كافة البلدان العربية والإسلامية وعمد على تدمير البنى التحتيه ليس للعراق فحسب ولكن للعديد من البلدان العربية ناهيك عن تدخلاته السافرة في شؤون البلدان الأخرى بشكل سلبي ولانحتاج الى دليل على ذلك في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسعودية والبحرين وغيرها. وحتى في الداخل الإيراني فانه نظام متعسف اكثر من نظام الشاه بكثير فقد قيد الحريات وافقر الشعب وبدد أمواله بالفساد وتمويل الميليشات وتأجيج الحروب بحيث صار الشعب الإيراني يتحسر على تناول وجبة من اللحم مع فقدانه لحريته وكتم أنفاسه. واذا كان الشاه يعتبر نفسه (ملك الملوك) فأن خميني وخامنئي يعتبرون انفسهم وكلاء الله في الأرض وان لهم سلطة الهية تفوق سلطة البشر وانهم أولياء أمور المسلمين كلهم ولكن اية ولاية هي بدون رحمة وباراقة الدماء علـي الأقل دماء العراقيين التي اراقها خامنئي في ثورة تشرين التي كانت تريد استرداد وطن سلبه النظام الإيراني بالتعاون مع الصهيونية العالمية والأمريكية بالذات … ولعل دماء شهداء العراق في تشرين لها (حوبة) عند الله وسوف يلاقي خامنئي ربه محاطا بالارواح التي قتلها تطالب ربها بالثأر من قاتلها.

واليوم الذي يحدث هو ليس ردة فعل بسبب قتل (مهسا اميني) بل هي ثورة شعبية اشعلت شرارتها عملية قتل مهسا اميني بشكل مستهتر لايمت للاسلام ولا لباقي الأديان ولا للإنسانية بصلة. فالذي يفعله هذا النظام هو بعيد كل البعد عن منهج الإسلام الصحيح الذي جاء به الرسول كرحمة للعالمين وجاء ليتمم مكارم الاخلاق وليس مفاسدها وتسلطها وتعسفها الذي يقوم به النظام الخامنئي. وان أمريكا رغم مساندتها لبقاء هذا النظام الذي تريد له البقاء في العراق كذلك ولكن مع تقليم اظافره فهي وكما هو معهود عنها أي أمريكا تتخلى عن عملائها وحلفائها عندما يحين وقتهم وهي كذلك ستفعل مع هذا النظام الذي لفظه ويرفضه الشعب الإيراني المكبل. وما اشبه اليوم بالبارحة عندما اخذت قيادات السافاك والمقربين من الشاه تغادر البلاد خوفا فقد اخذت قيادات الحرس بما في ذلك عوائل المقربين من خامنئي (تشلع) قبل فوات الأوان. فهل سيدفع ذلك خامنئي للرحيل القريب وبنفس ذريعة الشاه وهي السفر خارج ايران للعلاج؟ قد يكون ذلك وقد لايكون وقد يتم قمع الثورة ولكن لحين مؤجل أصبحت ملامحه تلوح في الافق القريب أي ملامح انتصار الشعب الإيراني على جلاديه. النظام الايراني الخامنئي الحالي كسب شيئا واحدا فقط جراء سياساته التعسفية و العنصرية الاستعلائية الخرقاء وهذا الشيء هو كراهية الشعوب له بما في ذلك شعب ايران ومن الشيعة قبل السنة وقد جنت على نفسها براقش.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here