سامي جواد كاظم
في ملاعب كرة القدم تخصص مدرجات لجماهير الفريقين بشكل لا يختلطا ، وكل جمهور يشجع فريقه بقوة وهذا الجمهور اختار فريقه بارادته وقناعته والاخر كذلك ،فهل يعقل مثلا مشجع لريال مدريد يتوسط جماهير برشلونة ويرفع راية فريقه فهل يستطيع ذلك ، وهي رياضة وليست عقيدة، كم من اعمال شغب حدثت بين هذه الجماهير نتيجة تجاوز احد الجماهير على الاخر وسقط قتلى وحدثت تحطيم للملاعب لاجل نصرة كل جمهور لفريقه ، هذه رياضة ليس من ورائها طائل ، فكيف بالتاريخ ؟
هذا يقرا التاريخ قراءة شيعية والاخر يقراه قراءة سنية وعلى مستوى الاديان والافكار المستحدثة فهذا يرى الاسلام اعظم من غيره وغيره يرى العكس وثالث ينكر الله عز وجل ةثلبث ينكر ان القران من الله عز وجل ، وتاتي الفضائيات المدسوسة لتعقد البرامج الحوارية بين هذه الافكار وتسليط الضوء على الشاذ بها لغرض فرضه على ارض الواقع فيبدا التنافر والتناحر والتنابز والتبارز ويصل الى القتل .
اعتقد ما شئت وطالما انك تعلم هناك من يعتقد بخلاف ما تعتقد فعليك احترام راي الاخرين ولا تجهر بما يثير الفتنة ، وانت الاخر عندما تقتنع براي في التاريخ فليس من المنطق ان تفرضه على الاخرين بالقوة .
العلمانية الى اليوم تطالب بحرية الاعتقاد والدفاع عن الاقلية وتقوم بكبت الاعتقاد وتطعن بالاكثرية ، وهم من وضعوا الحماية والحصانة لمن رسم صورا مسيئة لرسول الله او لسلمان رشدي وتعاطفوا مع مجلة شارل ايبدو الصهيونية التي اساءت للاسلام وتم الاعتداء عليها دون مراعاة معتقدات الاخرين التي اصبحت عرضة للاساءة من قبلهم .
واما ما يخصنا نحن المسلمين فان التاريخ قد دست فيه احاديث وروايات شئنا ام ابينا ، والتاريخ هو مصدر الاختلاف بين المسلمين وحتى نحافظ على وحدتنا فعلينا تجنب الاحداث التاريخية التي تثير الضغينة والتفرقة ، فمن يعتقد ببعض الصحابة اعتقادا سلبيا فعليه ان يحترم من يعتقد بهم اعتقادا ايجابيا وعدم ذكر الحدث اقول عدم ذكر الحدث وليس التنازل عن قناعتك ، وانت الاخر عندما تعتقد ان الصحابة كذا وكذا في بعض محطات حياتهم فيها تقاطع مع الاخرين فالافضل ان لا تذكرها وفي نفس الوقت ان لا تتنازل عن معتقدك .
اضف الى ذلك فمن يؤمن بحدث ما لماذا يتاثر بالذي ينكره او يغيره فليقل الاخر ما يقل المهم قناعتك ، وكما قال الامام الرضا عليه السلام لاحد صحابته ان كان في يدك درة فلا تبال ان قال الجميع انها حجر وان كان في يدك حجر فلا تبتهج ان قال الجميع انها درة ، فلتكن عقيدتك بالتاريخ هكذا .
نعم مسالة النقاشات والحوارات العلمية للوصول الى الحقيقة تكون ضمن مجالس حضورها بمستوى عقولها وليس امام العوام الذي لا يفقه ما يقول العلماء فيؤول الحديث وتزداد الضغينة والحقد وتكون النتائج عكسية .
الانسان قيمة عليا ولا يتجرد الانسان من انسانيته الا اذا اراد فرض افكاره المختلف عليها بالقوة والتكفير على الاخرين .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط