المرجع الخالصي: لقد اثبتت التجربة الطويلة بأن العملية السياسية

 لا تستطيع ان تفعل اي شيء سوى الحصول على الغنائم المحرمة

دعا سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 17 ربيع الأول 1444هـ الموافق لـ 14 تشرين الأول 2022م، إلى الالتزام بثوابت الإسلام بين أبناء الامة كافة ليكون محور جمع الكلمة، وإلى الانتباه إلى الأصوات التي تريد الهائنا في محاور جانبية طائفية وعرقية وتاريخية او الدخول في دهاليز مظلمة، كدعوات البعض للديانة الإبراهيمية وتحويل الحج إلى أور وغيرها، لافتاً الى ان المرحلة القادمة يجب ان تكون مرحلة الوعي الشامل والكامل، يشترك فيها الجميع؛ لجمع الكلمة على أساس الثوابت الشرعية المعروفة والتي تنطلق منها الامة الاسلامية في كل توجهاتها وهي القبلة الواحدة، والقرآن الكريم، والجمعة والجماعة ومساجد الجامع.

وأكد على ان ذكرى رسول الله محمد (ص) قائمة بيننا، وهي ذكرى دائمة لن تنتهي بمضي الأيام، فهو الاسوة الحسنة، والإمام الأعظم؛ إمام الهدى الذي يسوقنا إلى جنان الله ورضوانه، فقد ترك لنا كتاب الله وعترته الطاهرة من اهل بيته الطيبين الطاهرين وسنته الكريمة، وهما شاهدان على الهداية والوصول إلى طريق الحق.

وفي الشأن السياسي الداخلي أكد سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) على خلل مساوئ النظام السياسي القائم في العراق، مبيناً ان العقلية السابقة لازالت حاكمة وتدير العملية السياسية الفاسدة بنفس الطريقة التي أودت بها في أتون الحطام الذي يشّل العراق؛ فها هي انتخابات الرئاسة الفاقدة للصلاحيات تتم بأسوأ ممارسات المحاصصة الفئوية والفردية لحل الازمة التي يريدون بقاءها من أجل المطامع والمغانم النتنة من الجيفة التي يتحلقون حولها، وهم لا يبالون بما اصاب البلاد والعباد، ووصف سماحته ذلك بانها محاولة أخرى فاشلة لن تخرج منها الأفعى العمياء الخائفة الا كما خرجت سالفاتها عندما التفت على منشار الحداد الأعمى.

وأكد على ان بلدنا العراق سيبقى في محنته ولن تصل هذه العملية السياسية بالشعب إلى بر الأمان، ويقيننا هو ان هذه العملية السياسية لن يخرج منها أي خير لصالح الشعب المقهور، ولا تستطيع ان تفعل اي شيء سوى الحصول على الغنائم المحرمة، والموائد المسمومة التي خطفها الفاسدون من الشعب العراقي.

وأضاف: مع ظننا ويقيننا بان العملية السياسية لن تجلب الخير للبلد اطلاقاً، فلتكن هنالك فرصة يظهر فيها رئيس الحكومة الجديد ما ادعاه، وكذلك رئيس الجمهورية الذي اقسم على سلامة الأراضي العراقية واستقلال العراق ووحدته، رغم اننا نظن ان هذا مجرد كلام لا قيمة له، لكنه قسم امام الله فإذا أثبتوه فهذا شيء جيد، وإذا عملوا به فهذا شيء صحيح، والتجربة امامنا خلال شهر او شهرين سيبدو الامر جلياً، فهل سيتمكنون من إيقاف الفساد؟ هل سيتمكنون من تخليص البلد من الارتهان للأجنبي؟، هل سيتخلصون من مشروع تصدير النفط عبر ميناء العقبة ويرجعونه الى البصرة مثلا؟ هل سيمكن مكافحة التلوث الذي يفتك بالشعب العراق والفساد، وهل سينقلبون على ما جرى من ضياع وتزييف في ظل الحكومة السابقة التي جاءت بها العملية السياسية البائسة؟

وختم قائلاً: إذا اثبتوا هذا خلال شهرين او ثلاثة سيكون هذا شيء جيد، وإذا عجزوا -وهذا ما نظنه- فعلى الشعب العراقي حينها ان يكون حاضراً في الساحة وبتوجيه قيادة واعية وبخطة سليمة محكمة كيف لا تسرق الجهود مرة أخرى، لأنه هو الذي يملك القرار وهو الذي يستطيع ان يُعين الصالحين ان عملوا حسناً، ويحاسب المسيئين وما أكثرهم في هذه البلاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here