تقرير امريكي يتحدث عن ثلاثة سيناريوهات محتملة لرد الصدر على تشكيل الحكومة

بغداد اليوم- ترجمة

استيقظ العراقيون قبل عدة أيام على أصوات 9 صواريخ كاتيوشا سقطت على المنطقة الخضراء قبيل انعقاد جلسة البرلمان العراقي المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية.

ولا يبدو أن تلك الصواريخ كانت تعبيراً عن الفرح بالإنفراجة التي حصلت بعد سنة من آخر انتخابات، ففي الوقت الذي قطعت فيه القوات الأمنية كل الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء، لكنها فشلت في منع الصواريخ من الوصول للخضراء والتعبير عن الاحتجاج الواضح على اختيار عبد اللطيف رشيد كرابع رئيس للجمهورية منذ أسقاط النظام السابق في 2003.

وقال تقرير لموقع “معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى” وترجمته (بغداد اليوم)، إنه “على الرغم من أن الحكومة العراقية الجديدة أنهت المأزق الذي استمر لمدة عام ، إلا أن الطريق إلى الأمام لا يزال مليئًا بالعقبات”.

واضاف: “أدى انسحاب الصدريين من مجلس النواب إلى إفساح المجال لقوى سياسية أخرى معظمها تابعة للإطار التنسيقي لتصبح هي القوة الأكبر وتمضي في تشكيل الحكومة. وقد نجحت تلك القوى السياسة في التوصل لاتفاق واختيار رشيد كرئيس للجمهورية. وبدوره، كلف رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني المحسوب على المالكي على الرغم من أنه استقال من حزب المالكي منذ مدة. بذلك عادت العملية السياسية في العراق إلى مسارها القديم رغم محاولة السيد الصدر تحويلها إلى مسار يرفض مبدأ التوافق السياسي”.

وتابع: “حتى بعد أن تم تعيين رئيس الجمهورية وتكليف مرشح لرئاسة الوزراء فأن السؤال الكبير يدور حول ردود أفعال طرفين رئيسين في المعادلة السياسية كان كلاهما معارض لترشيح السيد السوداني لرئاسة الوزراء هما السيد الصدر وشباب تشرين.ومع أن تشرين فقدت كثير من زخمها لكنها لا زالت فكرة جامحة في عقول معظم العراقيين بخاصة الشباب منهم كما أنها تمثل قصة نجاح لم يألفوه تحقق في 2019-2020 ولا تزال عالقة في ذاكرة وخيال العراقيين العاديين ويخشاها قادة الأحزاب المشاركة في السلطة”.

وأوضح انه “على الرغم من أن حجم الذين خرجوا لأحياء الذكرى الثالثة لتشرين قبل أيام كانت أقل من المتوقع، الا أن هناك دعوات جادة واحتمالات حقيقية لخروج مزيد يوم 25 من هذا الشهر. ويأتي اختيار السوداني أبان ثورة تشرين ليمثل تحدياً لإرادة تشرين. لذا، يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الأحداث ستدفع الشباب في بغداد وجنوب العراق إلى مزيد من الاحتجاج ضد النظام”.

وقال :”أما من جهة الصدر، فيمثل ترشيح السوداني تحدياً شخصياً له ولتياره الشعبي الواسع. وعلى خطى حركة تشرين، سبق وان عارض الصدر نفسه ترشيح السوداني، فقبل عدة أشهر، نشر الناطق بأسم الصدر على مواقع التواصل الاجتماعي يسخر فيها من ترشيح السوداني للمنصب ملمحاً لقربه من السيد المالكي والذي يعده الصدر خصمه السياسي الرئيس”.

ووضح :”لكن السؤال الذي يود الجميع معرفة جوابه الآن، ماذا سيكون رد الصدر على هذا الترشيح؟ هناك ثلاث سيناريوهات تبدو محتملة: الأول، هو سكوت الصدر عن هذا الترشيح لكي يمضي السوداني بتشكيل حكومته ثم يبدأ الصدر بحشد أنصاره بعد إعطاء السوداني مهلة (لن تتجاوز بضعة أشهر) لاكتشاف مدى نجاحه، فإذا فشل حسب تقييم الصدر، فأنه سيثير الشارع لأسقاطه. ويبدو سكوت الصدر للآن على ترشيح السوداني، وبعكس ما توقعه الكثير من المراقبين، مرجّحاً لهذا السيناريو. غير أن المشاكل المتوقعة عند بدء عمليات اختيار الكابينة الوزارية، واستفزازات قوى الإطار للصدر قد تجعل سيناريو سكوت الصدر لمدة أطول ضعيف الاحتمال. أضافة إلى أن الصدر قد يجد أن الفرصة مؤاتية الآن قبل سيطرة قوى الإطار على أجهزة الدولة وبخاصة الأمنية منها والتي ستنحاز حينها ضد أي حركة شعبية سلمية احتجاجية. وبالطبع، قد يؤدى هذا السيناريو أيضًا إلى حدوث انشقاق سياسي داخل المعسكر الصدري”.

ولفت مسترسلاً :”يتمثل السيناريو الثاني في نجاح الوساطات التي تجري من قبل بعض قوى الإطار لإرضاء الصدر سواء من خلال منحه حقائب وزارية أو إعطاءه ضمانات بانتخابات قادمة مبكرة أو حتى منحه حق الفيتو على مرشحي الأخطار للمناصب الوزارية. لا تبدو احتمالات هذا السيناريو قوية في ظل ما قاله الصدر شخصياً، وما ذكره مقربين منه بأنه حسم قراره بعدم التفاوض مع قوى الإطار الا علناً وتحت نظر وسمع كل العراقيين. وفي مثالٍ على ذلك، غرد الناطق بأسم الصدر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام بأن الصدر لن يسمح لأي من أنصاره بالانضمام إلى الحكومة الجديدة”.

واشار :”يبقى السيناريو الثالث الأكثر ترجيحاً، ويتمثل في استثمار الصدر لمناسبة قريبة، مثل الذكرى الثالثة لتصاعد ثورة تشرين يوم 25 الجاري، أو ربما استثمار أي حدث آخر قريب للانطلاق باحتجاجات شعبية قد تجهض تشكيل الحكومة قبل ولادتها. هذا السيناريو يمكن أن تعززه المعلومات الراشحة عن وجود محادثات تهدف لتأسيس تفاهمات بين قيادات تشرينية وبين الصدريين يتم بعدها توحيد الجهود وحشد القوى لانتفاضة شعبية كبرى تطيح بالنظام. وإذا نجح التحالف الشعبي بين الصدريين وبين قوى تشرين فلا شك أن الانشقاقات داخل قوى الإطار التنسيقي والتي ظهرت للعلن عند انتخاب رئيس الجمهورية ستزداد. حينها ستعود احتمالات الفوضى المسلحة مالم تتمكن القوى السياسية والدينية ممثلة بآية الله السيستاني بضبط سلاح اللادولة المنتشر بيد الجميع. في كل الأحوال فأن أمام الحكومة الجديدة (حتى لو تشكلت ومضت في واجباتها) حقول وليس حقل ألغام واحد، يجعل من مهمة السيد السوداني أشبه بالمهمة المستحيلة، فهل سيكون السيد السوداني توم كروز العراق وينهي هذه المهمة المستحيلة؟؟ المؤكد أنه لن يطول انتظارنا قبل معرفة الجواب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here