قراءة في كتاب ألدّولة آلأنسانيّة – الكونيّة :

بدل ألدّولة ألميكيافيليّة :ألدّولة آلأنسانيّة التي نعنيها : هي الدولة الكونيّة التي تُحقّق سعادة الأنسان و هدفه .. لا سعادة الحاكمين فقط و كما هو الواقع في كل بلاد العالم تقريباً لأنها قائمة على جوهر الفلسفة الميكيافيلية ألتي تُسخر حتى الدين لأجل الدولة؛ لتُسبّب شقاء الأنسان وغربته كما هو واقع الحال اليوم!حيث يُركز كتابنا ألجديد – ألموسوم بـ [ألدّولة في الفكر الأنسانيّ], الذي صدر مؤخّراً عن مؤسسة (كتاب نور) على بيان مواصفات (ألدّولة الكونيّة) بدل أنظمة الدّول القائمة اليوم على آلمبادئ ألميكيافيليّة بعناوين براقة شتى للتغطية على فسادها لأنها تُجيز إتّباع كلّ عملٍ حتى القتل لحفظ الدّولة و رئيسها كغاية تبرّر ألوسيلة حتى لو سبّب شقاء الناس وهلاكهم! بينما الدّولة الكونيّة تهدف إلى حفظ إصالة الفرد و المُجتمع معاً حتى لو تطلب تغيير الدولة و النظام ولا تُجيز التضحيّة أو قهر فرد واحد لا المجتمع كله لأيمانها بأنّ (وجود شقيّ واحد في آلمجتمع يُسبب شقاء الجميع).كما أكّدنا على دور العلم و الأخلاق كتوأمان (إن إفترقا إحترقا) لأجل ألسعادة التي مُقوّماتها؛ عمل الخير؛ طلب العلم؛ الصّدق في القول و الفعل؛ معرفة الجّمال؛ الفنون؛ المعارف؛ الآداب لبناء ألمجتمع السعيد, و هكذا في الجانب آلمدنيّ الذي يحتاج التكنولوجيا و العلم لتكتمل سعادة ورفاه الأنسان و المجتمع بشكل متوازن بلا طبقات و فوارق حقوقيّة بظلّ الدّولة الأنسانيّة الكونيّة – كتمهيد لتحقيق الحالة (الآدميّة) التي معها فقط تتحقّق الخلافة الألهيّة كهدف غائي للخلق والوصول لله تعالى.إنّ آلدول ألميكيافيليّة إستنفذت قدرتها على الإستمرار بشكل طبيعيّ بعد تجارب مرّة عبر قرون من التخريب و الظلم؛ لتفقد مقوّمات بقائها مع نموّ الوعي الجّماهيري و إن كان بطيئاً لعدم أداء النخبة لدورها الأنساني و لدهاء الأعلام المُضلّل بآلمقابل المدعوم بالمال و التكنولوجيا وما ديمقراطيتهم و حُريّتهم و غيرها من العناوين ألبراقة – الجذابة ألمزعومة ؛ إلاّ لِكَمّ الأفواه التي إنْ نطقت قد لا تُغلق مُستقبلاً و هي تريد(الجماهير خصوصا ألنخبة الصالحة منها إستعادة حقوقها المغصوبة و درء غربتها و شقائها!و ما عرضناه في كتابنا الآنف الذكر من فساد الأخلاق و القيم ألغربيّة – الشرقيّة ؛ لم يكن دفاعاً عن ما يُحدث مِن مظالم و فساد في دولنا العربيّة و الإسلاميّة بسبب المظالم الحكوميّة المختلفة و الفوارق الطبقية الكبيرة بسبب الميكيافيلية .. بل جُلّ ما أردنا بيانه في ذلك الكتاب الكونيّ بهذا الشأن هو: (إنّ الحكومات ألميكيافيلية آلماكرة و بسبب تنامي الوعي الشعبي؛ بدأت تتهاوى مع كلّ ريح عاتية من هنا و هناك مع ظهور النزاع و الحروب و الجوع و الفاقة في كل البلاد , و لن ينفعها لجوئها لتبديل القوانين و الدساتير كلّ يوم بعد بآلقوّة و المؤآمرات و الأستعانة بأساطيل ألأنظمة آلمُتدَيّنة – المتمسكة بآلمكر والحيلة و الظلم – آلدّافعة إلى الإتجاه الماديّ الذي يُحجّم الرّوح و الفكر و الأخلاق وهما منبع الحياة السعيدة! و تلك الانظمة و إن وصلت القمّة بنجاحها وتألقها المدني في الظاهر, لكنها مع ذلك لم تُحقّق ألسّعادة لشعوبها لأنّ تحقيقها يتمّ بطريقين؛إمّا آلزّواج وتكوين عائلة بمجتمع آمن ومُسالم.أو آلأرتباط الكونيّ بآلله عبر المحطات السبعة .لذا بفقدانهما, أيّ(الزواج و الأرتباط بآلمعشوق) و عدم سعي  الحكومات و الأحزاب و السياسيين من توجيه الناس بذلك الأتجاه ؛ قد سبّبتا تعاظم المشاكل الرّوحيّة و النفسيّة و الكآبة و الوحدة التي تسببت بإتجاه مصادقة الحيوانات كآلكلاب والقطط والفئران والأفاعي بدل آلحياة الزوجيّة و الأبناء و العلاقة الأيمانيّة بآلمعشوق لتقليل تلك الغربة و درء ذلك الواقع ألشّاذ الذي تسبّب بفقدان اصالة الفرد و المجتمع, ولا أريد تبرير ألفساد في بلادنا أيضاً لأنّها هي الأخرى تُعاني الأمرّين؛ ألجّهل (الثقافي-آلأخلاقيّ) و كذلك التخلّف (العلميّ-ألمعرفيّ), بينما آلغرب تقدّمت على الأقل في الأخيرة درجة!فآلكفر والتطفّل و لقمة الحرام و كفر النعمة و البطالة؛ هي الحلقة المشتركة بين الناس اليوم, لذلك حاولنا بيان ألمعالم ألكونيّة للأنسان الهادف ألمنتج من خلال مفهوم (ألعدالة بين السّياسة والأخلاق) و أيُّهما يَتقدّم على الآخر في رسم و تحديد القوانين؟ مع بيان مُقارنة إيبستيمولوجية بين النظام (الكونيّ) و آلنظام (الميكيافيلي) لمعرفة ألأمثل ألذي يجب ألسعي لتطبيقه بدل الأنظمة الوضعيّة عبر برنامج يُحَقّق بأركانها الثلاثة, أيّ (ألعارف ألحكيم) و(آلناس) و(النّخبة) ألتي تُنوّر ألناس بفكر وفلسفة العارف آلحكيم لتحقيق السعادة.إنّه كتابٌ كونيّ يَهمّ آلسياسي؛ ألحاكم؛ ألرّئيس؛ ألوزير؛ ألنّائب؛ ألموظف؛ ألكاسب؛ العسكري و المدني؛ الأستاذ والطالب, و الأعلامي لتحقيق الهدف من وجودنا كبشر نشارك الحيوانات في حياتنا, لنيل المرتيبة الأنسانيّة ثمّ الآدمية بواسطة تأسيس الدولة العادلة؟ملاحظة هامّة : ألكتاب رغم إتّباعنا لأحدث مناهج و طرق الكتابة لبيانه لإيصال الحقيقة و المعلومات الغائبة للقارئ و آلباحث بسهولة و يُسر؛ إلّا أنّ الكثير مِنْ مبادئه تحتاج للتحليل و المتابعة و المناقشة لمعرفتها و وعيها بدقة, لذا أرجو القائمين على المراكز و المنتديات الفكريّة و الثقافيّة و الأدبيّة و العلميّة و المنابر و المواقع الأعلامية ألقيام بدورهم لتعميم الفائدة بدل قال فلان وجلس فلان و النتيجة نهب و ظلم و فساد و صفر بآليد “إحصان” للأعداد إلى أنتخابات و حكومة جديدة و هكذا حتى ظهور المهدي(ع) إن شاء الله.. لكن كيف و لماذا يظهر وسط جيوش و حكومات الفساد المنتشرة في الأرض!؟ إذن هو مَنْ ينتظرنا .. هذا ما أجاب عليه كتابنا الكوني أيضاً بإذن الله. .  

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A-pdf

 

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here