اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة الاعراف (ح 75)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب رفع الشبهات عن الانبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: قال تعالى: “وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ” (الاعراف 188). ظاهر سياق الآية الكريمة أن الخطاب موجه الى الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهي تسمه بعدم الاطلاع على الغيب وعدم معرفته بالمنافقين، فكيف ذلك وهو عنده صلى الله عليه وآله وسلم علم الكتاب. الجواب بسمه تعالى: يمكن أن يتلخص الجواب بعدة أمور محتملة: ان المراد غير النبي وصح من باب: إياك أعني واسمعي يا جارة. إن هذا المعنى ثابت لولا اللطف الالهي. ولكن هذا اللطف متحقق فهذا المعنى غير ثابت علميا ً. وإنما نفيه رتبي لا أكثر. ان كل ذلك يكون في أقدار الله سبحانه وإعلامه. فقد يكون أن الله سبحانه لا يريد ذلك في بعض الموارد لمصلحة فيه.

جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: التفكر في الخلق: هو من الأمور التي حثَّ عليها القرآن الكريم منها الحثُّ على البصر أو الأبصار، مع شجب التعامي وعدم استعمال البصر “أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بها” (الاعراف 195).

جاء في كتاب الصلاة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: من مستحبات التوجه إلى الصلاة ما يلي: دور الإستعاذة من الشيطان قبل قراءة الفاتحة، منهم من ينطق العبارة هكذا: أعوذ بالله السميع العليم من شرِّ الشيطان اللعين الرجيم. وهو ممكنٌ مادام مجموعه ذكراً لله عزَّ وجل. ووصفه السميع العليم هنا مأخوذةٌ من آيةٍ أخرى هي قوله تعالى: “وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (الاعراف 200).

جاء في كتاب الصوم للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: في معنى الهلال من الناحية المعنوية: يمثل الهلال أو القمر عملياً المصدر الثاني أو الأضعف للضوء على سطح الأرض بعد الشمس. ويتصف بخصيصتين واضحتين، وإنما نشير إليهما تذكيراً: الأولى: أنه يشرق في الليل حين الحاجة إلى الضوء بعد أن تكون الشمس قد غابت والنهار قد زال. الثانية: أنه يبدأ صغيراً ثمَّ يتكامل على مدى الليالي التالية، حتى يصبح بدراً، ثمَّ يبدأ بالتضاؤل من جديدٍ إلى درجة المحاق. والإستهلال، كما هو معلوم، هو محاولة رؤية ذلك الهلال الضعيف في أوائل ساعات ولادته بكلِّ ما أوتيت العين من طاقةٍ وقدرةٍ على الإبصار. كما أنَّ الإيمان في قلب الفرد، كالقمر، يبدأ في التسلسل المعنويِّ صغيراً هلالاً. ثمَّ كلما تقدم الفرد في عمله في الطاعة أو في ثقافته الدينية ونحو ذلك، اتسع نور الإيمان في قلبه إلى حدٍّ يصبح بدراً متكاملاً، يملأ نوره النفس والقلب الذي يصبح مبصرا كما جاء في سورة الاعراف 201 “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ”، يهديها إلى صراطٍ مستقيم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here