هل حطمت مسلتزمات الكورونا قيود المحرمات ما بعد التلقيح؟

بقلم أ.د عبودي جواد حسن
برفسور سابق في جامعة عجمان \الامارات

في ذروة انتشار جائحة كورونا(Pandemic Covid-19) حيث صدرت الاوامر الادارية باغلاق الاقتصادات(Lockdowns) في دول العالم وتم تطبيق التباعد الاجتماعي((Social Distancing في ذروة ذلك لم يلتزم رئيس وزراء بريطانيا الاسبق بوريس جونسون بشكل جدي باجراءات التصدي للوباء الخطير وذلك من خلال قيامه بحفلات شراب ترفيهية مع زملائه اثناء تادية الواجب وعدم الالتزام بمتطلبات الوقاية من الوباء. وبعد فترة من الزمن تم اكتشاف ذلك وسمي الحدث(Party Gate) وطلب منه تقديم الاستقالة من قبل اعضاء في حزبه حزب المحافظين وحزب العمال المعارض وعند اشتداد المطالبات بالاستقالة أستقال بوريس جونسون –مهندس خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي( Brexit) واحدث اضطرابا هيكيليا في الوضع السياسي البريطاني . هذا ابسط ما حدث في الغرب وبالتحديد في بريطانيا. وحدثت اضطرابات اخرى مشابه في امريكا والبرازيل ودول اسيا.
اما في بقية دول المعمورة فقد صدرت الاوامر بالالتزام بدرجات متفاوتة بمتطلبات الوقاية من الوباء لمنع انتشاره واصبحت الكمامات (Face Masks) جزء من الملبوسات تقريبا واتخذت الاجراءات لتفعيل التباعد الاجتماعي وخلق البيئات الصحية المناسبة.
وكما هو معلوم وطبيعي خفت شدة المرض بمرور الزمن و بعد ما تم اكتشاف اللقاحات اللازمة و التلقيح الالزامي مما اسفر عن قلة الاصابات.كما خلق الالتزام بمتطلبات الوقاية من المرض ولم تعد الامور المذكورة كالكمامات والتباعد وتوفر البيئة الصحية المناسبة اجبارية في التعامل اليومي وانما الاستعمال اختياري واخذت تستعمل للاغراض قد تكون معارضة للقوانين والتقاليد والاعراف او وسيلة للقيام باعمال غير مألوفة او اجرامية مخالفة للقانون.
وكثيرة هي مسوغات انتهاك المستلزمات و القوانين الوضعية والسماوية والاعراف العشائرية والتقاليد المجتمعية والاوامر التنفيذية. هذه الضوابط و القواعد وجدت اساسا لتنظيم حياة الجماعة كما هو معلوم ومتفق على السير بموجبها من طرف الجماعة وادارتها او نخبتها. البعض منها جاءت لتجنب المخاطر المحدقة بحياة الجماعة. واالبعض منها طارئة وحديثة العهد وتتعلق بسلوك الفرد وهي من متطلبات المرحلة التي تمر بها الجماعة وبعضها قديمة قدم الزمن وتتعلق بالمؤسسة الاجتماعية(Institutional). وكثيرا ما تسبب هذه المسوغات امورا منافية للشرائع والتشريعات.
فقد تم استغلال لبس الكمامة بعد اكتشاف اللقاحات مثلا من قبل اؤلئك الذين تسول لهم انفسهم بالسرقة واللصوصية او اصبحت تستغل من قبل الكثير ممن ينوون القيام باعمال مخالفة للقانون. حيث تساعد الكمامة باخفاء هوية من ينوي القيام بعمل غير قانوني اوالقيام بمخالفة للثوابت المجتمعية. ففي الكثير من المجتمعات الشرقية يندرا كثير تلازم او ختلاط الذكور مع الاناث ممن هم خارج نطاق الزوجية او ممن هم دون علاقة ارتباط عرفي يسبق الزواج كالخطوبة مثلا . ويغلب على ردود افعال الافراد تجاه المخالفات والانتهاكات المغالاة والمبالغة والتطرف مما يؤدى الى جرائم قتل غالبا ما تطول الانثى وهي جرائم تعرف في بعض المجتمعات بغسل العار(Honor Killing). وكذلك الحال مع الالنزام بالتباعد الاجتماعي المصحوب مع ارتداء الكمامة اثناء وبعد التلقيح حيث يستغل لدفع الشهبات عن درجة صدقية العلاقة بين الجنسين وتفصل بينهما مسافة طاردة للشبهات. واضف الى ذلك في بعض المجتمعات الشرقية قد تكون متطلبات منع انتشار الاوبئة سببا في زيادة اعداد المثليين لكون هذه المجتمعات هي مجتمعات ذكورية اي لا تستدعي اختلاط الجنسين وتفضل تجاذب وتفاعل ابناء الجنس الواحد حيث تبدو متطلبات منع الانتشار كالكمامة والتباعد الاجتماعي لا تثير الشهبات.اي خلاصة تساعد هذه المستلزمات على زيادة اكرر زيادة اعمال الرذيلة والبغاء والجريمة لانها تخفي هوية الشخص وتبهم النوايا.
مما اردنا التوصل اليه هو ان الالتزام ببعض مستلزمات منع انتشار الاوبئة كوباء الكورنا عندما تخف اصاباته بفعل القدرات البشرية الفذة وتمكنها من صنع اللقاحات تسهل الى حد ما انتهاكات الثوابت في المجتمعات وتقود الى اخطاء كبيرة وجرائم بشعة وظواهر منافية لثوابت و لعادات ولعقائد المجتمعات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here